احتجاجات لبنان تحاصر مقار حكومية.. ودعوات للاعتصام أمام البرلمان
العديد من المدن اللبنانية تشهد مظاهرات ومسيرات احتجاجية دعما للحراك الشعبي الذي وصل في العاصمة بيروت إلى مؤسسات حكومية.
واصل المحتجون اللبنانيون تحركاتهم المتنقلة، السبت، أمام المؤسسات الرسمية في وقت تستمر فيه المظاهرات بمختلف المناطق بالبلاد، تأكيدا على مطالب تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات نيابية.
وكانت وزارة الخارجية في بيروت محطة للمحتجين، إضافة إلى دعوات للاعتصام أمام مقر البرلمان في وسط المدينة بعنوان "الآن ليس وقت تشريع القوانين بل وقت تكليف رئيس للحكومة".
وبعدما جابت مظاهرة طلابية ضخمة صباحا شوارع بيروت وتوقفت لفترة أمام وزارة الداخلية، حيث رفع المتظاهرون الأعلام اللبنانية، نفذ محتجون اعتصاما أمام وزارة الخارجية، رافعين شعار "الوزارة ليست مرفقا عاما بخدمة الوزير وجماعته"، وسط حضور كبير لقوى الأمن الداخلي ولقوة من مكافحة الشغب التي تمركزت على مداخل مقرها.
وينطلق هذا الشعار من انتقاد واضح لسياسة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الذي يعد أحد أبرز الشخصيات التي ترفع ضدها الشعارات في المظاهرات لأسباب مرتبطة بالفساد وسوء استخدام السلطة في لبنان انطلاقا من موقعه كصهر رئيس الجمهورية ميشال عون.
وتركزت الانتقادات التي طالت باسيل في المظاهرة على سياسته الخارجية التي أتت لتفتعل مشكلات مع عدد من الدول ولا سيما العربية منها.
كما توجّه عدد من الناجحين فيما يعرف بـ"مجلس الخدمة المدني" (المؤسسة التي تتولى مهمة إجراء امتحانات للتوظيف في الإدارات الرسمية)، ولم يتم تعيينهم حتى الآن لأسباب متعلقة بالمحاصصة الطائفية، إلى قصر الرئاسة في بعبدا.
وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن وفدا من الناجحين في مجلس الخدمة المدنية تجمعوا على طريق القصر الجمهوري تمهيدا لتوجههم للقصر للقاء رئيس الجمهورية تلبية لدعوته للقائهم وعرض مطالبهم عليه، وبعد التنسيق، تشكل وفد منهم مؤلف من 5 أشخاص للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون.
ونفذ اليوم السبت، جميع العاملين والعاملات في مجال الصحافة والإعلام مع تجمع مهنيات ومهنيين مسيرة احتجاجية من أمام قصر العدل في بيروت، "مطالبين بقضاء مستقل يحمي حرية الصحافة ولا يقمعها".
وفي الجنوب، لم تتوقف أيضا التحركات الشعبية، حيث شهدت ساحة إيليا منذ الصباح الباكر توافدا لتلاميذ المدارس، حيث أقيم فطور جماعي في لفتة وطنية جامعة بين تلامذة المدارس الرسمية والخاصة، تأكيدا على مواصلة الحراك لتحقيق الأهداف، وأعادوا التذكير بمطالبهم "للعيش بكرامة كمواطنين يحتكمون لسلطة تمارس عدالة شفافة في المحاسبة والحفاظ على أموالهم العامة في القطاعات كافة".
وفي مدينة بعلبك، نُظّمت مسيرة طلابية وشبابية شارك فيها إلى جانب مجموعات من "حراك أبناء بعلبك" عدد كبير من تلاميذ المدارس جابت أحياء المدينة وشوارعها، وتوجهت إلى ساحة الشاعر خليل مطران قرب قلعة بعلبك، وردد المتظاهرون على وقع قرع الطبول الهتافات المطلبية.
وفي منطقة راشيا، نظمت مسيرة نسائية حاشدة نحو نقطة التجمع والاعتصام في المنطقة بمؤازرة الأجهزة الأمنية ودوريات للجيش.
ورفع النسوة الأعلام اللبنانية وهتافات نددت بحكم المصرف والسياسات المالية وإفقار الناس، مطالبين بإقرار القوانين والتشريعات التي تستعيد المال المنهوب ومحاسبة الفاسدين، وكان لهنّ وقفة أمام مصرفين في المنطقة.
وفي الشمال، نظمت في طرابلس، مسيرة طلابية ضخمة شارك فيها آلاف الشبان والشابات، تحت عنوان "الثورة تجمعنا"، وجابت الشوارع والأحياء الداخلية وصولا إلى ساحة النور، ورفع المشاركون الأعلام اللبنانية وسط الهتافات المطالبة بتشكيل حكومة إنقاذية ومحاربة بؤر الفساد واسترداد الأموال المنهوبة.
وفي القلمون، جاب تلاميذ المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية شوارع البلدة، حاملين رايات الجيش والعلم اللبناني.