كاتب بريطاني: خطر أردوغان يفوق تهديدات إيران
بحث أردوغان المستمر عن كبش فداء وأعداء يرهق حتى مؤيديه، ويتركه بدون أصدقاء في المنطقة تقريبًا، وفق الكاتب
حذر كاتب صحفي بريطاني من سياسات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التي جعلت بلاده تشكل خطرًا أكبر يفوق التهديد الإيراني وتسعى إلى جر المنطقة إلى حروب البلقان.
وقال الكاتب، روجر بويز، خلال مقاله المنشور بصحيفة التايمز البريطانية، إن سياسات أردوغان العدائية جعلته بلا أي أصدقاء في المنطقة.
ونقل الكاتب البريطاني ما قاله رئيس المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، يوسي كوهين، حول أن تركيا باتت الخطر الحقيقي بالمنطقة وليس إيران التي يمكن تحجيمها من خلال فرض عقوبات أو قرارات حظر وغيرها.
ورأى بويز أن ما يقصده رئيس الموساد ليس أن إيران لم تعد تشكل تهديدًا وجوديًا، بل إنه يمكن احتواؤها من خلال العقوبات، والحظر، ومشاركة المعلومات، وعمليات المداهمات السرية.
- تركيا في المتوسط.. "عاصفة جيوسياسية" تنذر بصراع متعدد الجنسيات
- أردوغان يدفع تركيا للفقر.. حد الجوع يتضاعف والليرة تنهار
وحذر الكاتب من أن الدبلوماسية التركية القسرية ومخاطرتها غير المحسوبة بالشرق الأوسط تشكل نوعًا آخر من التحديات أمام الاستقرار الاستراتيجي شرقي البحر المتوسط.
وأوضح أن المنطقة بدت كما البلقان في فترة بداية التسعينيات، تحتلها دول فاشلة، وغضب شعبي متصاعد، والكثير من المعدات العسكرية، وقوى كبرى تتوق لاستغلال فراغ السلطة.
ومنذ عدة قرون مضت وحتى منتصف القرن العشرين ومنطقة البلقان كانت ومازالت نقطة انطلاق لأكبر وأبشع الحروب التي عرفها التاريخ منذ عصور الرومان وحتى في القرون الوسطى وفي الغزو العثماني لجنوب أوروبا، وحتى الحربين العالميتين في هذا القرن كانت بداياتهما في منطقة البلقان.
وأشار بويز إلى أن السفن الحربية التركية، التي كانت ترافق سفينة يشتبه في نقلها أسلحة إلى ليبيا، انخرطت في مواجهة عندما حاولت فرقاطة فرنسية اعتراض طريقها، لتعيش منطقة شرقي البحر المتوسط حالة خطر بعدما كانت مقصدًا للمسافرين في العادة خلال هذا الوقت من العام.
ورأى أن بحث أردوغان المستمر عن كبش فداء وأعداء يرهق حتى مؤيديه، ويتركه بدون أصدقاء في المنطقة تقريبًا، حتى يبدو أنه لا يعلم معنى "هذا يكفي" رغم أنه لازال لم يفز بالكثير من سياسته المتقلبة الخاصة بشبه الحرب.
ولفت إلى أن تركيا تغازل الحرب، حيث يزيد أردوغان نفوذه من خلال حرمان الآخرين من الحصول على المساحة للازدهار.
وأوضح بويز أن دعم أردوغان العسكري لحكومة السراج، غير الدستورية، اتضحت أسبابه مع توقيعه اتفاقية التنقيب البحري (نوفمبر/تشرين الثاني الماضي) التي أثبتت وجهة النظر بشأن سعيه لحرمان الآخرين من حقوقهم.
وخلال السنوات الماضية، لا يتوانى نظام أردوغان عن التدخل بشؤون الدول الأخرى في محاولة لإلهاء الداخل عما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية مما تسبب في حالة عداء مع الكثير من دول المنطقة، بل وتوسعت مطامعه لغزو واحتلال أراض شمال سوريا وكذلك محاولات في ليبيا قد تضع المنطقة على شفا حرب خاصة مع دول جوار ليبيا وعلى رأسها مصر.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC43OCA= جزيرة ام اند امز