موريتانيا بأسبوع.. تثبيت فوز الغزواني وإحباط فتنة الإخوان
إعلان فوز الغزواني بالرئاسة رسميا والقبض على قيادي إخواني لتورطه في التحريض على العنف أبرز أحداث الأسبوع الموريتاني.
شهدت موريتانيا الأسبوع الماضي أحداثا كان أبرزها، إعلان المجلس الدستوري فوز محمد ولد الشيخ الغزواني برئاسة البلاد، وضبط القيادي الإخواني أحمد الوديعة، وعودة خدمة الإنترنت بعد انقطاع دام 10 أيام.
تثبيت فوز الغزواني
واستهل الأسبوع الموريتاني أحداثه السياسية، بإعلان المجلس الدستوري، الاثنين الماضي، فوز محمد ولد الشيخ محمد أحمد الشيخ الغزواني، برئاسة البلاد، رسمياً.
وأكد المجلس رفضه الطعون التي تقدم بها 3 من المرشحين للرئاسة قبل أيام "لعدم كفاية الأدلة المقدمة".
وبذلك يكون "الدستوري" قد أقر النتائج المحالة إليه، الأسبوع قبل الماضي، من اللجنة المستقلة للانتخابات، والمتعلقة بنتائج الاقتراع، الذي جرى يوم السبت 22 يونيو/حزيران الماضي.
ومن المقرر أن يباشر "الغزواني" مهامه الدستورية، فور انتهاء ولاية الرئيس الحالي محمد ولد عبدالعزيز، في 2 أغسطس/آب المقبل.
وكانت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا، أعلنت مساء الأحد الـ23 يونيو/حزيران الجاري، فوز "الغزواني" بحصوله على أكثر من 52% من الأصوات.
وقالت اللجنة: "إن الغزاوني انتخب رئيسا للجمهورية بحصوله على 52,01% من الأصوات، متقدماً بفارق كبير على أقرب منافسيه المرشّح المعارض بيرام ولد الداه أعبيدي (18,58%)". وبعد إعلان فوز "الغزواني" رسميا برئاسة موريتانيا، توالت رسائل التهنئة من مختلف رؤساء دول العالم والمنظمات الإقليمية والدولية.
وأجمعت رسائل التهنئة للرئيس المنتخب على الإشادة بالتجربة الديمقراطية التي شهدتها موريتانيا والتناوب السلمي على السلطة في البلاد.
سقوط قيادي إخواني
وعلى الصعيد الأمني، ألقت قوات الأمن الموريتانية القبض على القيادي الإخواني، أحمد الوديعة، الأربعاء الماضي، لتورطه في الأحداث التخريبية الأخيرة التي شهدتها البلاد عقب إجراء الانتخابات الرئاسية.
والوديعة الذي يعمل صحفيا، من أبرز قادة الإخوان في موريتانيا، وهو يشغل عضو المكتب التنفيذي لحزب الجماعة "تواصل"، وعرف عنه مواقفه المثيرة للجدل والصراعات العرقية في البلاد، ونشاطه في منظمات تشجع خطاب التطرف والتفرقة العنصرية والكراهية.
وأثار الوديعة مؤخرا جدلا في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تدوينة في "فيسبوك" اعتبرت محرضة على العنف، عندما دعا نشطاء المعارضة إلى عدم الاكتفاء "بتوثيق ما وصفه بالتزوير، داعيا إلى ما وصفها بـ"مقاومته ومنعه بكل السبل"، على حد تعبيره.
وشدد وزير الداخلية الموريتاني أحمد ولد عبدالله، خلال مؤتمر صحفي، الثلاثاء، على أن الوضع في البلاد تحت السيطرة، وأن موريتانيا ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه زعزعة أمنها واستقرارها.
الكاتب والباحث السياسي الموريتاني المهدي محيي الدين اعتبر أن تاريخ الوديعة حافل بالتحريض على العنف والترويج لكل ما يهدد النسيج الاجتماعي.
وأضاف، في تدوينة عبر حسابه الشخصي على موقع "فيسبوك"، "أن القيادي الإخواني المعتقل ظل دائما يبحث عن فرصة الإجهاز على المخالفين السياسيين بأية وسيلة".
بدورها، توقفت الكاتبة والإعلامية الموريتانية السالمة الشيخ الولي عند ما وصفته بالدور التخريبي للقيادي الإخواني المعتقل، معتبرة "تمترس السياسيين وراء لقب صحفي لتمرير خطاب عنصري لم يعد مقبولا"، في إشارة إلى استغلال الإخوان لحرية العمل السياسي والإعلامي لضرب الأمن في البلاد.
وأشارت السالمة، في تدوينة عبر حسابها على "فيسبوك"، إلى أن عضو المكتب التنفيذي لحزب الإخوان (الوديعة) ظل دوما يتحدث بخطاب عنصري مقيت، ويحرض على السلم الأهلي.
واعتبرت الكاتبة السالمة، "أن الإخوان يحضرون أفرادهم للتطاول على المؤسسة الأمنية، ويقفون دائما ضد نفاذ القانون، ومع ذلك يحدثونك عن الديمقراطية والدولة المدنية".
