بمناورات نجدة وميناء خاص.. قطر تؤمن "نفوذ" إيران بالشرق الأوسط
في اليوم الثاني من الاجتماع الدبلوماسي الحدودي بين طهران والدوحة أقر قائد شرطة حرس الحدود الإيراني بتسهيلات يقدمها نظام الحمدين لبلاده
لا تزال قطر تتمسك بسياسات السير عكس التيار، ففي حين يشكل العالم قوة لردع "نفوذ" إيران بالمياه الدولية، تفتح الدوحة منفذاً جديداً لطهران لفرض سياسات الأمر الواقع.
وفيما اعتادت طهران وأذرعها الإرهابية المنتشرة بالشرق الأوسط استهداف السفن التجارية، وتحديداً ناقلات النفط؛ فتحت قطر حدودها البحرية لحرس الحدود الإيراني ليتحرك بشكل متحرر من أي قيود، بعد توقيع نظامي الحمدين وولاية الفقيه مذكرة تفاهم حدودية بينهما.
وتزايد التوتر بشكل كبير في المنطقة بعد استهداف طهران عددا من السفن وناقلات النفط؛ ما دفع واشنطن للإعداد لضربة عسكرية ضد أهداف إيرانية، غير أن الرئيس دونالد ترامب ألغاها في اللحظات الأخيرة.
ففي اليوم الثاني من الاجتماع الدبلوماسي الحدودي بين طهران والدوحة، أقر قاسم رضائي قائد شرطة حرس الحدود الإيراني بالتسهيلات التي يقدمها نظام الحمدين لبلاده، مشيراً إلى ما أسماه بـ"العلاقات المتأصلة والتعاون التاريخي والاقتصادي الجيد بينهما".
وتشترك إيران وقطر في 268 كيلومتراً كحدودٍ بحرية، اعتبرها رضائي تحظى بأهمية، ولا تخفي طهران توجهها لعقد مزيد من الاجتماعات والتعاون بين قادة حرس حدود البلدين لمتابعة البروتوكولات. ويمثل ذلك ضوء أخضر لمزيد من التوسع الإيراني بالمنطقة.
ومنذ قرار الدول الأربع الداعية لمواجهة الإرهاب، بقطع العلاقات مع قطر، سارع تنظيم الحمدين إلى عقد اتفاقيات مع نظام ولاية الفقيه، ضارباً بالأمن الإقليمي والخليجي عرض الحائط.
وعقد قادة حرس حدود الجانبين، اجتماعهم الـ15، والذي تدعي قطر بموجبه تقديم خدمات للتجار؛ إذ أسست الدوحة مرفأ خاصا للسفن الإيرانية لتقديم الخدمات التجارية، لكن في الحقيقة تحمل مثل تلك الاتفاقيات تسهيلات لطهران لتنفيذ مخططها في الخليج العربي.
وشهد الاجتماع الأخير، توقيع اتفاقيات حدودية بين إيران وقطر، حيث تم تثبيت نشاط الدوريات البحرية المتزامنة من قبل الجانبين، مع الاتفاق على التنسيق المشترك بين قادة حرس حدود البلدين كل 6 شهور أو بصورة طارئة إذا دعت الضرورة، وفقاً لما ذكره رضائي.
وفي شرعنة جديدة من قطر للدور الإيراني المهدد لأمن الملاحة البحرية الدولية، اتفقت الدوحة وطهران على إقامة مناورات ما تُسمى بـ "النجدة والإنقاذ البحري" في المنطقة.
ورغم أن العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران بدأت تؤتي ثمارها وذاق اقتصاد ولاية الفقيه مرارة الخسائر، منحت الدوحة لطهران "طوق نجاة تجاري" بالسماح لها بتمكين التجار الإيرانيين من التحرك بحرية كاملة في تلك المنطقة، وزيادة كميات المنتجات الاستهلاكية المستوردة إلى الحمدين.
كل ما سبق، أكد عليه عبدالعزيز المهندي رئيس إدارة أمن السواحل القطرية، حيث اعترف بإجراء "مباحثات بناءة وقيمة جدا" مع قائد حرس الحدود الإيرانية، زاعماً أنها ستكون تأثيراتها مشهودة في أمن المنطقة.
لكن أخطر ما في تصريح المسؤول القطري تأكيده التوصل مع إيران إلى صياغة لمكافحة الجرائم الحدودية، بما يعطي لطهران ضوء أخضر بمواصلة إرهابها للسفن التجارية باسم تلك الاتفاقية تحت مسمى "مكافحة الجريمة".
ولا يخفى على أحد أن قطر تعد حجر الزاوية في دعم وإنشاء تنظيم القاعدة، ويخطئ من يتصور أن هناك عداءً بين تنظيم القاعدة الإرهابي وبين النظام الإيراني وتنظيم الحمدين، فالعلاقة بينهم قديمة منذ أمد بعيد، حيث يتفقون في المصالح المشتركة، والخطط والأهداف.
وكانت وثائق ومواقف وشواهد قد فضحت هذه العلاقة، أبرزها ما كشف عن العلاقة بين أسامة بن لادن، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، وإيران وقيادات التنظيم، والتي بدأت في حقبة التسعينيات.