ندوة بمفوضية أوروبا تحذر من خطر أيديولوجيات الجماعات المتطرفة على القارة
الندوة عرضت تفاصيل كتاب "السراب" للدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي
حذرت ندوة بعنوان: "دور الفكر في محاربة التطرف" عقدت في مقر ممثلية المفوضية الأوروبية بالعاصمة الإسبانية مدريد، من خطورة انتشار الأفكار المتطرفة على المجتمعات الأوروبية.
الندوة التي نظمتها "جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربي" في باريس ومركز "يورو عرب" في برشلونة، الثلاثاء، في إطار الحملة الأوروبية لمكافحة التطرف والإرهاب، شددت على ضرورة التوعية من مخاطر التطرّف والأسباب المؤدية إليه ومكافحته عبر نشر التسامح ومحاربة التمييز.
- أوروبا تحت تهديد الإرهاب.. "يوروبول" تحذر من هجمات داعش
- بريطانيا تفرض قيودا صارمة على الإرهابي أنجم تشودري
وعرضت الندوة، التي شارك فيها عدد كبير من السياسيين وأعضاء السلك الدبلوماسي إضافة إلى عدد من الكتاب وخبراء مكافحة الإرهاب في أوروبا ، فيديو يسلط الضوء على تفاصيل كتاب "السراب" للدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي.
واعتبرت أمينة كاكابافيه النائب في البرلمان السويدي أن "الدول الأوروبية تواجه مشاكل متعلقة بالتطرّف وللأسف في السويد استطاعت الجماعات الإسلامية اختراق الحياة السياسية حتى أنه كان هناك وزير في الحكومة من جماعة الإخوان المسلمين".
وقالت إن "الجماعات الإسلامية تستغل الدين من خلال إنشاء مدارس تغسل عقول الأطفال والطلاب بدعم حكومي وسط رقابة ضعيفة"، مطالبة الحكومات بقطع هذا الدعم عنهم "لما يشكّلونه من خطر على المجتمع".
ودعت البرلمانية السويدية الدول الداعمة لتلك الجماعات المتطرفة كقطر وتركيا وإيران أن توقف عن ذلك، مشيدة بكتاب السراب واعتبرت أنه تجربة فكرية رائدة في مواجهة التطرف.
من جهته، قال دافيد لوكاس بارون، عضو مجلس الشيوخ الإسباني إنه "حتى الآن لم تتم دراسة الأسباب وسبل ردع التطرف"، مشيرا إلى "وجود العديد من الأسباب التي تجذب الشباب وخاصة المهاجرين إلى الجماعات الإسلامية، وأن هناك عوامل اقتصادية واجتماعية ضمن هذه الأسباب".
وشدد بارون على أن "الجهود الفكرية يجب أن تكافح هذا التطرف من خلال التوعية من مخاطره والأسباب المؤدية إليه، ونشر التسامح ومكافحة التطرّف عبر تشجيع التواصل مع كافة شرائح المجتمع؛ خصوصا أبناء المهاجرين و محاربة التمييز".
أما بيري جوان بونس، عضو مجلس النواب الإسباني فاعتبر أن "التطرّف موجود بشكل كبير وواسع في أوروبا، وأن ازدياد نسبة التطرف تزامنت مع صعود التيارات اليمينية المتشددة"، مؤكدا ضرورة التوعية من مخاطر التطرّف.
واعتبرت الدكتورة آنا بيلين سواج، أستاذة العلوم السياسية في جامعة سوفولك الأمريكية أن "الإسلام السياسي هو عبارة عن تنظيم توتاليتاري شمولي لأنه يهدف للتحكم بكافة تفاصيل الحياة اليومية"، مضيفة أن "للجماعات الإسلامية أجندة سياسية واضحة قائمة على تفسير خاطئ للدين".
وأضافت أن جماعة الإخوان الإرهابية "تقف ضد المساواة في المجتمع"، مشددة على ضرورة عدم تخوين أغلبية المسلمين حول العالم وفي المجتمعات الأوروبية الذين يؤمنون بحقوق الإنسان.
وأشارت إلى أن الشخصيات التي تواجه التطرف مثل الدكتور جمال السويدي عبر كتاب السراب هم الأغلبية في المجتمعات المسلمة، وهم الحلفاء الحقيقيون لمواجهة خطر التطرف.
أما الكاتب السويدي لارس آبرغ، شدد على صعوبة الكتابة في موضوعات مرتبطة بهذا النوع من التطرف العقائدي، نظرا للتهديدات والخطر الذي يواجه الكتاب جراء تناولهم هذا الموضوع واتهامهم بمعاداة الإسلام.
وأشاد آبرغ بكتاب السراب، وقال إنه تجربة غنية مميزة تساعد المجتمعات الغربية بشكل خاص للتعرف على خطر الجماعات الإسلامية وأيديولوجياتها المتطرفة بطريقة علمية حديثة.
في المقابل، روت الكاتبة الكاتالونية ليلى كروش، أفضل كاتبة في إسبانيا (٢٠٠٤ ) تجربتها وشددت على أهمية الكتابة في مكافحة التطرف، وتوقفت عند الأسلوب العلمي السلس لكتاب السراب، والذي تعتقد أنه ساهم في انتشار الكتاب على صعيد عالمي.
وشدد محمد أحسيسن، سكرتير لجنة التواصل في الحزب الاشتراكي الكتالوني ورئيس مركز "يورو عرب" في برشلونة على أهمية هذه الندوة.
وأكد أن "الحرب الفكرية ضد التطرف لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية والأمنية، لا بل إن مواجهة المتطرفين فكريا هي أهم بكثير من مواجهتهم أمنيا، وذلك بعد التفشي الكبير للأفكار والأيديولوجيات المتطرفة في المجتمعات الأوروبية وعلى نطاق واسع وكبير".
وأكد رئيس مركز "يورو عرب" أن "اختيار كتاب السراب ليكون مثالا لمناقشته خلال الندوة جاء بتوصية من عدد من البرلمانيين والمسؤولين الأوروبيين، الذين أجمعوا على قيمته ككتاب عالمي مميز ومتميز في إطار مكافحة التطرف والإرهاب والمحافظة على القيم الإنسانية".