خبراء: الحوار الوطني بموريتانيا يمهد لحكومة ائتلافية
الحوار الوطني الذي أطلقته السلطات الموريتانية 9 يوليو/تموز الجاري مع الأطراف السياسية في البلاد يمهد لحكومة ائتلافية موسعة
قال خبراء سياسيون موريتانيون إن الحوار الوطني الذي أطلقته السلطات الموريتانية 9 يوليو/تموز الجاري يمهد الطريق أمام تشكيل حكومة ائتلافية بعد تنصيب الرئيس المنتخب محمد ولد الغزاوني الشهر المقبل.
- موريتانيا بأسبوع.. حوار وطني يكسر الجمود وتصدعات بصفوف الإخوان
- حوار وطني في موريتانيا يمهد لولاية "هادئة" للغزواني
وأشاروا في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" إلى أن الاستجابة السريعة للأطراف السياسية للمشاركة في الحوار الوطني تمثل قاعدة أساسية للاتفاق على شكل المرحلة المقبلة والأدوار التي يجب أن تلعبها كل من المعارضة والأغلبية بعيدا عن حالة التأزم والانسداد السياسي.
ورحب تحالف "العيش المشترك" الذي يتزعمه المرشح السابق "حاميدو بابا" بإجراءات الحكومة الموريتانية الأخيرة الرامية إلى نزع فتيل الأزمة التي أعقبت نشر نتائج الانتخابات الرئاسية في 22 يونيو/حزيران الماضي والتي فاز فيها مرشح الأغلبية محمد ولد الشيخ الغزواني بحصوله على 52.01% من الأصوات.
وكشف القيادي في حملة المرشح "حاميدو بابا" محمد محمود الطلبة في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" لقاءً مرتقبا خلال الأسبوع المقبل بين المرشح المعارض "حاميدو بابا" والرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني بدعوة من الأخيرة، مشيرا إلى أن ذلك قد يكون بداية لاتفاق مع السلطات.
وثمَّن الطلبة خطوات الحكومة الأخيرة المتمثلة في الإفراج عن السجناء الموقوفين على خلفية الانتخابات الرئاسية، وسحب المظاهر الأمنية من بعض مناطق وأحياء العاصمة والمدن الكبيرة.
وأشار إلى أنهم كسياسيين يرحبون دائما بالحوار والمشاورات السياسية واستجابة الحكومة لشروط التحالف.
من جهته كشف المرشح المعارض بيرام الداه أعبيد، في تصريحات صحفية، استمرار الاتصالات مع الأغلبية الحاكمة التي كانت قد بدأها الأسبوع الماضي.
وأكد أن استجابته للحوار الوطني تتأسس على ما وصفها برؤية واضحة له كسياسي عليه أن يلعب دوره في بناء بلاده وتحقيق تطلعات الشعب الموريتاني.
حكومة ائتلافية
من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي الحسن البمباري والناشط المقرب من المرشح بيرام أن الحوار الجاري بين الأغلبية الحاكمة والمرشح المعارض اعتراف بمكانة هذه الشخصية المعارضة التي أفرزتها الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وأوضح البمباري في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن مبادرة الحوار التي أطلقها المرشح بيرام واستجابت لها الأغلبية الحاكمة ترجح سير الرئيس المنتخب نحو ما وصفها بحكومة موسعة تشمل أغلبية الطيف المعارضة وعلى رأسهم المرشح بيرام وحزبه "الصواب" بالإضافة إلى المرشح "حاميدو بابا" وحزب "التكتل" المعارض.
واعتبر أن ذلك يناسب "سياسية الأيدي الممدودة نحو الجميع" التي عبر عنها الرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني في أكثر من مناسبة".
وأوضح البمباري أن الظروف السياسية حاليا مهيئة الآن لمثل هذه الشراكة والدخول في توافق وطني في ظل تركيبة المشهد السياسي الجديدة وهزيمة المعارضة التقليدية التي كانت ترفض دائما دعوات الحوار مع الأغلبية التي حصلت فقط على 2%.
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد ولد بداها الناشط في الأغلبية الداعمة للرئيس المنتخب إن الحوار الوطني ضروري لتطوير الممارسة السياسية في البلاد.
وأشار في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" إلى أن القوى السياسية ضيعت في السابق الكثير من الوقت في القطيعة والتجافي، على حد وصفه.
أما الكاتب أحمد ولد بداها فيرى أن الرئيس المنتخب مهتم جدا بـ"تلطيف الأجواء السياسية وتبني الحوار والتشاور منهجا للتعاطي مع مختلف القوى الفاعلة"، وبالتالي فمن المفهوم أن تبدأ إجراءات تطبيع الساحة السياسية مع الإعلان عن نجاحه.
وتوقع ولد بداها أن تلتقي القوى السياسية حول طاولة الحوار الوطني، معتبرا أن نتائجه وما إذا كان سيفضي لحكومة وفاق وطني أم مكاسب سياسية أخرى فهو أمر سابق لأوانه حتى الآن.
تفاهمات سياسية
وتوقع الكاتب والمحلل السياسي والوزير السابق محمد ولد أمين أن تكون موريتانيا في مرحلة الرئيس المنتخب مقبلة على إجراءات للتفاهم بين الأقطاب السياسية الكبرى.
وأشار ولد أمين في تدوينه عبر حسابه على "فيسبوك" إلى أن تكليف شخصية معارضة مثل المرشح المعارض بيرام الداه أعبيد بقيادة حكومة موسعة يصب في مصلحة البلاد.
وقال إن دخول المعارض بيرام ورفاقه "المطبخ السياسي" هو أمر جلل سيلقي بظلاله إيجابيا على مستقبل موريتانيا، على حد تعبيره.
وأوضح ولد أمين أن التيار الفكري الذي يقوده بيرام هو تيار حداثي مستنير يحمل قيم العصر من مساواة وإنسانية وليس الجيل المنكفئ المتحسر على ماضي الظلمات، داعيا لتشجيع كل توجه حداثي وعزل الإخوان.
وعبَّر ولد أمين عن ثقته بأن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني سيستعين بكل أبناء موريتانيا ويتفرغ "للنهضة وتنفيذ برنامجه".
انطلاق الحوار الوطني
وكانت السلطات الموريتانية عقدت 9 يوليو/تموز الجاري أول لقاء لها مع المعارضة للتحضير لحوار وطني من أجل إنهاء "الأزمة" التي دخلت فيها البلاد بعد الانتخابات الرئاسية.
وقال رئيس الاتحاد الحاكم في موريتانيا سيدي عالي محمد خونا إنه جرى اتفاق بين الطرفين على تشكيل لجنتين لتقريب وجهات النظر في بعض الأمور الخلافية وحل الأزمات العالقة.
من جانبه ثمّن المعارض والناشط الحقوقي بيرام ولد أعبيد استجابة النظام للحوار والتفاعل معه لحل الأزمة الراهنة بالطرق السليمة، مؤكدا أن اللقاء تطرق للعلاقة التي يجب أن تكون بين الطرفين وكيفية تنقية الأجواء وتبادل الآراء الممكنة لحل المشاكل العالقة.
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA==
جزيرة ام اند امز