لبنان.. رحلة البحث عن رئيس تعود إلى باريس
بعد أن فشلت حلول الداخل في إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي، عاد لبنان للبحث عن صديق من الخارج يساعد في حل الأزمة.
البطريرك الماروني بشارة الراعي، سيحمل معه ملف الفراغ الرئاسي خلال زيارته إلى باريس التي يبدأها اليوم الثلاثاء، تلبية للدعوة الرسمية التي وجهها إليه الرئيس إيمانويل ماكرون، في إطار الجهود التي تبذلها فرنسا لدعم لبنان.
7 أشهر قضاها لبنان بدون رئيس منذ مغادرة ميشال عون قصر بعبدا في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد انتهاء فترته الرئاسية، وعقد مجلس النواب اللبناني منذ ذلك الحين 11 جلسة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، إلا أن تلك الجلسات لم تخرج سوى بورقة بيضاء، نتيجة غياب التوافق، وإصرار حزب الله على فرض مرشحه.
ويأتي الشغور الرئاسي الذي يعيشه لبنان، بالتوازي مع أزمة اقتصادية طاحنة، أدت إلى انهيار سعر العملة المحلية، وارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية والطاقة، بالإضافة مع أزمة سياسية عطلت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن تشكيل حكومته منذ مايو/أيار الماضي.
تحرك البطريرك الماروني، يأتي في وقت تحاول قوى سياسية عدة التوافق على دعم مرشح للرئاسة لقطع الطريق أمام وصول سليمان فرنجية، رئيس تيار المردة، مرشح الثنائي الشيعي حزب الله وحليفته "حركة أمل"، التي يرأسها نبيه بري رئيس مجلس النواب.
وينتقد مسؤولون لبنانيون، بعضهم زار باريس مؤخراً، فرنسا لدعمها، وفق قولهم وتقارير عدة، وصول فرنجية إلى الرئاسة، الأمر الذي ينفيه دبلوماسيون فرنسيون.
وسبق لباريس أن استضافت اجتماعات ومباحثات لدول مهتمة بالشأن اللبناني، كما استقبلت مسؤولين بقوى لبنانية مختلفة.
ولطالما تمتّعت فرنسا، قوة الانتداب السابقة في لبنان، بموقع مميّز في البلاد، ويقدر اللبنانيون، لا سيما المسيحيين منهم، دعمها للبنان في مراحل عدة من تاريخه.
ويشترط في رئيس الجمهورية اللبنانية أن يكون مسيحيا مارونيا (أكبر الطوائف المسيحية في لبنان)، وأن يحصل على ثلثي أصوات نواب البرلمان (86 نائبا من أصل 128).
الراعي من المقرر أن يلتقي ماكرون في قصر الإليزيه في وقت لاحق اليوم الثلاثاء.
وشهدت الأيام الماضية، طرح قوى المعارضة والتيار الوطني الحر اسم جهاد أزعور وزير المال السابق ومدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي كمرشح للرئاسة، إلا أن حزب الله بمجرد طرح الاسم، عمد كدأبه، إلى شن حملات ضد أزعور وداعميه.
ويواصل حزب الله الدفع باتجاه فرنجيه ليخلف عون في قصر بعبدا وهو ما ترفضه قوى المعارضة.
ولكن سرعة حزب الله في مهاجمة أزعور، بحسب محللين، تؤشر إلى أن التسرع والعصبية غلبا على موقفه وهو ما قد يعني نجاح القوى الداعمة لأزعور في اختيار مرشحها وقوة موقفه.
موقف قائد الجيش
العماد جوزيف عون قائد الجيش اللبناني كان اسمه مطروحا بقوة خلال الفترة الماضية لتصدر السباق الرئاسي، إلا أن تصريحات رئيس مجلس النواب نبيه بري والتي أشار فيها صراحة إلى وجود عقبات تحول دون ترشح عون مثل ضرورة إجراء تعديل دستوري أرجعته خطوات للخلف.
ورغم ذلك التراجع، إلا أن ذلك لا يعني انتهاء فرصة الاتفاق عليه يوما ما كمرشح إجماع وتسوية، إذ أن الرجل يحظى باحترام من القوى السياسية.
ولكن هل تأتي زيارة البطريرك بشارة الراعي إلى باريس بجديد في الملف الرئاسي؟.
تظهر التحركات على الساحة اللبنانية مؤخرا أن الإعلان الرسمي عن ترشيح قوى المعارضة والتيار الوطني الحر لجهاد أزعور للرئاسة في مواجهة سليمان فرنجية، ما زال يحتاج للدراسة.
إلى أن جانب ذلك، فإن بعض المحللين يرون أن فرنسا تدعم اختيار فرنجية للرئاسة، وهو ما أبلغوه لجبران باسيل خلال زيارته الأخيرة لباريس.
aXA6IDE4LjExNy43OC44NyA= جزيرة ام اند امز