اللبنانيون بين نارين.. مرشح حزب الله أو الشغور الرئاسي
يبدو أن المشهد السياسي في لبنان على حافة الانفجار، بعدما أصر حزب الله ومعه حركة "أمل" الشيعية المتحالفة معه، والتي يرأسها نبيه بري رئيس مجلس النواب، على ترشيح سليمان فرنجية رئيس تيار "المردة" للرئاسة.
وبحسب تقارير إعلامية فإنه من المتوقع أن يعلن فرنجية يوم الأحد المقبل، رسميا ترشحه للرئاسة، في خطوة قد تقود لبنان إلى الخراب في ظل الأزمات المتلاحقة التي تضربه.
فالبلد الذي يعيش فراغا رئاسيا منذ انتهاء فترة الرئيس المنتهية ولايته ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يعاني بالتوازي من أزمة اقتصادية طاحنة أدت إلى انهيار في سعر صرف الليرة أمام العملات الأجنبية وفي مقدمتها الدولار، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية ومواد الطاقة، ما أثر سلبا على حياة اللبنانيين، الذين فشل رئيس حكومتهم نجيب ميقاتي في إعلان تشكيلته الحكومية منذ مايو/أيار الماضي بسبب الخلافات السياسية.
وعقد مجلس النواب اللبناني 11 جلسة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، انتهت كلها دون نتيجة، لغياب التوافق بين القوى السياسية المختلفة.
ويشترط في رئيس الجمهورية اللبنانية أن يكون مسيحيا مارونيا (أكبر الطوائف المسيحية في لبنان)، وأن يحصل على ثلثي أصوات نواب البرلمان (86 نائبا من أصل 128).
ويوم الإثنين الماضي، أعلن "حزب الله" صراحة لأول مرة عن دعمه لترشيح فرنجية للرئاسة، رغم رفض الطوائف المسيحية والقوى السياسية لهذا الترشيح.
وقال حسن نصر الله الأمين العام لمليشيات حزب الله: "ليس لدينا أحد اسمه مرشح حزب الله، وهذه التسمية تُستخدم لخلق أعداء له ولحرقه، لكن ما لدينا هو مرشح يدعمه حزب الله".
وأضاف أن "المواصفات التي نريدها موجودة في شخص هو سليمان فرنجية".
وسبق تصريح نصر الله، إعلان نبيه بري دعم حركة أمل لترشيح فرنجية للرئاسة.
وقال بري "عقدت 11 جلسة لمجلس النواب، وكما شهدنا جميعها، لم تكن سوى جلسات مسرحية، لا بل مهزلة".
وأضاف بري "كانت حجتهم أنّ فريقنا لا يريد الانتخاب، وهذا غير صحيح، كنا وما زلنا نؤكّد على انتخاب رئيس، وتوفير كل الظروف التي تمكننا من التوافق على مرشح أو اثنين أو أكثر وننزل إلى المجلس وننتخب".
وتابع بري قائلا "أنا قلت إنّ مرشحنا هو الوزير سليمان فرنجية، فليتفضلوا ويتفقوا على مرشح أو أكثر، ولننزل إلى المجلس ونحتكم للعبة الديمقراطية في جو التنافس الصحي، وننتخب رئيس الجمهورية".
ويرفض بري الدعوة لعقد جلسة جديدة لمجلس النواب لانتخاب رئيس البلاد الجديد قبل التوافق على أسماء مرشحين للقوى والكتل السياسية المختلفة.
الغريب في الأمر، أن فرنجية لم يعلق على تصريحات نصر الله أو بري، وسط توقعات أن يعلن ترشحه رسميا في مؤتمر صحفي يعقده يوم الأحد المقبل.
ورغم أن بري لم يعلن بعد الدعوة إلى عقد الجلسة الـ12 لانتخاب الرئيس، إلا أنه من المؤكد أن فريق المعارضة بقيادة حزب "القوات اللبنانية" لن يوفر النصاب لتلك الجلسة، الأمر الذي قد يجبر الثنائي "حزب الله" و"أمل" على الجلوس إلى الطاولة بحثا عن توافق.
ويواجه ترشيح فرنجية رفضا من القوى والشخصياتِ المسيحية النيابية في غالبيتها الساحقة، الأمر الذي يستحيل معه تسويقُه رئاسياً في وضعه الحالي، حتى لدى الجهاتِ المحليةِ والخارجيةِ الداعمة أو غيرِ الممانعةِ على الأقل، لانتخابه.
ويخشى اللبنانيون من تكرار سيناريو انتخاب الرئيس المنتهية ولايته ميشال عون، مع فرنجية.
ففي عام 2014، وبعد انتهاء فترة الرئيس السابق ميشال سليمان، طرح حزب الله اسم عون مرشحا للرئاسة، وهو ما واجه رفضا من القوى السياسية المختلفة، أدخل لبنان في نفق الشغور الرئاسي لمدة عامين، ليفرض حزب الله رأيه ويتم انتخاب عون في 2016 ساكنا جديدا لقصر بعبدا الرئاسي، بسبب الخوف على لبنان من الاستمرار دون رئيس.
aXA6IDMuMTQ0LjI1LjI0OCA= جزيرة ام اند امز