لبنان.. حزب الله يبدأ الإرهاب الانتخابي باستهداف المعارضين
مليشيا حزب الله الإرهابية تمارس القمع لإرهاب وتخويف المعارضين في ظل تراجع شعبية الحزب بشكل كبير في الأوساط الشيعية بلبنان.
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية اللبنانية في السادس من مايو/أيار المقبل، بدأت مليشيا حزب الله الإرهابية في ممارسة الوسائل القمعية لإرهاب وتخويف الخصوم والمعارضين، في ظل تراجع شعبية الحزب بشكل كبير في الأوساط الشيعية داخل لبنان؛ بسبب تدخله في سوريا ودوره في نشر الفوضى داخل البلاد.
رجل الدين الشيعي البارز المعروف بمعارضة المليشيا الإرهابية الشيخ عباس الجوهري، تم توقيفه أمس الأول بعدما لفق له "حزب الله" تهما للنيل من سمعته، وخاصة أنه ترشّح للانتخابات النيابية وشكّل حركة ديناميكية توصل من خلالها إلى تشكيل لائحة انتخابية معارضة لـ"حزب الله" الإرهابي في منطقة بعلبك-الهرمل.
وعقب إخلاء سبيله اليوم السبت وثبوت براءته أمام قاضي التحقيق، قال الجوهري: "لدينا خط واضح وجلي، عندما نعارض.. نعارض بشرف، وعندما نوالي.. نوالي بشرف"، حسبما ذكرت وسائل إعلام لبنانية.
وفي تصريح خاص لـ"العين الاخبارية" قال الجوهري: "فوجئت بمذكرة التوقيف هذه إلا أن كل التهم تبدو صغيرة أمام تهمة أن من يعارض حزب الله هو داعشي".
وشدد الجوهري على ثقته بالقضاء اللبناني والأجهزة الأمنية التي تدخلت بسرعة وأوقفت هذا الخطأ، رغم أن هناك كثيرين ما زالوا ينتظرون الإنصاف وهذا ما يريد العمل لأجله وتحديداً لمساعدة المظلومين والمهملين في منطقته في البقاع. وختم أن المعارضة حق وهو معارض بشرف.
واستنكر معارضون شيعة خطوة توقيف الشيخ الجوهري، واعتبروا أن الملف مفبرك، خاصة أن الجوهري أطلق سراحه بعد ساعات من توقيفه.
وفي حديث خاص لـ"العين الإخبارية" وصف المرشح الشيعي ضد "حزب الله" في لائحة الجنوب الثالثة، عماد قميحة، توقيف الجوهري بالمؤامرة المدبرة من قبل المليشيا الإرهابية لقمع كل الأصوات المعارضة، مشيرا إلى أن "حزب الله" غالبا ما يلجأ إلى استخدام هذه الأساليب الترهيبية لتخويف الجمهور الشيعي ومنع أي شخص من الترشح وخوض الانتخابات في وجهه بجدية.
أما المرشح علي الأمين المعارض لحزب الله أيضا، فأكد لـ"العين الإخبارية" أنه لا بد من التوقف أمام توقيت توقيف الجوهري، أي عشية اكتمال تشكيل لوائح المعارضة لحزب الله في منطقة بعلبك الهرمل، والجوهري أحد المرشحين لهذه الانتخابات.
وأضاف الأمين أن "تهمة المخدرات محاولة خبيثة وبائسة للنيل من شيخ معارض لحزب الله، لافتا إلى أن الجوهري وغيره من المعارضين لحزب الله، أصبحوا عرضة لاستهدافات الحزب ولسهامه، ولكن اللعبة التي يستخدمها ستنقلب عليه عاجلاً أم آجلاً".
وتوقع ناشطون معارضون لحزب الله أن تتكثف ضغوط الحزب عليهم مع اقتراب المعركة الانتخابية، معتبرين أن أمورا مشابهة ستحصل، كما أن حزب الله سيرفع من سقف اتهاماته لهم، ووصفهم بأوصاف لا تتطابق مع العملية الانتخابية، عبر اعتبارهم "عملاء" و"خونة"، أو وصفهم بـ"شيعة السفارة"، لكنهم يؤكدون أنهم مستمرون بمعركتهم، لإثبات موقفهم، وللتأكيد أنهم لن يسلموا إرادتهم ورقابهم للمليشيا الإرهابية.
معركة في بعلبك الهرمل
وقبل أيام خرج حسن نصرالله الأمين العام لمليشيا حزب الله ليعلن أن اللائحة المواجهة لحزبه في دائرة بعلبك-الهرمل لائحة تمثّل "داعش" و"جبهة النصرة"، للتأثير على الجمهور وإبعادهم عن خيارات المعارضة وتشكيل عوامل ضغط عليهم وتخويفهم، كما أعلن أنه يستعد للتجول في كل قرى البقاع بهدف تحفيز الناس على انتخاب خيار الحزب، مستخدما خطاب التخويف للناس بأن معارضي حزبه يؤيدون الثورة السورية.
ويواجه حزب الله معركة حقيقية في بعلبك الهرمل، وهذه الدائرة تعد معقل الحزب الرئيسي، ولكن وجود نقمة شعبية في الشارع الشيعي ضد الحزب وسياساته، بالإضافة إلى وجود تنوع سياسي في المنطقة، حتّم تشكيل لائحة قوية معارضة للحزب، وهذه اللائحة قادرة على تسجيل خرقين أو ثلاثة بوجه لائحة الحزب.
واللافت ما أعلنه سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، وهو الحزب الأكثر خصومة وتشددا في مواجهته لمليشيا حزب الله الإرهابية، حيث قال إن مرشحه سيصل إلى البرلمان اللبناني في الانتخابات المقبلة، وذلك بعدما توصل حزب القوات اللبنانية إلى اتفاق انتخابي مع كل من تيار المستقبل وأبناء العشائر الشيعية المعارضة لحزب الله، وقد تم تشكيل لائحة مكتملة لخوض الانتخابات بوجه الحزب، برئاسة النائب السابق يحيى شمص.
وشمص هو نائب سابق في البرلمان اللبناني سابقا، وكان من أشد المعارضين لحزب الله والنظام السوري، فتمت فبركة ملف له بأنه يتاجر بالمخدرات أيضا، وقد ضغط حزب الله لنزع حصانته النيابية وإسقاط نيابيته وسجنه، لكن شمص بقي على موقفه المعارض للحزب، وهو يخوض معركة شرسة بوجه حزب الله، إذ يطمح لإسقاط مرشح شيعي من لائحة الحزب وأن يحلّ هو مكانه.
aXA6IDMuMTM4LjY5LjM5IA== جزيرة ام اند امز