بالصور.. "الضوء المتجول" أول دليل لآثار غزة

عام كامل أمضاه الفتيان في التدريب والتحضير لإطلاق المشروع باحتضان من مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر في قطاع غزة.
عراقة التاريخ والحاضر، رصدتها أنامل 16 فتى وفتاة في قطاع غزة، في تجربة فريدة أثمرت عن خروج "الضوء المتجول" أول إصدار من نوعه يوثق أهم المعالم الأثرية والسياحية في قطاع غزة إلى النور.
- البتراء: المعلم الأثري المكتشف بداية حل ألغاز المدينة الوردية
- افتتاح "باب الوزير".. أحد أبرز معالم القاهرة التاريخية
وبكتابة قصصية أدبية وعبر مضامين تحكي عن أيقونات الثقافة في التراث الفلسطيني بطريقة علمية، عرض الفتيان معلومات عن أهم المعالم الأثرية والسياحة في القطاع، ليقدموا دليلا عن بلدهم الذي يئن حاضره من الاحتلال والحصار.
الدليل الأول في فلسطين
وقالت ميساء سلامة، منسقة المشروع لـ"العين الإخبارية": إن الدليل هو الأول من نوعه في فلسطين ويضم كل المواقع الأثرية بقطاع غزة.
وأضافت أن الدليل يوائم الشرائح كافة بمن فيهم ذوي الإعاقة؛ فهو مطبوع بطريقة برايل ليناسب المكفوفين، وأنتج بلغة الإشارة ليوائم الصم، ومعد بنظام pdf (بي دي إف) على اسطوانة للتكبير والتصغير لموائمة الإعاقات البصرية الجزئية، وكذلك إسطوانة صوتية لموائمة ضعيفي السمع، فضلا عن الطباعة العادية.
عام كامل أمضاه الفتيان في التدريب والتحضير لإطلاق المشروع باحتضان من مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر في قطاع غزة.
الحفاظ على الهوية
هذا الجهد الضخم من فتية في مقتبل العمر تأكيد على حفاظ الجيل الفتي على الهوية الفلسطينية في ظل محاولات الإنكار والطمس، وفق سلامة، مؤكدة أن المشروع سيمتد للضفة ولفلسطينيي الداخل.
ووفق الفتيات المشاركين في إعداد الدليل، فإنهن تجولن بكاميراتهن في المناطق السياحية بقطاع غزة، وتعرفن عليها، ومن ثم جسدوها بكاميراتهن وأقلامهن في مادة علمية نقحت بواسطة وزارة السياحة والآثار الفلسطينية.
وتوضح آمال خضير مديرة مركز بناة الغد، أن الفكرة جاءت عندما قرر المركز إعداد دليل سياحي مفصل عن قطاع غزة بأنامل الأطفال.
تنسيق مع الضفة
وأشارت خضير في حديثها لـ"العين الإخبارية" إلي أن الدليل تضمن معلومات عن جميع المباني والأماكن الأثرية المنتشرة في قطاع غزة، مساهمة فى زيادة الوعي والمعرفة بتلك المواقع المصنفة ما بين مساجد وكنائس وقصور ومقامات وبيوت أثرية، إضافة إلى العديد من المواقع بطريقة قصصية شائقة تجذب المتلقي.
وأكدت أن نجاح التجربة دفعهم للتنسيق مع الجمعية الفلسطينية لثقافة وفنون الطفل في الخليل لإنتاج "الضوء المتجول 2 " مع أطفال وفتيان وفتيات هناك، يتناول المواقع الأثرية بالضفة الغربية.
معركة حضارية
وقالت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر، مريم زقوت: "الضوء المتجول فكرة متشابكة بين فتيان وفتيات مركز بناة الغد أظهروا خلاله قدراتهم الإبداعية في مجال الكتابة والبحث والتصوير وقدموا دليلا سياحيا برواية شيقة جذابة من حيث الشكل والمضامين تؤكد تمسكهم الدائم بتاريخهم وأنهم جيل أمين على هويته الثقافية.
ويرى الدكتور أنور البرعاوى، وكيل وزارة الثقافة بغزة، أن الدليل إشارة مهمة جدا لأهمية توجيه الجيل نحو الاهتمام بتراثه لأن معركتنا بيننا وبين الآخر (الاحتلال) هي معركة حضارية نعبر عنها بكل الأساليب والوسائل الأدبية والفنية والإبداعية، مشيدا بالجهد الذي بذله الفتيان والفتيات وكل المشاركين بهذا الإصدار النوعي.