هدف خفض الانبعاثات.. ربما يحتاج العالم لتعديلات على موائد الطعام
يتسبب نظام الغذاء العالمي في إطلاق كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، ما يجعلنا في حاجة محلة لتنظيم الغذاء.
في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2022، وصل عدد سكان الكرة الأرضية رسميًا إلى 8 مليارات نسمة، وما زال يرتفع هذا العدد. وهذا يعني أنّ احتياجات الإنسان من الموارد، تزداد بمرور الوقت. من جانب آخر، أشارت دراسة، أجرتها مجموعة دولية، إلى أننا في حاجة للحد من نظام الغذاء العالمي، والذي يتسبب في ثُلث الانبعاثات. وخلص الباحثون إلى أنه ربما تكون تغيرات قائمة الطعام واحدة من أهم الخيارات لمعالجة مشكلة الاحتباس الحراري. ونُشرت الدراسة في دورية «نيتشر فود» (Nature Food) في 15 يونيو/حزيران من العام 2023.
انبعاثات غذائية
حلل الباحثون البيانات التي تربط بين الانبعاثات والمستهلكين بين عامي 2000-2019، وكشفوا أنه في عام 2019، وجدوا أنّ 5 بلدان مسؤولة عن 40% من انبعاثات الغذاء العالمي، وهم:
- الصين: 2 غيغا طن.
- الهند: 1.3 غيغا طن.
- إندونيسيا: 1.1 غيغا طن.
- البرازيل: 1 غيغا طن.
- الولايات المتحدة: 1 غيغا طن.
غذاء نباتي وحيواني
بالطبع هناك مشكلة في زيادة الانبعاثات نتيجة استهلاك البروتين الحيواني، خاصة وأنّ تربية الحيوانات تُطلق كميات كبيرة من غاز الميثان، ووجد الباحثون أنّ أكبر زيادة في الانبعاثات، تأتي من زيادة استهلاك لحوم الأبقار والألبان في الدول النامية، من ضمنها: الصين والهند، بينما انخفضت انبعاثات الفرد في البلدان المتقدمة والتي بها نسبة عالية من الأغذية المعتمدة على الحيوانات؛ فقد ساهمت لحوم الأبقار والألبان بنسبة 32 إلى 46% من الزيادات في الانبعاثات الحيوانية العالمية.
من جانب آخر، نجد أنّ استهلاك الأراضي الزراعية يتسبب في ثلث الانبعاثات العالمية من الغازات الدفيئة، وأنّ استهلاك الحبوب والمحاصيل الزيتية، مسؤول عن 43% من الانبعاثات النباتية، بينما يمثل الأرز أكثر من نصف الكمية العالمية الخاصة بالانبعاثات.
- الأزياء المستدامة.. خيار "دائري" على مسار العمل المناخي
- المياه الجوفية.. "آلية تأمين" لغذاء العالم وسط المناخ المتطرف
حركة تجارية مقلقة
هناك بعض الدول، تنتج الكثير من اللحوم والمنتجات الزراعية، التي تتسبب في الانبعاثات الدفيئة، مثل: أمريكا الشمالية وأستراليا وأمريكا اللاتينية واليابان والصين وغيرهم، لكن هناك بعض الدول التي تشجع على تقليل الإنتاج الزراعي الكثيف، لكنها من ناحية أخرى، تشجع الواردات للمنتجات الزراعية من بلدان أخرى، ما يُوحي بوجود حركة تجارية مقلقة، وتتسبب في زيادة الانبعاثات الدفيئة، ولا تحل الأزمة.
ويرى الباحثون أنه يجب تنظيم النظام الغذائي للإنسان عبر تنظيم الزراعة واستهلاك اللحوم، بصورة تقلل الانبعاثات ولا تزيدها، خاصة وأنه من المتوقع وصول عدد سكان الأرض إلى 9 مليارات نسمة بحلول منتصف القرن الحالي.
aXA6IDE4LjIyMS4yMzguMjA0IA== جزيرة ام اند امز