ليبيا والحل.. رهانات تتجدد على دول الجوار
بعد فشل إجراء الانتخابات بموعدها وتأزم الوضع في ليبيا بات دور دول الجوار محط الأنظار في محاولة لدعم عملية سياسية بالبلد الأفريقي.
دور بات يعول عليه كثيرون مؤخرًا لإحياء عملية سياسية شاملة، تجمع الفرقاء الليبيين وتقود لانفراجة في الأزمة السياسية، خوفًا من تأزم الأوضاع الحالية، ما يعيد البلد مجددًا إلى مربع الصراعات.
وفي ذلك الإطار، اختتم وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، مساء الثلاثاء، جولة عربية، بعقد لقاء مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أكدا فيه ضرورة مواصلة الجهود لتفعيل الحل السياسي للأزمة، وتفادي كل ما من شأنه المساس بسيادة ووحدة واستقرار ليبيا.
زيارات مكوكية
زيارة لعمامرة إلى قطر سبقتها أخرى إلى مصر، وانطلقت منها آلية دول الجوار في مايو/أيار 2014، حيث عقد لقاء مع نظيره المصري سامح شكري والرئيس عبدالفتاح السيسي، إذ توافقت وجهات النظر حول أهمية العمل على تحقيق الأمن والاستقرار وصون وحدة وسيادة ليبيا وتوحيد مؤسساتها الوطنية، خاصة العسكرية والأمنية، تعزيزاً للجهود الدولية لإنهاء وجود القوات الأجنبية والمرتزقة.
إلا أن الزيارات المكوكية للوزير الجزائري والهادفة لإحياء آلية دول الجوار، تباينت وجهات النظر حولها؛ ففريق يرى أن دول الجوار قادرة -إذا توافقت- على طرح حلول جذرية للأزمة الليبية، فيما يرى فريق آخر أن بعض تلك الدول تعاني أزمات داخلية، ما يجعلها غير قادرة على معالجة الوضع بليبيا.
حلول جذرية
المحلل السياسي الليبي مختار الجدال يرى أن دول الجوار إذا ما اتفقت على إيجاد حل للأزمة الليبية ربما تتمكن من خلاله المطالبة بأمن واستقرار دولها.
وقال الجدال، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن دول الجوار تستطيع اقتراح حلول جذرية للوضع الليبي بالنظر إلى علاقتها بأطراف الأزمة الداخلية.
وطرح المحلل الليبي حلولا وصفها بـ"الجذرية والمناسبة" للأزمة في ليبيا، طالب دول الجوار بتبنيها؛ عبر حل المليشيات المسلحة وإدماجها في الجيش أو الشرطة، وجمع السلاح وحصره في يد الدولة.
دمج المسلحين في المؤسسات الليبية.. تفاؤل يحدوه الحذر
ثاني تلك الحلول، -بحسب الجدال- تأتي في الإطار السياسي والاقتصادي، عبر إعداد وثيقة دستورية ثم انتخابات برلمانية ورئاسية، ثم نظام حكم محلي فيدرالي في الأقاليم الثلاثة وتوزيع الثروة على الأقاليم وفقا لعدد السكان.
وأشار إلى أن الحل الثالث الذي يجب أن يكون متوازيًا مع الاثنين الآخرين، المباشرة في إعداد وثيقة المصالحة الوطنية الشاملة.
تشخيص حقيقي
إلا أن المحلل السياسي الليبي ورئيس المجلس المحلي لمنطقة طبرق سابقا فرج ياسين، طالب دول الجوار بالتشخيص الحقيقي للحالة الليبية، وعدم الإنصات لتشخيص الغرب بأن الأزمة سياسية.
توافق ليبي على جدول زمني للانتخابات.. وخبراء:"بند مفخخ"
وأكد المحلل الليبي، لـ"العين الإخبارية"، أنه لا يمكن قيام دولة أو حكومة وطنية، أو إجراء انتخابات في ظل سيطرة المليشيات على العاصمة طرابلس ومؤسساتها الاقتصادية، مطالبا بتكاتف الجهود العربية والإقليمية والاتحاد الأفريقي، للضغط على الأمم للمتحدة والدول الغربية لطردها.
وأشار إلى أن مصر سيكون لها دور قوي ومؤثر في حلحلة الأزمة الليبية -كعادتها-، إلا أنه أكد ضرورة التواصل مع الدول الغربية، وخاصة بريطانيا وأمريكا.
أزمات حالية
ورغم تأكيد الجدال وياسين على دور دول الجوار في حلحلة الأزمة، إلا أن المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، قلل في حديثه لـ"العين الإخبارية"، من إمكانية وجود حل عبرها، كون بعضها يعيش أزمات حاليًا.
لقاء الناظوري والحداد.. هل يوحد المؤسسة العسكرية الليبية؟
ودلل المحلل على حديثه بتشاد والنيجر فهي دول هشة وضعيفة، بحسب المرعاش، الذي أكد أن الدولتين فيهما حركات تمرد تستفيد من الفوضى الليبية، لافتا إلى أن ما وصفه بـ"الأزمات" التي تعيشها دول الجنوب الليبي مثل السودان وتشاد ومالي يجعلها دولا مصدرة لأزماتها الأمنية إلى ليبيا وليس العكس.
انطلاق الآلية
وانطلقت آلية دول جوار ليبيا من العاصمة المصرية القاهرة في مايو/أيار 2014 بدعوة من مصر ومشاركة الجزائر وتونس والسودان، وعقدت عدة اجتماعات تناوبتها الجزائر وتونس والخرطوم.
وفي اجتماع الآلية الرابع بتونس، في يوليو/تموز 2014، شكلت لجنتان، الأولى عسكرية برئاسة الجزائر، والأخرى سياسية برئاسة مصر، وفيما حقق المسار السياسي نجاحا بإجراء الانتخابات البرلمانية في يوليو/تموز 2014، لكنه ظل محاصرا، وتعثر منذ انقلاب الميليشيات على نتائج الانتخابات في أغسطس/آب 2014.
إلا أن اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا الذي استضافته الجزائر في أغسطس/آب 2021، تم الاتفاق خلاله على تفعيل اللجنتين الفرعيتين الخاصتين بالسياسة والأمن اللتين ترأسهما مصر والجزائر، فيما اقترحت القاهرة استضافة الاجتماع المقبل.
aXA6IDMuMTIuMTIzLjQxIA== جزيرة ام اند امز