بعقلية إماراتية.. هيمنة إنجليزية ووصافة أوروبية في أروع مواسم السيتي
اختتم مانشستر سيتي موسما مميزا جديدا في مسيرته التي زينتها الألقاب خلال السنوات الأخيرة، بعدما حوله الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بلمسة سحرية إلى عملاق، وفتح آفاقا لم يكن يحلم بها "المواطنون"، بالوصول لوصافة البطولة الأوروبية الأعظم للأندية.
وفرض مانشستر سيتي كالعادة هيمنته المحلية على البطولات الإنجليزية، بعدما توج بلقب الدوري الإنجليزي للمرة السابعة في تاريخه والخامسة في حقبة البريميرليج، مسجلا العديد من الأرقام القياسية الجديدة في البطولة التي أضاف إليها لقب كأس الرابطة الذي توج به الشهر الماضي.
كما نال الفريق السماوي احترام الجميع خلال النسخة المنقضية من دوري أبطال أوروبا، بعدما وصل إلى نهائي البطولة لأول مرة في تاريخه بعد موسم صعب وشاق، محققا ما فشلت فيه أندية ذات تاريخ طويل في المسابقة على غرار ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين وليفربول الإنجليزي، وغيرها.
ورغم أن التوفيق لم يحالف السيتي لقنص لقبه الأول في البطولة، بعد الخسارة في القمة الإنجليزية أمام مواطنه تشيلسي بهدف دون رد (السبت)، فإن النتائج الرائعة التي قدمها الفريق طوال مشواره فيها جعلته في نظر الكثيرين الفريق الأجدر والأحق بالتتويج.
وقدم السيتي مستويات رائعة في النسخة المنقضية من دوري الأبطال، ووصل إلى المباراة النهائية دون تلقي أي هزيمة، حيث خاض 12 مباراة تمكن من الفوز بـ11 منها واكتسح منافسيه ذهابا وإيابا في الأدوار الإقصائية، وآخرهم باريس سان جيرمان الفرنسي وصيف النسخة الماضية من البطولة في نصف النهائي.
ورغم عدم التتويج فإن وجود الفريق السماوي في المباراة النهائية في ظل هذا الموسم الصعب، وضع قدمه على الطريق الصحيح نحو الظفر بلقبه الأول لاحقا، بعد رحلة بدأت قبل 13 عاما، وبالتحديد منذ بداية العهد الإماراتي في النادي، وتحول ملكيته إلى مجموعة أبوظبي للتنمية والاستثمار.
عهد ذهبي
مثل انتقال ملكية مانشستر سيتي إلى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في دولة الإمارات العربية المتحدة، نقطة مفصلية في تاريخ النادي الإنجليزي، بدأ بعدها السيتي عصرا ذهبيا في تاريخه بشهادة الملايين.
استفاد السيتي من تحول ملكيته إلى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الذي لم يبخل على النادي وعزز قوة الفريق الأول على وجه الخصوص، بجلب العديد من النجوم على مدار السنوات الماضية.
واستطاع السيتي أن يظفر بأول ألقابه في العهد الإماراتي مع نهاية موسم 2010-2011، بتتويجه بطلا لكأس الاتحاد الإنجليزي للمرة الخامسة في تاريخه.
ذلك اللقب الذي كان تمهيدا للحدث الأكبر، وهو انتزاع لقب البريميرليج الأول في تاريخ النادي بنهاية موسم 2011-2012 بسيناريو إعجازي تحت قيادة المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني.
الفوز بلقب الدوري الإنجليزي أنهى سنوات السيتي العجاف، التي تخللها غيابه عن منصات التتويج في الدوري الإنجليزي طيلة 44 عاما، لتنفك العقدة في العهد الإماراتي، ومن هنا بدأت ماكينة الألقاب في العمل باستمرار.
هيمنة سماوية
على الصعيد المحلي، نال السيتي منذ بداية الحقبة الإماراتية، 5 ألقاب للبريميرليج، منها لقبان في نسختين متتاليتين عامي 2018 و2019، وهو أول فريق ينجح في الحفاظ على لقبه على الإطلاق.
وعلى صعيد الكؤوس المحلية، تمكن السيتي من نيل 8 ألقاب بين كأسي الاتحاد ورابطة المحترفين، بالإضافة إلى الدرع الخيرية 3 مرات.
ورغم عدم النجاح في تزيين خزينة بطولاته بنيل اللقب الأوروبي، فقد نجح السيتزنز في الحصول على 16 لقبا بمختلف الأصعدة منذ بداية العهد الإماراتي قبل 13 عاما، وهو ما يتفوق على ما حققه النادي طوال تاريخه قبل هذا العهد والذي امتد إلى 114 عاما شهدت تتويجه بـ12 لقبا فقط.
