140 رجلا يستعرضون مهارات استخدام العصا في ختام مهرجان التحطيب بالأقصر
مصر تمتلك العديد من الحرف والعادات المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، فيما تستعد لتسجيل المزيد منها في 2019.
تجمّع مئات السائحين الأجانب والعرب ومعهم أبناء مدينة الأقصر في جنوب مصر، مساء الجمعة، داخل كبرى ساحات المدينة لمتابعة عروض فردية وجماعية للعبة التحطيب المُدرجة حديثاً على القائمة العالمية للتراث الثقافي غير المادي.
وشارك في العروض التي أُقيمت بساحة أبو الحجاج 140 رجلاً من محافظات قنا وسوهاج وأسيوط والمنيا والأقصر، يرتدون الجلباب المصري الشهير بمختلف ألوانه وأشكاله في ليلة لا تتكرر سوى مرة واحدة كل عام في ختام المهرجان القومي للتحطيب.
وتُنظم المهرجان وزارة الثقافة المصرية بالتعاون مع محافظة الأقصر، بهدف الحفاظ على لعبة التحطيب التي لا يمارسها سوى المصريين، وأدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" على قائمتها للتراث الثقافي غير المادي في 2016.
وأُقيمت الدورة الـ9 من المهرجان خلال الفترة بين 24 إلى 28 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وكان من بين الحاضرين إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المصرية ومصطفى ألهم محافظ الأقصر وأحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وعلى وقع أغانٍ شعبية شديدة المحلية، من عزف وغناء أبناء الجنوب، بدأ الرجال في استعراض مهارة النزال غير العنيف بالعصا ضمن عرض كبير بعنوان "أفراح الصعيد".
وقال أحمد الشافعي رئيس الإدارة المركزية للشؤون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة ورئيس المهرجان خلال الافتتاح: "عرفنا التحطيب من خلال الرسوم الموجودة على جداريات المعابد وبشكل خاص معبد الكرنك، وكان المصري القديم يستخدم التحطيب في التدريب على القتال، لكن لأن المصري بطبعه مُحب للحياة ومُحب للفن فقد حول الرياضة إلى لعبة للزهو بالنفس والتعبير عن الشجاعة، وهي اللعبة التي استلهمنا منها لاحقاً رقصة العصا التي تعد أشهر رقصات الفنون الشعبية حاليا في مصر".
وأضاف: "اهتم أهل الصعيد في مصر بالتحطيب وأصبح طقساً أساسياً في مناسباتهم وأفراحهم؛ لذلك وجدنا أنه من الضروري إقامة مهرجان قومي يلتقي فيه ممارسو هذه اللعبة الرياضية ومحبوها لمشاركتها مع الأجانب الزائرين الذين قد لا يعرفون الكثير عن فنون وثقافة مصر".
وتابع بقوله: "على مدى السنوات تطور المهرجان، ففي الدورة الأولى كانت هناك مسابقة وجوائز؛ لذلك أخذ النزال طابعاً عنيفاً إلى حد كبير، وهو ما دعانا إلى إلغاء المسابقة والاكتفاء بالعروض الفنية بدون أي تلاحم بين اللاعبين، كما أخرجنا المهرجان من قصر الثقافة الذي كان يقام فيه إلى الساحة العامة حتى يتاح للجميع مشاهدته".
وأُقيم سامر التحطيب على مدى 5 أيام هي عمر المهرجان بساحة أبو الحجاج بدءاً من منتصف اليوم وحتى المساء، وهي الساحة الكبيرة التي تكتسب اسمها من مسجد أبو الحجاج الأقصري الشهير بمدينة الأقصر.
وقال الشافعي: "الجديد في هذه الدورة أننا مزجنا بين لاعبي التحطيب ولاعبي العصا في فرق الفنون الشعبية حتى يتقن الفنانون أصول اللعبة من مشايخها وممارسيها الأصليين".
وتملك مصر العديد من الحرف والعادات المُدرَجة على قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، فيما تستعد لتسجيل المزيد منها في 2019.
aXA6IDE4LjExNy45NC43NyA= جزيرة ام اند امز