"عروس الثورة" اللبنانية تخلع صور زعمائها لترتدي العلم
يوسف تكريتي، الناشط اللبناني، يقول إن مبادرة إزالة صور الزعماء من شوارع طرابلس، رحب بها العديد من السياسيين.
اختار أبناء طرابلس، عاصمة الشمال التي لقبت بـ"عروس الثورة"، استكمال ثورتهم على طريقتهم، فالشعارات التي ترفع منذ بداية المظاهرات، أراد شباب طرابلس تنفيذها على أرض الواقع عبر إزالة صور الزعماء من أحيائها وشوارعها، ووضع العلم اللبناني مكانها.
- لبنان..حراك شعبي في مواجهة رهانات الاستغلال السياسي
- تشكيل حكومة لبنان.. اجتماعان لعون والحريري "الكتمان" شعارهما
وعلى وقع هتافات "شيلو الصور حطوا علام" بدأت حملة إزالة صور الزعماء من شوارع المدينة التي تعرف بتعدد انتماء أبنائها السياسي، ووضع العلم اللبناني، وحدد الخميس، كموعد لتنفيذ الخطة، حيث بادر الأهالي بالترحيب والتجاوب معها.
وصرح النشطاء بأن هذه المبادرة تأتي ضمن الثورة الشعبية الرافضة لجميع الزعماء والطائفية والفساد، وقال يوسف تكريتي لـ"العين الإخبارية": "منذ اليوم الأول للثورة بدأ الكثير من الطرابلسيين بإزالة صور الزعماء وبدأت الدعوات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتشر ورحب بها بعض السياسيين".
وأضاف: "من هنا قررنا جعل المدينة خالية من صور الزعماء الذين لطالما كانوا يستغلون الطرابلسيين للوصول للبرلمان، وهذا التجاوب جعلنا نذهب بعيداً، وقررنا التجول في المدينة للتواصل مع الأهالي لتعريفهم بالمبادرة".
وتابع: "عقب ترحيب الجميع بهذه المبادرة، عمدنا إلى إزالة الصور من الساحات العامة، ووضع الأعلام اللبنانية، لجعل المدينة أكثر وحدة".
وأوضح يوسف أنه بعد هذه المبادرة، طرابلس أصبحت خالية من صور الزعماء، ومستمرة في تحركات المظاهرات اليومية التي جعلتها تحمل لقب "عروس الثورة".
وتضم المدينة العديد من الزعماء السياسيين بينهم رجال أعمال أبرزهم رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والوزيران السابقان محمد الصفدي وأشرف ريفي، بجانب عدد كبير من مناصرين لـ"تيار المستقبل" الذي يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري.
مدينة التناقضات
ورغم وجود العديد من الأثرياء في المدينة، فإنها تحتوي على أحياء فقيرة تعاني من الحرمان، ومنذ بدء المظاهرات تحول ليل طرابلس إلى مسرح كبير يصدح بالأغاني، وحلقات الرقص، ليكسر آلاف الشبان والشابات الصورة النمطية لمدينة محافظة ارتبط اسمها بالحروب والتطرف والفقر.
وشهدت المدينة نزاعات عدة على مدى عقود، والتحق مئات من أبنائها بالمقاتلين ضد النظام في سوريا المجاورة بعد اندلاع النزاع عام 2011.
وتعد مدينة طرابلس عاصمة شمال لبنان لكنها تعاني من إهمال شديد، ويعيش 57% من سكانها عند خط الفقر أو دونه، بينما يعاني 26% من فقر مدقع، وفق دراسة للأمم المتحدة عام 2015.
وتضم المدينة مرفأ ذا موقع استراتيجي بين لبنان وسوريا، بقي مهملاً لأكثر من نصف قرن، بالإضافة إلى تحفة معمارية من تصميم البرازيلي أوسكار نيماير، أشهر معماري العالم، لكنها مهددة بالانهيار.