بدوره، طالب الكاتب والمحلل السياسي حمادي الطالب السلطات الموريتانية بإنزال أشد عقوبة في حق الذين تورطوا في أحداث العنف الأخيرة، سواء كان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، في إشارة إلى تحريض قادة الإخوان على ارتكاب هذه الأعمال.
وأوضح حمادي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن الأمن القومي لكل بلد يجب أن يكون خطا أحمر، معتبرا أن أذناب الإخوان دائما يحرضون على الكراهية والتفرقة العنصرية".
وأشار إلى ضرورة محاسبة المتورطين كافة في هذه الأعمال التحريضية على العبث بوحدة البلد، والكشف عما وصفها بالمخططات الخبيثة، ومن يقف وراءها، سواء كانت تشكيلات سياسية أو جماعات عرقية.
عودة الإنترنت
وشهدت موريتانيا، الأربعاء الماضي، عودة خدمات الإنترنت بعد انقطاع دام 10 أيام منذ قطعها في 23 يونيو/حزيران الماضي، على خلفية أحداث العنف التي تلت عمليات الاقتراع.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية أوضح، في مؤتمر صحفي، الخميس الماضي، أن "ضمان أمن البلاد واستقرارها أكثر أولوية لدى الحكومة من أي اعتبارات أخرى"، وذلك في رده على سؤال حول أسباب قطع الخدمة.
الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني حبيب الله ولد أحمد، اعتبر أن قطع السلطات لخدمة الإنترنت بالتزامن مع الأحداث الأخيرة، كان "خطوة في الوقت المناسب".
وأشار إلى أن السلطات قطعت بذلك ما وصفه "برأس الأفعى وفتنة لا تبقى ولا تذر كانت تهدد البلاد" على حد تعبيره.
وقال ولد أحمد، في تدوينة عبر حسابه على موقع "فيسبوك"، إن موريتانيا دولة مستقلة تحترم الأجانب وتقدرهم وتكفل حقوقهم، لكن وبنفس القدر تتعامل معهم بصرامة وحزم إذا حاولوا المساس بأمنها وسلامة شعبها"، في إشارة إلى تورط جنسيات أجنبية في أعمال العنف الأخيرة.
ومن ضمن الأحداث التي شهدتها البلاد، مغادرة وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى النيجر، الإثنين الماضي، للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية لقمة الاتحاد الإفريقي الاستثنائية بالعاصمة "نيامي" في السابع من يوليو/تموز الجاري.
وتناقش القمة تقارير عدة، أبرزها تقرير اللجنة الوزارية للترشيحات الأفريقية في المنظومة الدولية، وانتخابات أعضاء المجلس الاستشاري للاتحاد الإفريقي لمكافحة الفساد، وتقرير ممثل الاتحاد الإفريقي رفيع المستوى المعني بتمويل الاتحاد.
اكتشاف حقل للغاز
وعلى الصعيد الاقتصادي، أعلنت شركة "كوسموس إنرجي" الأمريكية، الإثنين الماضي، عن اكتشاف كميات جديدة من الغاز الطبيعي عالي الجودة داخل الحيز الجغرافي لبئر "السلحفاة أحميم- الكبير"، الواقع على الحدود البحرية بين موريتانيا والسنغال، في عمق المحيط الأطلسي.
وذكرت الشركة، في بيان، أن بئرا جديدة تم حفرها على خط الساحل الشرقي داخل منطقة تطوير الوحدة الكبرى في حقل "السلحفاة أحميم- الكبير"، مؤكدة أن عملية الحفر مكنت من الوصول إلى خزان عمقه 30 مترا من الغاز الصافي وعالي الجودة.
وأضافت الشركة، "أن هذا الاكتشاف يؤكد توقعاتها بخصوص هذا الحقل، وأنه يسير في الطريق الصحيح نحو توصيل أول كمية من الغاز في النصف الأول من عام 2022".
ووصف رئيس مجلس إدارة الشركة، أندرو إنجليس المشروع، بأنه "مشروع عالمي".
وتستغل إنرجي كوسموس بالشراكة مع شركة بريتش بتروليوم البريطانية حقل «السلحفاة – آحميم» للغاز الطبيعي، الواقع في عمق المحيط الأطلسي والمشترك بين موريتانيا والسنغال، ويحوي أكبر احتياطي للغاز في إفريقيا.
وستبدأ الأنشطة الفعلية لاستغلال المشروع، عام 2020 حيث سيبدأ تشييد الحاجز أولًا بوضع الحجارة القادمة من موريتانيا، وفوقها سيتم وضع الخرسانة الإسمنتية التي سيتم جلبها من العاصمة السنغالية دكار.
ويقدر احتياطات حقل "السلحفاة – آحميم" بـ450 مليار متر مكعب، مما يجعل منه أكبر حقول الغاز في غرب أفريقيا، حيث يمتد على مساحة 120 كيلومترا مربعا على الحدود البحرية المشتركة بين البلدين.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjI0NiA=
جزيرة ام اند امز