حفتر يصدر أوامر للجيش الليبي بتطهير الجنوب من العصابات التشادية
خبراء لـ"العين الإخبارية": استجابة لعناء سكان الجنوب الليبي
القائد العام للقوات المسلحة الليبية أصدر قرارا بتشكيل غرفة عمليات لتطهير الجنوب الليبي من عصابات المعارضة التشادية المسلحة.
أصدر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، قرارا بتشكيل غرفة عمليات في الجنوب بقيادة العميد محمد المهدي الشريف، و8 عمداء لتطهير الجنوب الليبي بالكامل من تلك العصابات التي تمتهن الحرابة والخطف والسرقة، في كل من مدن "سبها" و"براك الشاطي" و"أوباري" و"مرزق و"الكفرة".
قرار قائد الجيش الليبي عده متابعون استجابة حاسمة لعناء سكان مدن الجنوب الليبي من جرائم جماعات المعارضة التشادية المسلحة.
القوة العسكرية المشتركة الجديدة تتكون من "اللواء العاشر مشاة" و"الكتيبة 181 مشاة" و"الكتيبة 177 مشاة" و"الكتيبة 116 مشاة" وكتيبة سبل السلام لتطهير الجنوب بالكامل من العصابات التشادية.
وتعقيبا على قرار المشير حفتر، أكد خبراء ومحللون في الشأن السياسي والأمني الليبي أن الجهود التي بدأ يبذلها الجيش الوطني الليبي في الفترة الأخيرة بالجنوب الليبي تؤكد أن القيادة العامة للجيش عازمة على تحرير كل مدن الجنوب من العصابات التشادية الإجرامية المسلحة.
وقال الناشط الليبي المدني، عبدالحكيم الباشا، إن تعزيز الجيش الليبي لقواته في الجنوب هو خطوة جاءت في الوقت الصحيح، لحل مشكلات المدن الجنوبية الأمنية جراء تلك العصابات الإجرامية، التي تعودت على الخطف والقتل ونهب ممتلكات الليبيين.
وأضاف الباشا في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن إنشاء الغرفة العسكرية بالجنوب ستعمل بحزم على إنهاء الوضع الأمني المتدهور وإعادة الأمن والاستقرار في كافة مدن الجنوب الليبي وطرد جميع العصابات التشادية والعصابات والجماعات المتطرفة منها.
كانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد أعلنت، الخميس الماضي، استنكارها لتدهور الأوضاع الأمنية في الجنوب الليبي، مطالبة السلطات باتخاذ إجراءات فورية وفعالة حيال حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المنطقة.
وأدانت البعثة في بيان اطلعت "العين الإخبارية" عليه، الانتهاكات التي تقترفها المجموعات المسلحة الأجنبية داخل الأراضي الليبية، مطالبة في الوقت نفسه، الأطراف الفاعلة الإقليمية على دعم السلطات الليبية لمعالجة الوضع الراهن على نحو يصون سيادة ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها.
وأعربت البعثة عن قلقها البالغ إزاء تصاعد معدل الجريمة، وموجة حوادث الخطف والأعمال التخريبية الأخيرة.
ولفت البيان إلى تراجع مستوى الخدمات في الجنوب، وهو ما أدى إلى زيادة معاناة الأهالي في المنطقة، معلنة أن الأمم المتحدة ستعمل مع الجهات المحلية لتقديم المساعدات الإنسانية حيثما دعت الحاجة.
وفي السياق ذاته، أشاد الدكتور محمد العباني، النائب السابق بالبرلمان الليبي، بقرار المشير حفتر بتشكيل غرفة عمليات عسكرية في الجنوب الليبي، لطرد العصابات التشادية وتحرير الجنوب من تلك العصابات الإجرامية.
وقال العباني، لـ"العين الإخبارية"، إن الجيش الوطني الليبي عازم على وضع حد للعصابات التشادية التي تمتهن التهريب والخطف والقتل وتخريب الممتلكات، من أجل استقرار ليبيا بشكل عام والجنوب بشكل خاص.
والتقى القائد العام للجيش الوطني الليبي في العاصمة التشادية أنجامينا، الرئيس التشادي إدريس ديبي، الأسبوع الماضى، وناقش معه الحد من نفوذ الجماعات التشادية الإجرامية، التي تزعزع استقرار الليبيين وتستخدم أرضهم لشن هجمات داخل تشاد.
وكان مجلس النواب الليبي قد ناقش، نهاية الأسبوع الماضى، انتهاك المعارضة التشادية حرمة التراب الليبي بتواجد قواتها في مناطق الجنوب وممارستها لعمليات النهب والخطف والقتل، مقدما تعازيه إلى أُسر الشهداء الذين قتلوا على يد هذه العصابات.
بدوره قال المحلل السياسي الليبي، عيسى رشوان لـ"العين الإخبارية"، إن التعزيزات العسكرية من جانب الجيش الوطني الليبي بالجنوب، كانت ضرورية لصد الانتهاكات التي يتعرض لها الجنوب الليبي بشكل مستمر من جانب العصابات التشادية الإجرامية.
وأضاف رشوان أن العصابات التي تتبع المعارضة التشادية تعمل على تهريب المخدرات والسلاح، بالإضافة لعملياتها القذرة بخطف المواطنين لابتزاز العائلات مقابل دفع أموال طائلة مقابل إطلاق سراح المخطوفين، وهو الوضع الذي يشكل رعبا لسكان الجنوب، متمنيا أن يعيد الجيش الليبي الاستقرار للجنوب مرة أخرى في أسرع وقت.
وفي أغسطس/آب الماضي، شنّت المجموعة التشادية المسلحة المعروفة باسم "المجلس القيادي العسكري لإنقاذ الجمهورية"، هجوما، انطلاقا من ليبيا استهدف بلدة كوري بوغري في منطقة تيبستي في أقصى شمال تشاد، قبل أن تعود إلى الجنوب الليبي.
وتشهد هذه الفترة اشتداد العمليات العسكرية للجيش الليبي ضد الجماعات التشادية، خاصة بعد تمكن الجيش من تحرير الشرق الليبي من الجماعات الإرهابية، وتركيزه فيما يبدو على تطهير الجنوب أيضا.
وفي 13 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، كشفت وسائل إعلام ليبية، عن رتل مسلح تابع للمعارضة التشادية في الجنوب الليبي، تعرض لسلسلة غارات جوية، هي الأعنف منذ أشهر، وتركزت الغارات في جنوب منطقة "تمسّة" الواقعة شرق منطقة "أم الأرانب" على الطريق المؤدي إلى الحدود مع تشاد.
وتهدف عصابات المعارضة التشادية المسلحة بقيادة المتمرد تيمان أرديمي، المقيم في العاصمة القطرية الدوحة، إلى جمع الأموال والأسلحة لاستخدامها ضد الرئيس التشادي في العاصمة أنجامينا.
وتتمركز فلول المعارضة التشادية في عدة مناطق جنوب ليبيا، منها جبال تربو، وبن غنيمة، ومنطقة "أم الأرانب"، وسلسلة جبال الهروج جنوبي قاعدة الجفرة الجوية.
aXA6IDMuMTQ1LjY4LjE2NyA= جزيرة ام اند امز