خطوة نحو المجد
لم يكن المان سيتي مصنفا بين الكبار، لا في إنجلترا ولا في أوروبا قبل عام 2008، لكن الحلة الإماراتية التي اكتسى بها بعد ذلك التاريخ وضعته بين صفوة أندية القارة العجوز في لمح البصر.
تاريخ السيتي لم يكن شاهدا سوى على مشاركة وحيدة في دوري الأبطال من قبل، كانت عام 1968 في النسخة القديمة (الكأس الأوروبية)، حيث ودع الفريق البطولة حينها من الدور الأول.
وبعد انتقال ملكية النادي إلى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، بدأ السيتي يتحسس خطاه نحو المجد الأوروبي بداية من عام 2012، حيث كانت الخطوات الأولى متعثرة بخروجه المبكر من دور المجموعات.
وبعد تأهله للأدوار الإقصائية بعد ذلك، لم يكن المان سيتي قادرا على عبور العقبات التي واجهها في مرحلة خروج المغلوب، إلا أنه نجح لأول مرة في الوصول للمربع الذهبي بموسم 2015-2016 تحت قيادة التشيلي مانويل بيليجريني.
رغم ذلك، لم يستطع الفريق السماوي إكمال طريقه نحو النهائي، حيث توقف مشواره في البطولة بإقصائه على يد ريال مدريد الإسباني.
وبعد وصول جوارديولا، حاول الفريق أكثر من مرة دون جدوى حتى نجح هذا العام في الوصول مجددا إلى نصف النهائي، لكنه تمكن هذه المرة من تجاوز عقبة باريس سان جيرمان الفرنسي، ليتأهل للنهائي الأول في تاريخه.
ورغم عدم إتمام المحاولة الأولى في النهائي بنجاح، فإنها تبقى خطوة إيجابية على طريق التتويج، وخبرات يكتسبها اللاعبون من أجل العودة للمحاولة من جديد لاعتلاء منصة التتويج للمرة الأولى في تاريخ النادي، لتكون الكأس الأوروبية جوهرة التاج في اللوحة ذهبية التي بدأ النادي رسمها منذ عام 2008 بأياد إماراتية.
موسم استثنائي وأرقام قياسية
حقق مانشستر سيتي العديد من الأرقام القياسية خلال الموسم المنقضي، على صعيد بطولتي الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، جعلته ينضم إلى قائمة المواسم الاستثنائية في تاريخه.
ففي طريقه نحو التأهل التاريخي لنهائي البطولة القارية، حقق السيتي أطول سلسلة انتصارات متتالية على ملعبه في دوري الأبطال برصيد 7 انتصارات، محطما الرقم القياسي للفرق الإنجليزية في هذا الصدد، وهي مانشستر يونايتد (1965-1966) وليدز يونايتد (1969- 1970) وأرسنال (2006)، بواقع 6 انتصارات متتالية لكل منها.
كما حافظ الفريق السماوي على سجله خاليا من الهزائم في آخر 12 مباراة متتالية في دوري أبطال أوروبا، محققا 11 انتصارا بينها، ليحطم الرقم القياسي لجاره يونايتد في نسخة 2002-2003، حين فاز في 10 مباريات.
وعلى صعيد الدوري الإنجليزي، شهدت النسخة الحالية من البطولة تحقيق مانشستر سيتي عدة أرقام قياسية تاريخية، على رأسها أطول سلسلة انتصارات خارج الأرض في تاريخ المسابقة بواقع 11 مباراة، معادلا إنجازه في عام 2017.
كما أصبح السيتي أول فريق يحقق لقب الدوري الإنجليزي بعدما كان يحتل المرتبة الثامنة في فترة "الكريسماس".
كما بات السماوي أول فريق في تاريخ البريمييرليج يفوز في أول 13 مباراة متتالية من العام الميلادي، حيث بدأت تلك السلسلة بفوزه على تشيلسي (3-1) يوم 3 يناير/ كانون الثاني الماضي، واستمرت حتى انتصاره على ولفرهامبتون 4-1 في الثاني من مارس/ آذار.
وبالفوز في تلك المباراة، وصل مانشستر سيتي إلى 19 لقاء متتاليا دون خسارة في الدوري الإنجليزي، في أفضل سلسلة شهدتها البطولة خلال الموسم الحالي.
كما أن مانشستر سيتي هو الفريق الأكثر حصدا للنقاط على ملعبه في الدوري الإنجليزي هذا الموسم برصيد 41 نقطة، وهو كذلك الأكثر فوزا خارج أرضه بواقع 14 مباراة.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuMjQwIA== جزيرة ام اند امز