المسماري: نرفض لجنة "السراج - أوغلو" للتحقيق في تهريب السلاح التركي
متحدث الجيش الليبي يقول في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن تركيا ضالعة في هذا العمل الإرهابي، ولا يجب أن تكون طرفا للتحقيق فيه.
أعلن العميد أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، رفض القوات المسلحة الليبية، للجنة التحقيق المحلية التي اتفق عليها رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج مع وزير الخارجية التركي مولود أوغلوا، حول ضبط شحنة الأسلحة التركية بميناء "الخمس" غرب ليبيا الأسبوع الماضي.
وأوضح المسماري، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن الرفض التام والقاطع لهذا التحقيق يعود بالأساس لأن السفينة خرجت من ميناء تركي، والسلاح والذخيرة صناعة تركية، وبالتالي فإن أنقرة طرف في هذا العمل الجنائي والإرهابي، ولا يجب أن تكون طرفا للتحقيق فيه.
وشدد المسؤول العسكري الليبي على ضرورة فتح تحقيق دولي شفاف في هذا الحادث، مشيرا إلى أنه إذا كان مجلس الأمن الدولي جادا في محاربة الإرهاب ومصادر تمويله ومعاقبة مموليه، فعليه التحقيق في هذا الأمر في أسرع وقت ممكن.
وكشف المسماري أن الجيش الليبي طالب المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة بإصدار بيان رسمي واضح في أقرب وقت، لإدانة عملية التهريب التركية إلى ليبيا، وإطلاع الرأي العام المحلي والدولي على حقيقة شحنة هذه السفينة والدولة التي أتت منها، حتى تكون دليلا قاطعا يؤكد تورط أنقرة في دعم الإرهاب في ليبيا.
وأشار المسماري إلى أنه بعد ضبط الشحنة المهربة إلى ميناء الخمس، أصدر الجيش الوطني الليبي بيانا يطالب المجتمع الدولي بفتح تحقيق عن هذه الشحنة، لافتا إلى أن الشحنة الأخيرة تختلف عن سابقتها التي كانت تشمل مواد تدخل في تصنيع متفجرات وقنابل لكن الشحنة الحالية تحتوي على مواد قتل صريحة كبنادق ومسدسات وكواتم صوت.
وحول العملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفت مقر وزارة الخارجية التركية في طرابلس، اليوم الثلاثاء، قال المسماري إن الأعمال الإجرامية والإرهابية سواء في مقر الخارجية أو في مقر المفوضية العليا للانتخابات وغيرها من الأعمال الإرهابية تهدف في الأساس إلى حدوث اضطراب داخل الأراضي الليبية لتعطيل الانتخابات، لأن الانتخابات معركة خاسرة لتلك التنظيمات المسلحة.
وأوضح المسماري، أن جماعة "الإخوان" و"الجماعة المقاتلة" الإرهابية، تعبث بليبيا تحت راية الإمبراطورية العثمانية، لافتا إلى أن تنظيم القاعدة متواجد داخل طرابلس في حماية المليشيات التي تتبع تركيا.
وأوضح المسؤول الليبي أن فائز السراج، ارتكب خطأ كبيرا جدا بشرعنة المليشيات وإعطائهم الأموال والامتيازات، مشددا على رفض القوات المسلحة الليبية دمج
المليشيات بالمؤسسات الأمنية الليبية في إطار أي ترتيبات أمنية مستقبلية.
وأكد المسماري ضرورة أن يعمل غسان سلامة على إعطاء تفعيل عمل الجيش الليبي في كافة الأراضي والمدن الليبية وعلى رأسها العاصمة طرابلس، من أجل تحقيق الأمن بالإضافة لحل جميع المليشيات المسلحة والعمل على بناء مؤسسة شرطية وأمنية كبيرة تحفظ أمن البلاد.
وشدد المسماري على أن الهدف الأسمى للقوات المسلحة الليبية هو تحرير البلاد من كافة التشكيلات الإرهابية والعصابات الإجرامية والمليشيات المسلحة والعصابات السياسية ودواعش المال العام، حتى تكون ليبيا جاهزة لاستحقاق الانتخابات.
وضبطت الجمارك الليبية في ميناء الخمس غرب ليبيا، الثلاثاء الماضي، شحنة من الأسلحة التركية تتضمن مسدسات من طراز 9 ملم مع مئات الآلاف من طلقات الذخيرة الخاصة بهذه المسدسات، وهي تركية المنشأ ومُصنَّعة من قبل شركة "zoraki" التركية للصناعات الحربية.
وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قد ندَّدت بشحنات الأسلحة، ووصفتها بأنها أمر مقلق للغاية، فيما طالب الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، المنظمة الأممية بفتح "تحقيق فوري في الأسلحة المضبوطة".