يا سيد تشاليك، نعم نحن منحازون جداً لوطننا وندافع عنه بكل ما نستطيع بدافع ذاتي ولسنا مكلفين أو مجبورين أو مأمورين أو مأجورين
كتب زميلنا الأستاذ مطر الأحمدي مقالا يوم الأربعاء نشره موقع العربية نت بعنوان «إعلاميو أردوغان يشتكون من الإعلام السعودي» رد فيه على الكاتب التركي خليل تشاليك التابع للبلاط الأردوغاني الذي كتب شاكياً وباكياً ومتذمراً من الإعلام السعودي وبعض كتابه، وخص بالذكر الزميلين العكاظيين محمد الساعد وهاني الظاهري إضافة إلى العبد الفقير إلى الله كاتب هذا المقال، ورغم أن الأخ مطر «كفّى ووفّى» في تفنيده لهرطقات تشاليك، إلا أنني أشعر برغبة للحديث مع الكاتب الأجير لدى البلاط السلطاني.
يا سيد تشاليك: انزعاجك مما نكتبه يسعدنا كثيراً لأنه يعني أن الرسالة وصلتكم، وأن موقفكم ضعيف وهش، لأنكم تكذبون ونحن صادقون
يا سيد تشاليك، نعم نحن منحازون جداً لوطننا وندافع عنه بكل ما نستطيع بدافع ذاتي ولسنا مكلفين أو مجبورين أو مأمورين أو مأجورين كما هو حال الجوقة الإعلامية لديكم وبقية المرتزقة من نفاية الإعلاميين الذين تصرف عليهم حكومتكم لمهاجمة الأوطان الحرة كالمملكة، انحيازنا لوطننا ليس تهمة كما تظن بل واجب وشرف نعتز به. نحن تعاملنا مع سياسات رئيسكم العدائية ضدنا بحلم وصبر طويل، وتمنينا أن تكفوا عن الممارسات الضارة والتدخلات المؤذية في ساحتنا العربية، وفي جوارنا بالذات، لكنكم أصررتم على دعم الذين يتآمرون للإضرار بوطننا، ثم انتقل مركز التآمر إلى أنقرة ليدار من هناك علناً. لقد تجاوزتم كل حدود اللياقة والأدبيات الدبلوماسية، فتدخلتم بشكل مباشر في بعض قضايانا الداخلية وهاجمتم رموزنا ببذيء الكلام وبأخبار ملفقة، لكننا عندما نتحدث عن أفعالكم وسياساتكم فنحن نتحدث عن حقائق ولا نمارس التزوير مثلكم.
نعم أنتم تتعمدون الإضرار بنا وذلك لم يعد فيه شك، وعندما تقولون إننا منزعجون من أن تركيا تحاول إيجاد قدم لها في الأراضي التي كانت يوماً عثمانية فذلك صحيح، ولكن تأكدوا أن أحلامكم هذه مجرد أوهام ستتلاشى، لقد وجدتم لكم موضع قدم عند بعض الخونة لأوطانهم وعروبتهم لكن سيلفظكم الأحرار منها سريعا وعاجلا، تاريخكم في بلادنا العربية أسود وسيئ وقبيح، ولن يتكرر أبداً لأننا أصبحنا دولاً حرة وقوية تستطيع الوقوف نداً لكم وتستطيع ردعكم إذا ما تماديتم، كما أن أذنابكم من الإخونج أو غيرهم الذين يلمعون ماضيكم وحاضركم لن يفلحوا في خلق صورة ذهنية إيجابية عنكم لأن العالم كله يرى ويسمع ممارساتكم، ويكفيكم ماذا فعلتم في سوريا فقط ليكون وصمة عار تاريخية تضاف إلى سوءاتكم الكثيرة.
يا سيد تشاليك، لسنا عدائيين ولن نكون، لكننا ببساطة ندافع عن وطننا دون أن نكذب أو نتجنى عليكم، أنتم الذين تعطونا كل يوم سلاحاً جديداً يدينكم بتصرفات سلطانكم الهوجاء الذي أعمته السلطة حتى توهم أنه خليفة المسلمين وحامي مقدساتهم وتطاول حتى على الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة التي ترعاها دولة عادلة قوية تبذل من أجلها الغالي والنفيس.
يا سيد تشاليك: انزعاجك مما نكتبه يسعدنا كثيراً لأنه يعني أن الرسالة وصلتكم، وأن موقفكم ضعيف وهش، لأنكم تكذبون ونحن صادقون.
نقلاً عن "عكاظ"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة