ادعاء بحق دياب.. ترحيب وتشكيك ومطالب بمحاسبة عون
بين مرحب ومشكك، توالت ردود الأفعال عقب ادعاء بحق رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب، في قضية انفجار مرفأ العاصمة.
وبعد أربعة أشهر على الانفجار المروع، ادعى قاضي التحقيق العدلي فادي صوان، الخميس، على دياب ووزراء سابقين، بتهمة "الإهمال والتقصير".
وفي 4 أغسطس/آب الماضي، تسبّب انفجار المرفأ بمقتل أكثر من مئتي شخص، وإصابة آلاف آخرين.
كما ألحق أضراراً جسيمة بالمرفأ وبعدد من أحياء العاصمة، وشرد عشرات الآلاف من العائلات من منازلها التي تضررت أو تهدّمت.
وتحقق السلطات اللبنانية في الانفجار الذي عزته إلى تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم، لسنوات، في أحد عنابر المرفأ من دون إجراءات وقاية.
محاسبة عون
رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق النائب نجيب ميقاتي، تساءل قائلا: "الحق كلٌ لا يتجزأ. كيف يمكن إغفال ما قاله رئيس الجمهورية (ميشال عون)؟
وكتب ميقاتي عبر موقع تويتر: "لا تستقيم العدالة بمكيالين وحق ذوي ضحايا تفجير المرفأ معرفة الحقيقة ومحاسبة الضالعين في الجريمة".
وتابع: "كيف يمكن اعتماد الانتقائية في الملاحقة وإغفال ما قاله رئيس الجمهورية من أنه قرأ التقارير التي تحذر من وجود مواد خطرة بالمرفأ. الحق كلٌ لا يتجزأ وليس استهداف أشخاص بعينهم افتراء".
الموقف نفسه عبّر عنه النائب في "الحزب التقدمي الاشتراكي" هادي أبو الحسن، الذي اعتبر أن المحاسبة يجب أن تبدأ من عون.
وكتب عبر حسابه بتويتر يقول: "طالما الجميع طالب بكشف الحقيقة بانفجار المرفأ، فلا يجوز لأي كان أن يتلطى بطائفته لتجنب المساءلة حتى لو كان رئيس الحكومة الذي ربما اكتشف مؤخراً أنه يستخدم من قبل الحاكم في تصفية الحسابات".
واعتبر أن "المحاسبة الفعلية يجب أن تبدأ من رئيس الجمهورية، لأن دماء الناس أغلى من كل الاشخاص والمواقع!".
تشكيك
النائب علي حسن خليل، علق على قرار الادعاء عليه بقضية انفجار المرفأ، وغرد عبر تويتر بالقول: "ردا على ادعاءات المحقق العدلي القاضي فادي صوان: كنا دوما تحت سقف القانون وأصوله، ونثق بأنفسنا وبممارستنا لمسؤوليتنا."
وأضاف: "نستغرب تناقض موقف المحقق العدلي بما يخالف الدستور والقانون، واستطرادا نقول لا دور لي كوزير للمال في هذه القضية، محضر التحقيق يشهد ولنا تعليق مفصل آخر لتبيان كل الخلفيات والحقائق".
بدوره، قال وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الأعمال، رمزي المشرفية، إن "تحميل رئيس الحكومة حسّان دياب مسؤولية انفجار المرفأ هو استخفاف بعقول الناس وبالقضاء وبالقانون".
وأضاف عبر تويتر: "حسان دياب ليس لقمة سائغة ولا فشّة خلق لأحد، هو رئيس حكومة لأقل 7 أشهر. والإهمال الحاصل في المرفأ عمره أكثر من 7 سنوات".
ورأى أن "تحميل دياب مسؤولية انفجار المرفأ هو استخفاف بعقول الناس وبالقضاء وبالقانون".
والخميس، ادعى المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان، على دياب ووزير المال السابق علي حسن خليل (المقرب من رئيس البرلمان نبيه بري)، ووزيري الأشغال العامة السابقين غازي زعيتر ويوسف فنيانوس، بتهمة "الإهمال والتقصير والتسبب بوفاة وإيذاء مئات الأشخاص".
وحدد القاضي صوان أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء من الأسبوع المقبل، مواعيد لاستجوابهم كمدعى عليهم.
من جانبه، اعتبر دياب، في بيان، أن في الادعاء بحقه استهداف لموقع رئاسة الحكومة.
وقال في بيان إن "رئيس الحكومة مرتاح الضمير وواثق من نظافة كفه وتعامله المسؤول والشفاف مع ملف انفجار مرفأ بيروت".
ولفت إلى أنه "يستغرب هذا الاستهداف الذي يتجاوز الشخص إلى الموقع، وحسان دياب لن يسمح باستهداف موقع رئاسة الحكومة من أي جهة كانت".