كيف اتخذت ماي قرار أول عملية عسكرية لها في المنصب؟
رئيسة الوزراء البريطانية اتخذت قرار المشاركة في الضربة على سوريا عقب مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي ماكرون مساء الجمعة الماضي.
أن تشن غارات صاروخية على دولة أخرى ليس بالقرار السهل على المسؤولين، ما دفع بصحيفة (الجارديان) البريطانية إلى تسليط الضوء على الساعات القليلة السابقة لإصدار رئيسة الوزراء تيريزا ماي قرار مشاركة بلادها في شن غارات صاروخية على سوريا إلى جانب كل من الولايات المتحدة وفرنسا؛ رداً على تقارير الهجوم الكيماوي في مدينة دوما.
وذكرت الصحيفة أن التوصل إلى نتيجة مفادها أنه سيتم تنفيذ الغارات الجوية تم التوصل إليه خلال أيام عديدة من النشاط الدبلوماسي المكثف بين لندن وواشنطن وباريس.
وأشارت إلى أن الحكومات الثلاث ووكالاتها الاستخباراتية والعسكرية، عملت خلال عدة ليالٍ للاتفاق على كيفية الرد على قتل 75 شخصاً – منهم أطفال – في هجوم كيماوي واضح في دوما.
وأوضحت الصحيفة أن حكومة ماي أيدت، الخميس الماضي، بالإجماع مبدأ الغارات الجوية، ولكنه لا تزال هناك قرارات حاسمة يتعين اتخاذها حول الطبيعة الدقيقة للغارات وهدفها وحجمها وتوقيتها.
ووفقاً لشخصيات بارزة في داوننج ستريت، تم اتخاذ القرار وتحديد الجدول الزمني بعد مكالمة هاتفية بين ماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ذلك نحو الساعة السابعة مساء الجمعة الماضي.
وقبيل منتصف ليل الجمعة، بدأت ماي – التي كانت في مقر إقامتها الريفي بقصر تشيكرز – سلسلة من المكالمات الهاتفية لقادة سياسيين بريطانيين، لتحذيرهم مما كان على وشك أن ينكشف.
وبقيت ماي مستيقظة حتى تمكّن مسؤولو الجيش من إخبارها بأن الغارات الجوية حققت أهدافها ونجحت المهمة، ثم قامت لتسجيل بيانًا تمت إذاعته في وقت لاحق على التلفزيون للأمة.
ونحو السادسة صباحاً عادت هي وزوجها فيليب من تشيكرز إلى داوننج ستريت، حيث حصلت على إحاطة من كبار المستشارين العسكريين حول العمليات والأضرار التي سببتها.
ومن المقرر أن تخاطب ماي البرلمان غداً الإثنين، لتخبر النواب أسباب أهمية هذه الغارات وتستقبل أسئلتهم، وحينئذ فقط ستتمكن من التقييم الكامل للآثار السياسية المحتملة لأول عملية عسكرية لها بوصفها رئيسة للوزراء.