لوفيجارو: محاولة أردوغان سرقة نفط قبرص تشعل البحر المتوسط
الصحيفة الفرنسية تقول إن أردوغان يستعرض عضلاته في البحر المتوسط ويثير المشكلات بإرساله سفنا للمياه الإقليمية القبرصية للتنقيب عن الغاز
لا يتوقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إثارة المشكلات والتوترات في منطقة البحر المتوسط، وأحدثها إرساله سفنا للتنقيب عن الغاز والنفط في المياه الإقليمية لجزيرة قبرص.
- اقتصاد تفاقم أزمات اقتصاد تركيا.. البطالة عند أعلى مستوى في 10 سنوات
- اقتصاد لإصرارها على معاداة الجميع.. تركيا تزداد عزلة في شرق البحر المتوسط
وقالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إن أردوغان يثير المشكلات في منطقة البحر المتوسط، حيث تصاعد التراشق بين أنقرة ونيقوسيا منذ مطلع مايو/أيار بسبب التنقيب عن الغاز والنفط في البحر المتوسط.
وأضافت: "موارد الغاز العملاقة في الشرق الأوسط لم تتوقف عن تأجيج التوترات بين القوى الكبرى، وهذه المرة وصلت لمستوى حرج بعد بضعة أشهر من إعلان شركة النفط العملاقة الأمريكية "إكسون موبيل" عن العثور على واحد من أكبر حقول الغاز الطبيعي المكتشفة في العامين الماضيين في المياه الإقليمية لجزيرة قبرص".
وتابعت "لكن تركيا وكعادتها بدأت في إثارة المشكلات، حيث أعلنت مطلع مايو/أيار نيتها إرسال سفينة للمنطقة الاقتصادية التابعة لقبرص للتنقيب عن النفط والغاز"، ووصفت "لوفيجارو" تصرفات تركيا بأنها "غير مسؤولة، واستعراض عضلات".
وفيما يرى أردوغان أن نتاج عمليات التنقيب لا بد أن يتقاسمها القبارصة الأتراك الذين يعيشون في الجزء الشمالي من الجزيرة تحت حماية أنقرة، وتقول نيقوسيا إنه "يجب أولاً إيجاد حل لمشكلة قبرص قبل معالجة مسألة التقسيم".
ونددت قبرص بوصول السفن التركية لمياهها الإقليمية للبحث عن الغاز والنفط، معتبرة أن تلك الخطوة "انتهاك للقانون الدولي".
وقال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس في تصريحات صحفية: "إن ما تفعله تركيا غزو ثانٍ، بعدما غزت القوات التركية الجزيرة عام 1974".
تصاعد التوترات
وبعد أيام من التصعيد، طالبت نيقوسيا الاتحاد الأوروبي باتخاذ التدابير اللازمة ضد المتورطين في أعمال غير القانونية التي ترتكبها تركيا بالبحر المتوسط.
وجددت فرنسا تأكيد التزامها الكامل باحترام القانون البحري الدولي و"سيادة قبرص"، داعية أنقرة إلى "تجنب الانخراط في عمل استفزازي، لا يمكن إلا أن يعزز التوترات في منطقة تحتاج إلى الاستقرار ".
ومن جانبه، حذر المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، عمر سيليك، السلطات القبرصية من مواصلة التصعيد، ونصحهم بـ"تذكر عام 1974 ووضعها في الاعتبار"، في إشارة إلى الغزو التركي للجزيرة الذي أدى في النهاية لتقسيم البلاد قبل أكثر من أربعين عامًا.
ودعا وزير المالية التركي وصهر أردوغان بيرت البيرق إلى ضرورة إرسال سفينة حفر ثانية للمياه الإقليمية في الأيام المقبلة.
تحذيرات واشنطن وبروكسل لتركيا
وأوضحت الصحيفة أن تزايد التوترات أدى لرد فعل سريع من جانب واشنطن وبروكسل، حيث أعرب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن "قلقهما" من نية أنقرة إطلاق عمليات تنقيب في "المنطقة الاقتصادية الخاصة" لقبرص، لكن أنقرة تجاهلت التحذيرات، مؤكدةً أنها غير ملزمة باتفاقات ترسيم الحدود البحرية الموقعة بين حكومة قبرص، والدول المطلة على البحر المتوسط.
ووقعت قبرص اتفاقيات مع شركات نفط من دول عدة، بما فيها "توتال" الفرنسية وإيني الإيطالية، وإيكسون موبيل الأمريكية لاستغلال مواردها النفطية والغازية.
وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، في بيان، "إننا نحث تركيا على احترام الحقوق السيادية لقبرص والامتناع عن أي عمل غير قانوني يستجيب له الاتحاد وبتضامن تام مع قبرص".
واتخذت الحليف الاستراتيجي لأنقرة الموقف الحازم نفسه تجاه تركيا، حيث استنكرت وزارة الخارجية الأمريكية موقف تركيا قائلة: "الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء النوايا التركية"، معتبرة أن تصرفها "استفزازي للغاية"، وقد يسبب توترًا في المنطقة.