تصعيد هجمات حزب الله اللبناني يعلي أصوات «الانتقام» في إسرائيل
تسبب تصعيد بهجمات الصواريخ والمسيرات باندلاع حرائق كبيرة في شمالي إسرائيل صعدت من دعوات الانتقام.
وانشغلت المضادات الجوية الإسرائيلية في التصدي للصواريخ والمسيرات في وقت انشغلت فيه طواقم الإطفاء في إخماد الحرائق.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان تلقته "العين الإخبارية" رصد "إطلاق نحو 30 قذيفة صاروخية من لبنان نحو منطقة شمال هضبة الجولان سقطت في منطقة مفتوحة".
وقال: "كما اعترضت الدفاعات الجوية مسيرة مفخخة اجتازت من الأراضي اللبنانية بالقرب من منطقة كرن نفتالي، فيما سقطت مسيرة مفخخة أخرى اجتازت من لبنان في منطقة مفتوحة، وفي المقابل سقطت في منطقة المطلة مسيرة درون مفخخة اجتازت من لبنان".
وأضاف: "بعد ذلك بقليل أطلق صاروخ اعتراض نحو هدف جوي مشبوه (مسيرة) اجتاز من لبنان".
وتابع: "لم تقع إصابات في كل هذه الأحداث".
وكان حزب الله أعلن في بيانات شن هجوم جوي بمسيّرات انقضاضيّة على هدف جنوب ليمان (شمال إسرائيل)، إذ وصلت المسيّرات وانفجرت على الأرض رغم محاولة العدو اعتراضها بصواريخ القبّة الحديديّة التي سقط بعضها في نهاريا وأحدث أضرارا فيها"، إلى جانب الإعلان عن هجمات أخرى.
اغتيال مسؤول من حزب الله
والتصعيد الملحوظ، الإثنين، تزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن اغتيال ناشط عسكري في حزب الله بغارة جوية على منطقة صور.
وقال في بيان تلقته "العين الإخبارية": "أغارت طائرة لسلاح الجو صباح اليوم في منطقة صور وقضت على علي حسين صبرا ناشط عسكري في حزب الله في مجال تعاظم القوة العسكرية".
وأشار إلى أن "حسين صبرا كان ضالعا في عمليات تحسين وتسليح قوة الدفاع الجوي في حزب الله".
وأضاف "بالإضافة إلى ذلك أغار الجيش الإسرائيلي على بنية عسكرية لحزب الله ضمت عدة مبان عسكرية في قرية القطراني جنوب لبنان، حيث استخدمت هذه المباني من قبل قوة الدفاع الجوي في حزب الله".
حرائق مع توسيع نطاق الصواريخ إلى عكا ونهاريا.
وقد انشغلت فرق الإطفاء الإسرائيلية، منذ أمس الأحد، في محاولة إخماد الحرائق التي تسببت بها الصواريخ القادمة من لبنان.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن "حزب الله أحرق 2500 فدان من الأراضي في شمال إسرائيل".
وقالت: "في أعقاب التصعيد الذي وقع يوم الأحد والذي أطلق خلاله حزب الله وابلا من الصواريخ على كاتسرين بالجولان، مما تسبب في حرائق كبيرة في المنطقة، أفادت هيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية أن نحو 2500 فدان من الأراضي قد اشتعلت فيها النيران في الهجوم".
وأضافت: "وبحسب التقديرات، فإن تعافي بعض المناطق المحترقة بالكامل في الحريق الكبير -خاصة في المسارات السياحية بالمنطقة- سيستغرق عدة سنوات".
وقال شارون ليفي، مدير منطقة هضبة الجولان في هيئة الطبيعة والمتنزهات، إن الحريق ألحق أضرارا كبيرة بمحمية غابة يهوديا الطبيعية وأيضا بمجرى زفيتان".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "اندلعت الحرائق يوم الأحد بعد إطلاق حزب الله قرب الظهر باتجاه كتسرين، أكبر مدينة في مرتفعات الجولان، وعمل 15 فريق إطفاء لساعات للسيطرة على النيران بست طائرات إطفاء، كما اندلعت حرائق إضافية يوم الأحد في كريات شمونة".
وقالت: "في الآونة الأخيرة، وبسبب استمرار إطلاق الصواريخ من لبنان، اضطر رجال الإطفاء إلى إخماد الحرائق بشكل متكرر".
