برسوم الجرافيتي.. "رسائل أمل" تتحدى الدمار في غزة
على أنقاض المباني المدمرة بغزة، اختار فنانون فلسطينيون توجيه رسائل برسوم الجرافيتي، تعكس الإصرار على الحياة والأمل بالمستقبل.
وبألوان تنبض بالحياة وحروف وكلمات تضج بالإرادة والصمود، تلونت العديد من بقايا الجدران المدمرة قبل إزالتها ضمن مبادرات تطوعية في قطاع غزة.
وعبر الفنان الصغير فهد شهاب (16 عاما) من غزة عن سعادته بالمشاركة في هذه المبادرات التي أرادت كسر الجو الكئيب للدمار والركام برسومات تنبض بالحياة والأمل.
نحب الحياة
وقال شهاب لـ"العين الإخبارية": "كما نرى بيوتا مدمرة نرى أحلاما مدمرة، الرسم على الأنقاض يعزز من وجودنا ويزيد من شعورنا بالألم تجاه الموقف الذي نعيشه نحن الأطفال خصوصا في غزة".
وأضاف "بدلا من أن نرسم كأطفال على جدران غرفنا في منازلنا الآمنة نرسم على الأنقاض".
وتابع: "الكل يريد إرسال رسالة للعالم مفادها أننا نحب الحياة وحقنا كباقي أطفال العالم أن نعيش بأمن وسلام واستقرار بعيدا عن أي شيء يهدد بسلبنا حقنا في الحياة الكريمة".
وقال: "الكل يحاول المساهمة في الرسم كرسالة سامية؛ الفن ليس مجرد ألوان وحبر وورق وصور إنما هو رسالة سامية، الرسم هو فكرة ورسالة حب وأمل.. اللوحة تظهر الشعور والإحساس وتعبر عن مكامن النفس".
وعكست رسومات الفنانين صور الأمل والحب بعيدا عن مشاهد الدمار والألم.. يقول شهاب: "عندما نرسم الحب يظهر أيضا نقيضه وهو الكره الذي يزرعه الدمار، وعندما نرسم الأمل نظهر نقيضه من اليأس الذي يحاولون زرعه في نفوس الأطفال البريئة".
وذكر أنه منذ توقف الحرب على غزة شارك في 3 فعاليات رسم أسبوعيا على الأنقاض مع مجموعات أطفال.
وشنت إسرائيل عملية حارس الأسوار على غزة في 10 مايو/ أيار الماضي واستمرت 11 يوما قبل التوصل لوقف إطلاق النار برعاية مصرية بعد قتل 255 فلسطينيا وإصابة المئات فضلا عن الدمار الواسع في المنازل والمنشآت والبنى التحتية.
رسائل التضاد
الفنان يزيد الطلاع، يوضح لـ"العين الإخبارية" أن الرسم في هذه الأوقات يوصل رسالة بقوة أكثر من الكلمات؛ "لأن الفن لغة للعالم كله، والصورة المرسومة مفهومة للجميع لا تحتاج لترجمة أو تفسير".
وقال: "وجود الألوان بين الركام والسواد يظهر حجم التضاد بين ألوان الحياة الزاهية والدمار، الفن رسالة تؤكد أننا ما زلنا موجودين".
وأشار إلى أن فلسطين من بين المناطق المتصدرة لهذا النوع من الفن وخصوصا قطاع غزة حيث ينتشر الرسم خصوصا في هذه المرحلة وعلى الأنقاض تحديدا.
وبيّن أن الفنانين يمزجون بين استخدام فن الخط العربي إلى جانب الرسوم أيضا لأنه يعطي لمسة مختلفة على الأنقاض..
وأكد أن عدد المبادرات الفنية الكبير يعود لأهداف متعددة من الفنانين الفلسطينيين، فكل فنان يشارك له هدف مختلف، لكن أغلبهم حاليا يهدفون الى نقل رسالة الألم والأمل للعالم.
وقال: "لن يقف الفنان الفلسطيني عند تخليد الآلام والدمار على الأنقاض فحسب، وإنما سيذهب للتأسيس لهذه المحطة عبر رسومات أعمق".
فنانات الجرافيتي
مجموعة من الفنانات الشابات اخترن التعبير عن أجواء الحرب والصمود عبر رسومات جرافيتي على جداريات بغزة.
إحدى الفنانات توشحت الكوفية وعملت بهدوء وهي تضع اللمسات الأخيرة على لوحة جدارية تشكل قبضة يد تضع على رسغها علم فلسطين، لتعكس التصميم على الإرادة والتوشح بالعلم الفلسطيني والوحدة.
الرموز النضالية من الكوفية، إلى أدوات المقاومة الشعبية، وأسلحة القصف الإسرائيلي كانت حاضرة في رسوم الفنانات وكان الجامع المشترك الذي تحمله الرسوم الإصرار على الحياة والأمل بالمستقبل.