كثيرا ما يستعمل أهل لبنان مصطلح "الدويلة داخل الدولة" تعبيراً عن تغلغل مليشيا حزب الله الإيرانية المسلحة داخل مؤسسات الحكم اللبناني
كثيرا ما يستعمل أهل لبنان مصطلح "الدويلة داخل الدولة" تعبيراً عن تغلغل مليشيا حزب الله الإيرانية المسلحة داخل مؤسسات الحكم اللبناني، وآخرون منهم يطرحون تسمية أخرى لذلك فيقولون إنها الدويلة التي التهمت الدولة، وهذا الوصف أدق لربما إذا استعرضنا بعجالة ممارسات زعيم العصابة نصر الله على مدى سنوات.
لأن لبنان كله اليوم أمام استحقاق تاريخي وشعبي يتمثل في حراك سلمي عابر للطوائف والأحزاب لا بد لكل متابع لهذا الشأن أن يعلم أن أي تصحيح سياسي أو اقتصادي أو أمني في هذا البلد يجب أن يمر من بوابة استعادة السيادة اللبنانية الكاملة على هذه المنطقة
وفي الوقت نفسه، تعدّ "الضاحية الجنوبية" في بيروت عاصمةً للنفوذ الإيراني، وهي الثقب الأسود الذي يخفي آلاف القصص والحكايات، من ورشات لصواريخ معدلة، إلى خزائن المال المسلوب والمنهوب، مروراً بسجون سرية وأقبية تعذيب مجهزة، وإيواء لعشرات الإرهابيين الحوثيين والعراقيين المطلوبين.
فالضاحية الجنوبية مسيطر عليها أمنيا من قبل عناصر الميليشيا المارقة، ويمنع على الجيش اللبناني أو القوى الأمنية دخولها بشكل دائم.
وفيها تتكدس أيضاً بؤر الفقر والجريمة المنظمة، ناهيك عزيزي القارئ بتصدير المخدرات لدول الجوار ضمن منظومة تجارية قذرة يشرف عليها حسن نصر الله ومعاونوه شخصيا.
وتفصيلاً لكل ما ذكر، يستقوى عناصر الإرهاب الإيراني بما يسمى فائض القوة غير الشرعية على ثوار لبنان السلميين، فالسلاح الذي يتم توزيعه على عدد من الأشخاص أحيانا، هدفه احتلال بيروت في أي وقت، وقوافل الموت باتجاه سوريا والعراق يتم تجهيزها في بيوت ومقرات هذا المعقل المشبوه يومياً.
ولا يمكن لعاقل أن يتصور أن خطف المدنيين أو المعارضين لحزب الله هو أسلوب معتمد ضمن قانون الغاب الإيراني الذي يحكم ضاحية الشبيحة والبلطجية بشهادة اللبنانيين أنفسهم، كما يستطيع الحزب استعمال مطار بيروت الدولي لغايات إرهابية مزعزعة للأمن الوطني اللبناني واستقبال شخصيات متطرفة دون علم الدولة أو حتى أجهزتها المختصة.
ولأن لبنان كله اليوم أمام استحقاق تاريخي وشعبي يتمثل في حراك سلمي عابر للطوائف والأحزاب، لا بد لكل متابع لهذا الشأن أن يعلم أن أي تصحيح سياسي أو اقتصادي أو أمني في هذا البلد يجب أن يمر من بوابة استعادة السيادة اللبنانية الكاملة على هذه المنطقة الاستراتيجية والواقعة ضمن حدود العاصمة إداريا.
وختاما لابد لي القول: إنني كسوري اكتوى بنار الإرهاب الإيراني وغادر بلده قسراً بعد تدخل عسكري منظم قامت به هذه المليشيا المسلحة المسماة زوراً وبهتاناً حزب الله، فإن رؤيتي للحل في بلدي سوريا تنطلق من إصلاح الوضع في لبنان، ونزع السلاح غير الشرعي وبسط سيطرة الدولة على كل أراضيها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة