حسن دقو.. "ملك الكبتاغون" بلبنان المدعوم من حزب الله
جمع أموالا طائلة بطريقة مشبوهة تستند لتجارة المخدرات بشكل أساسي، ما حوله إلى "زعيم" في منطقة الطفيل الحدودية بلبنان.
والأربعاء، أعلنت الداخلية اللبنانية اكتشاف أكبر شحنة مخدرات في العالم من خلال التحقيق مع أحد الموقوفين.
وقالت الوزارة في بيان: "تبيّن أن الموقوف حسن دقّو متورّط في تهريب أكبر شحنة مخدّرات في العالم تقدّر بحوالى 94 مليون حبّة كبتاغون ضبطت في ماليزيا أثناء توجهها إلى المملكة العربية السعودية".
وتصدر اسم حسن محمد دقو المشهد اللبناني مرفقا بلقب "ملك الكبتاغون" بشكل مفاجئ، بعد توقيفه على ذمة التحقيق في تهريب المخدرات إلى السعودية واليونان وغيرهما من الدول.
وفي 9 أبريل/نيسان الحالي، داهمت قوة من فرع المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي منزل دقو في محلة الرملة البيضاء بالعاصمة بيروت، وألقت القبض عليه مع 4 من مساعديه، بينما تمكن الباقون من الفرار إلى وجهة يرجح أنها تركيا.
من هو دقو؟
دقّو الذي ذاع صيته كرجل أعمالٍ في السنوات الأخيرة، أربعيني سوريّ الأصل حصل على الجنسية اللبنانية بموجب حُكم قضائي، يملك أموالاً طائلة وفّرت له شبكة من العلاقات السياسية والأمنية والقضائية.
بنى دقو إمبراطورية و اعتمد على أمواله لتيسير تجارته بالمخدرات، وفرض سيطرته بالمال، وكانت له علاقات مع بعض الجهات الأمنية اللبنانية، وبات معروفا في لبنان أنه يحظى بتغطية من وزراء ونواب، لا سيما أنه سبق أن تم توقيفه في وقت سابق ثم أفرج عنه لاحقا.
ولدى دقو، المتزوّج بمحامية معروفة، أسطول من السيارات يضم 12 سيارة مزوّدة بزجاج حاجب للرؤية وعددا كبير من المرافقين يتنقّلون معه مدجّجين بالأسلحة من دون حسيب أو رقيب، فيما يعتبره عدد من أهالي المنطقة "زعيما" لا سيما وأنه يقدم لهم المساعدات بشكل دائم.
وفي بلدة الطفيل الحدودية مع سوريا التي اشترى جزءا كبيرا من أراضيها، شيّد دقو قصراً يشبه القلعة وسط أبنية متداعية، كما اشترى ١٣ مليون متر مربع في البلدة بحجة إقامة مصانع ومعامل أسمنت، ليتبين لاحقا أنها مشاريع وهمية، وقد اقتلع كامل الأشجار فيها رغم أنه لا يملك أكثر من ربعها ما أدى إلى نزاع بينه وبين الأهالي.
وتعتبر الطفيل بلدة نائية، تقع بعمق السلسلة الشرقية للبنان وتتداخل فيها الأراضي السورية، مساحتها 52 كيلومترًا مربعًا، على بعد 57 كيلومترًا من مدينة دمشق، وقد تحولت منذ الحرب السورية إلى منطقة أمنية تحت سيطرة حزب الله الذي ينتشر منذ العام 2014 على جانبي الحدود السورية- اللبنانية في منطقة القلمون الغربي.
حزب الله
الكثير يقال عن علاقة دقو بحزب الله لا سيما وأن نشاطه يتركز بين عسال الورد السورية والطفيل اللبنانية، وهي مناطق تحت سيطرة "حزب الله"، ويتحدث العديد من سكان هذه المناطق عن حماية الحزب لمعامل دقو التي يشتبه بأنها تصنع الكبتاغون.
وعبر صفحته الرسمية، يتباهى دقو بصور يرتدي فيها زي "حزب الله" العسكري، يتواجد فيها بأحد المراكز العسكرية التابعة للحزب، إضافة إلى صور تجمعه مع نائب "حزب الله" إبراهيم الموسوي.
معلومات تشير أيضا إلى علاقة دقو بنجل المسؤول في "حزب الله" محمود قماطي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها عن علاقة مسؤولين بحزب الله بمعامل الكبتاغون في منطقة البقاع حيث تم اكتشاف عام 2012 معمل في منطقة بعلبك ينتج ما يسمى "حبة البركة" أو "حبة السيد"، وهي حبوب كبتاغون لاقت رواجاً كبيراً في المنطقة لدى الشبان ليتبين أن صاحبه هاشم الموسوي شقيق أبرز قادة حزب الله النائب السابق حسين الموسوي، في حادثة أحرجت الحزب الذي أعلن أن "تورط أحد المسؤولين وشقيق نائب لا يعني ضلوع الحزب".
كما أعلنت المليشيا حينها إفساح المجال لملاحقة المتورطين قضائيا ليعود بعدها ويتبين أن هاشم سافر لأسباب أخرى وبقي فارا من العدالة.
ويضاف إلى كل ما تقدم تقارير إعلامية غربية تتحدث عن قيام حزب الله بتهريب المخدرات وتجارتها في أكثر من دولة، واستثمار عائداتها لتمويل أنشطته الإرهابية.
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4zOCA= جزيرة ام اند امز