محللون ليبيون: الاتفاق المصري "نواة" لخارطة طريق مستقبلية
محللون ليبيون ثمّنوا الاتفاق المصري لحل الأزمة الليبية، قائلين إنه يشكل نواة لخارطة طريق يضعها الفرقاء الليبيون
قال خبيران سياسيان ليبيان، إن الاتفاق المصري المعلن عنه مؤخراً لحل الأزمة الليبية يشكل نواة لخارطة طريق، يضعها الفرقاء الليبيون من خلال تنفيذ بنود الاتفاق، مشيدين في الوقت نفسه بنجاح الدبلوماسية المصرية برسم ملامح مستقبل أكثر استقراراً للشعب الليبي.
وأمس، أعلنت مصر، التوصل مع الأطراف الليبية المعنية إلى حل للأزمة بالبلاد قائم على 4 خطوات، من بينها إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بحلول 2018.
اختصار المرحلة الانتقالية
وفي تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، قال عبد الباسط بن هامل، المحلل السياسي الليبي، إن اتفاق الأمس يعكس نجاح الدبلوماسية المصرية في ملامسة الواقع في ليبيا، والوقوف على حقيقة الخلاف بين عدد من الأطراف، وقدرتها على التعامل معه رغم عدم عقد لقاءات مباشرة، مشيراً إلى أن أهم ما في هذا الاتفاق هو اختصار المرحلة الانتقالية إلى قرابة 9 أشهر، بما يجعله نواة لخريطة طريق مستقبلية.
وأوضح هامل إن الخطوة التالية سيكون معنياً بها جهتان تشريعيتان، هما مجلس الدولة (غرب ليبيا)، ومجلس النواب (شرقي البلاد)، وهما المناط بهما إحداث توافق بين الفرقاء السياسيين الذين لم يجتمعوا وجهاً لوجه، مشدداً على أن جميع الأطراف ستكون ملزمة بما يخرج عن اتفاق المجلسين.
واستنكر المحلل السياسي الليبي ما أسماه بتضخيم عدم عقد لقاءات مباشرة بين المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، وعقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، وفايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي، قائلاً: "ما حدث انعكاس للواقع، ولا يمكن تضخيم الأمر، وإلا ما كان سيخرج هذا الاتفاق للنور، كما أن هؤلاء ليسوا المعنيين بتنفيذ هذا الاتفاق، هم فقط يرسمون ملامح الطريق بالتعاون مع مصر".
القادم هو الأهم
متفقاً معه، قال شريف الوافي، عضو المؤتمر الوطني السابق، وأحد الشخصيات العامة المشاركة في الحوار الوطني الليبي، إن الاتفاق الليبي برعاية مصر يشكل نواة لأي اتفاق سياسي موسع في المستقبل، يحدد الاستحقاقات الدستورية للشعب الليبي، موضحاً أن الاتفاق يعكس جهوداً مصرية ليبية مشتركة، خاصة جهود منسق الملف الليبي رئيس الأركان المصري، الفريق محمود حجازي.
وأضاف الوافي لـ"العين": "البنود الأربعة للاتفاق كانت بناء على مفاوضات غير مباشرة.. أو لنقل مشاورات غير مباشرة.. والمهم هو النتيجة، والقادم هو الأهم بالنسبة لليبيا".
كان محللون قالوا لبوابة "العين"، الثلاثاء، قبل نتائج الاجتماع، إن حفتر والسراج سيكون دورهما "انتقاليا" بعد لقاء القاهرة الذي سيخرج باتفاق نهائي بين الأطراف الليبية.
ولم يتضح من بنود الاتفاق وضع حفتر والسراج مستقبلياً في القيادة الليبية، إلا أن البند الثالث أشار إلى "العمل على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية فى موعد أقصاه فبراير/شباط 2018، اتساقاً مع ما نص عليه الاتفاق السياسي الليبي".