تفجير لوكربي.. الرحلة 103 "تقلع" من جديد
"الرحلة 103" تعود لمدار الاهتمام عقب مثول مشتبه به في التفجير المريع أمام محكمة أمريكية على خلفية مأساة هزت العالم قبل 34 عاما.
كارثة تفجير رحلة خطوط الطيران "بان أمريكان الرحلة رقم 103" وقعت العام 1988، لكن مثول المشتبه به أبو عجيلة محمد مسعود خير المريمي أمام محكمة أمريكية، الإثنين، جدد الاهتمام بالهجوم.
وفي السطور التالية، تستعرض شبكة "سي إن إن" الأمريكية كل ما تحتاج معرفته عن أعنف هجوم إرهابي شهدته المملكة المتحدة.
ماذا حدث؟
في 21 ديسمبر/كانون الأول عام 1988، انفجرت الرحلة رقم 103 التابعة لخطوط "بان أمريكا" على ارتفاع أكثر من 31 ألف قدم فوق بلدة لوكربي باسكتلدا، بعد 38 دقيقة من إقلاعها من لندن.
وقتل الركاب الـ259 الذين كانوا على متن الطائرة من طراز بوينج 747 المتجهة إلى نيويورك، بالإضافة إلى 11 شخصا كانوا على الأرض.
وأفاد الشهود في لوكربي والمناطق المحيطة بسقوط أجزاء من الطائرة "من السماء، وبدا أن النيران تشتعل في بعضها"، بحسب إفادة عميل خاص بمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) عام 2020، شاركتها وزارة العدل الأمريكية.
وقال العميل في إفادة خطية: "عندما اصطدم حطام الطائرة بالأرض، انفجر بعضها. أحدث مثل هذا الحادث تفجيرا شبهه الشهود بسحابة عيش الغراب، وترك حفرة بلغ عمقها حوالي 40 قدما كان بها قبلها بلحظات بنايات سكنية في بلدة لوكربي".
3 أعوام
لاحقا، وجد المحققون الأمريكيون والبريطانيون أجزاء من دائرة كهربائية وجهاز توقيت، وقرروا أن قنبلة، وليس عطلا فنيا سبب الحادث."
وبمرور الأعوام، استجوب المحققون من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، ودول أخرى أكثر من 15 ألف شخص في أكثر من 30 دولة وجمعوا الآلاف من الأدلة.
واتهمت السلطات الليبيين عبد الباسط علي محمد المقرحي والأمين خليفة فحيمة بتصنيع القنبلة، التي قالا إنها مصنوعة من متفجرات سيمتكس البلاستيكية، وتم إخفاؤها بمسجل كاسيت ماركة توشيبا، ثم وضعت داخل حقيبة سامسونيت، وتم تهريبها إلى رحلة لطيران مالطا من مالطا إلى فرانكفورت في ألمانيا. ويعتقد أن الحقيبة التي لم يكن يرافقها راكب شحنت إلى رحلة "بان أمريكا" إلى لندن ثم إلى الرحلة 103.
وقالت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) إن المشتبه بهما، اللذين كانا يعملان بمكتب شركة الخطوط الجوية الليبية في مالطا، كانا عميلين للاستخبارات الليبية أيضًا.
ليبيا والغرب
نفى الزعيم الليبي آنذاك معمر القذافي أي تورط في الهجوم. لكن بعدما فرضت الأمم المتحدة عقوبات على ليبيا بسبب رفضها في البداية تسليم المشتبه بهم من أجل محاكمتهما، وتم الاتفاق على محاكمة الاثنين في مكان محايد في هولندا. وفي عام 2002 تم تسليم المشتبه بهما إلى الأمم المتحدة.
وفي العام التالي، وافقت ليبيا على دعم تعويضات قدرها 2.7 مليار دولار إلى عائلات الضحايا – مما مهد الطريق أمام رفع عقوبات الأمم المتحدة على البلد. وأطلق سراح إرهابي مدان من بينهما لأسباب إنسانية.
وبدأت محاكمة المقرحي وفحيمة في 3 مايو/أيار عام 2000، وانتهت في 31 يناير/كانون الثاني عام 2001. وفي النهاية وجد المقرحي مذنبا وسجن لـ27 عاما على الأقل، فيما تبين أن فحيمة ليس مذنبا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2008، أعلن أن المقرحي يعاني من مرض السرطان، وفي أغسطس/ آب 2009، أطلق سراحه من أحد السجون الاسكتلندية لأسباب إنسانية.
وعاد المقرحي بعد إطلاق سراحه إلى ليبيا، وتوفى في 20 مايو/ أيار عام 2012.
مشتبه به جديد
في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2015، أعلن المسؤولون الاسكتلنديون أنه تم تحديد ليبيين آخرين على أنهما مشتبه بهما في التفجير.
وبعد خمسة أعوام، وتحديدا في 21 ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلن المدعي العام الأمريكي وليام بار عن اتهامات جنائية ضد ضابط الاستخبارات الليبية السابق أبو عجيلة محمد مسعود خير المريمي فيما يتعلق بهجوم لوكربي.
وجاء هذا الاختراق الواضح بعدما اعتقلت السلطات الليبية مسعود في قضية أخرى. ووصل تقرير استجواب ليبي عام 2012 يزعم أنه أقر بتصنيع القنبلة بحادث لوكربي إلى السلطات الأمريكية، وفي عام 2020، سافر عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى تونس لاستجواب المسؤول الليبي السابق الذي أخذ إفادة مسعود.
ووجهت إلى مسعود اتهامات في شكوى جنائية بزعم وضع المتفجرات في الحقيبة والتي وضعت لاحقا على متن الرحلة. وحينها كان محتجزا في ليبيا. ويوم الأحد، قالت وزارة العدل الأمريكية إن مسعود محتجز لديها.