لأول مرة.. الآلات تتفوق على البشر في الفهم وسرعة البديهة
لأول مرة.. الصين تبرهن لنا بشكل فلكي أن للروبوتات والآلات قدرات تفوق القدرات البشرية في جوانب الفهم وسرعة البديهة.
في الوقت الذي أصبحت فيه تقنيات التعلم الآلي والروبوتات تُهيمن بشكل سريع ومخيف على كل ما هو حولنا من مهن، دخلت الصين مرحلة جديدة؛ إذ طورت نظاما ذاتيا للتعلم، برهنت فيه الآلة على عمق فهمها وسرعة بديهتها.
وبعد أن أصبح هناك الروبوت الطبيب والقاضي والشرطي والمعلم، هناك أيضا الروبوت الصديق الذي يؤنس وحدتك ويجيد الإنصات لك ومبادلتك أطراف الحديث كما لو كان يحمل مثلك عقلا بشريا.
وبات تأثير تلك الآلات والروبوتات الوشيك على الملايين من الوظائف البشرية محورا رئيسيا للبحوث والقلق العام حول العالم، خصوصا بعد أن برهنت لنا الصين مجددا أن للروبوتات والآلات قدرات تفوق القدرات البشرية في جوانب الفهم وسرعة البديهة.
وكان "نظام للتعلم الآلي" الذي طورته مجموعة علي بابا الصينية، قد نجح في اجتياز اختبار للفهم القرائي على المستوى العالمي، بشكل أفضل من الأداء البشري، وهي المرة الأولى التي تبرهن فيها الآلات بشكل فعلي تفوقها على البشر في هذا النوع من اختبارات التي تعتمد على سرعة البديهة.
والتعلم الآلي أحد أهم فروع الذكاء الاصطناعي، التي تتشكل من مجموعة خوارزميات وتقنيات تسمح للحواسيب والآلات بامتلاك خاصية “التعلم” واكتساب المعلومات بشكل يشبه العقل البشري نوعا ما.
وقالت مجموعة "علي بابا"، في بيان لها، إن نموذج "التعلم الآلي" الذي طورته الذراع البحثية التابعة للشركة شارك في اختبار واسع النطاق للفهم القرائي تنظمه جامعة ستانفورد الأمريكية، مع أكثر من 100 ألف سؤال.
وذكرت شبكة أخبار سوهو الصينية، أنه في 11 يناير/كانون الثاني، سجل نموذج التعلم الآلي التابع لعلي بابا متوسط درجات للاختبار وصلت إلى 82.44 نقطة، مُحطما بذلك الرقم القياسي للأداء البشري العالمي الذي وصل إلى 82.304 نقطة كحد أقصي.
وقال سي لوه، وهو كبير العلماء بالذراع البحثية التابعة لشركة علي بابا، إن في السنوات القليلة الماضية، حقق العلماء اختراقات كبيرة في مجالات "التعلم الآلي"، وذلك باستخدام الشبكات العصبية الاصطناعية التي تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها كالقدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل، حتى أصبح بإمكاننا تطبيق تلك النماذج الآلية تدريجيا في العديد من مجالات العمل التي كانت تحتاج حتى وقت قريب إلى موظفين بشريين بشكل أساسي، مثل خدمة العملاء والإجابة عن استفسارات الناس على الإنترنت وذلك في خطوة من شأنها تحرير الجهود البشرية بطريقة غير مسبوقة.
في السياق، لجأ أيضا عدد من الجامعات العالمية الرائدة وشركات التكنولوجيا العالمية، بما في ذلك جوجل وفيسبوك وآي بي إم ومايكروسوفت، إلى الخضوع لاختبار ستانفورد لتحديد ما إذا كانت نماذج التعلم الآلي التي طوروها يمكنها الإجابة عن الأسئلة أم لا.
وفي خطوة من شأنها تأكيد تفوق الآلات على البشر في مجالات التعليم، كانت الصين قد أجرت تحت إشراف وزارة التعليم الصينية، منافسة تعليمية بين طرق التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي المدعومة من قبل البرنامج التعليمي "يي شوي"، وبين الطرق التقليدية لمعلمين ذوي متوسط خبرة في التدريس تصل إلى 17 عاما، وذلك في أكتوبر الماضي.
ومن خلال المنافسة، أظهرت البيانات أن الآلات كانت قادرة على تحسين درجات اختبارات الطلاب أكثر من نظرائهم من البشر، حيث شهد الطلاب الذين يستخدمون برامج "يي شوي" متوسط درجات لاختبار الرياضيات وصلت إلى 36.13 نقطة، مقارنة بـ26.18 نقطة للطلاب الذين يدرّس لهم المعلمون البشريون.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4xNjQg جزيرة ام اند امز