وأضافت: "أصبح آلاف السكان الإسرائيليين الآن في مرمى حزب الله، بعد أن قامت المنظمة بتوسيع نطاق صواريخها إلى كاتسرين ونهاريا وعكا".
وتابعت: "كما تتعامل نهاريا وعكا مع الصواريخ القادمة من لبنان. في عكا، لم تسمع صافرات الإنذار منذ أربعة أشهر، ولم تشهد نهاريا صافرات الإنذار لمدة خمسة أشهر متتالية. يوم الأحد، هرع سكان نهاريا إلى المناطق الآمنة ثلاث مرات وهاجمت طائرة دون طيار تابعة لحزب الله المدينة للمرة الأولى".
دعوات للانتقام
واعتبر المقدم احتياط عميت ياغور أن "على إسرائيل أن تبدأ في فرض صمت لبنان".
وقال في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية: " الاستيعاب والاحتواء: هذه هي الاستراتيجية التي اعتمدتها إسرائيل للساحة الشمالية بعد تثبيت خطوط الدفاع الكثيفة في منطقة الحدود الشمالية وبعد إخلاء السكان. ماذا يعني هذا؟ عمليات قتل مستهدفة لكبار نشطاء حزب الله وغيرهم، والرد بإطلاق النار على مصادر إطلاق النار داخل الأراضي الإسرائيلية وتدميرها، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية الرئيسية لحزب الله في لبنان".
وأضاف في المقال الذي تابعته "العين الإخبارية": "ظاهريا هي استراتيجية ناجحة، فحزب الله يلحق أضرارا متقطعة بالبنية التحتية المدنية والعسكرية في المنطقة الحدودية، مع الحد الأدنى من الخسائر في صفوف إسرائيل، في حين أن إسرائيل تلحق أضرارا متفرقة ببنيته التحتية ونشطائه".
واستدرك: "السؤال الذي يطرح نفسه.. ماذا يحدث: عندما تخفف إيران ضبط النفس وتسمح لحزب الله بتغيير استراتيجيته، عندما يصبح تدمير البنية التحتية المدنية على الحدود الشمالية منهجيا وعدوانيا بطريقة لا تسمح للمدنيين بالعودة إلى منازلهم عندما تنتهي المعركة في غزة، وعندما يخترق حزب الله الترسيم الجغرافي ويضع العديد من المناطق الأخرى في مرمى النيران، وبالتالي ينتهك الروتين اليومي للسكان الذين لم يتم إخلاؤهم من منازلهم ويزيد من خطر المس بالمدنيين الإسرائيليين".
وتابع: "هذا ما يحدث الآن. قرر حزب الله تغيير استراتيجيته، والسؤال الذي ينبغي طرحه هو لماذا لم تغير إسرائيل استراتيجيتها بعد؟ وما هي الاستراتيجية التي يجب أن تصوغها في مواجهة استراتيجية حزب الله الجديدة؟".
وأشار إلى أنه "في الوقت الحالي يعمل حزب الله بقوة ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية في إسرائيل، في حين أن إسرائيل تضرب بدقة عناصره وأهدافه العسكرية فقط. هاتان لغتان مختلفتان، كل منهما يتحدث في مساحة مختلفة".
وسقط عشرات المدنيين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان بمن في ذلك صحفيون عاملون في المنطقة.
ودعا إلى صياغة استراتيجية إسرائيلية من 5 نقاط اعتمدت على "تذكير اللبنانيين بأن حزب الله يجر لبنان إلى حرب غير مرغوب فيها، وذلك من خلال تعطيل حركة الطائرات المدنية والسفن والتجارة البحرية إلى لبنان، والتحليق على ارتفاع منخفض في جميع مناطق البلاد وليس فقط في جنوب لبنان".
وأضاف: ثانيا، تعليق اتفاقيات الغاز لتاريخ غير معروف وثالثا، تقديم شكاوى رسمية إلى الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية في لاهاي من قبل سكان الشمال ضد دولة لبنان لإطلاق النار على السكان المدنيين من أراضيها وإطلاق النار دون سبب، ورابعا، حملة اقتصادية قانونية ضد الدول التي تتبرع للبنان لوقف التبرعات أو على الأقل تجميدها حتى يتوقف إطلاق الصواريخ وخامسا، عسكريا وهذه هي الخطوة الوحيدة المصحوبة بإطلاق نار مكثف وعنيف على كل مكان في لبنان تطلق منه النار على الأراضي الإسرائيلية".
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg
جزيرة ام اند امز