آليات تنشيط الاقتصاد على طاولة ملتقى الاستثمار السنوي بدبي في مارس

ملتقى الاستثمار السنوي 2020 يقام خلال الفترة من 24 إلى 26 مارس المقبل بمركز دبي التجاري العالمي تحت شعار "الاستثمار من أجل المستقبل"
يسلط ملتقى الاستثمار السنوي 2020، منصة الاستثمار الرائدة عالمياً، الذي تنظمه وزارة الاقتصاد الإماراتية، مزيداً من الضوء على المشهد الاستثماري العالمي وضرورة تطوير آليات لتنشيط وتحفيز الاستثمار وصياغة سياسات استثمارية مبتكرة تسهم في تسهيل تدفق رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية المباشرة بين دول العالم.
وذلك لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، لا سيما في ظل تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر عالمياً، تحت وطأة تنامي مخاطر الاقتصاد العالمي وتصاعد النزعات الحمائية والتوترات التجارية العالمية.
ويسعى الملتقى بدورته العاشرة التي تقام خلال الفترة من 24 إلى 26 مارس/آذار المقبل، في مركز دبي التجاري العالمي، تحت شعار "الاستثمار من أجل المستقبل.. استشراف سياسات الاستثمار العالمية"، إلى رسم خارطة طريق نحو اقتصاد عالمي أكثر مرونة وتقدماً.
وذلك من خلال ربط فرص الاستثمار الأجنبي المباشر بالاقتصادات الناشئة لتعزيز النمو الاقتصادي العالمي والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقال عبدالله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية في الإمارات: "يهدف ملتقى الاستثمار السنوي 2020 إلى توفير منصة عالمية تجمع تحت مظلتها نخبة بارزة من المسؤولين الحكوميين وصناع القرار وأقطاب الصناعة والخبراء الاقتصاديين وكبار المستثمرين المحليين والعالميين، بهدف تبادل المعرفة والخبرات ومواكبة أحدث الاتجاهات وأفضل الممارسات في مجال الاستثمار".
وتابع: "وذلك بهدف استشراف سياسات استثمارية مبتكرة وإيجاد آليات عمل ديناميكية فاعلة للتعامل مع التحديات الاقتصادية العالمية في ظل تراجع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر على الصعيد العالمي للعام الثالث على التوالي".
وأشار آل صالح إلى أن الملتقى يضم مجموعة متنوعة من الحلقات النقاشية التفاعلية والاجتماعات والفعاليات الاقتصادية التي يشارك فيها عدد من كبار المتحدثين وخبراء الاستثمار للعمل معاً للخروج بحلول محددة وصياغة سياسات استثمارية فاعلة لمواجهة التحديات العالمية.
وتابع: "كما تسهم هذه الحلول في خلق مصادر جديدة للاستثمار وتوجيه مزيد من رؤوس الأموال والاستثمارات في الاقتصاد العالمي، ما يؤدي بالتالي إلى تحقيق النمو المستدام".
وتعليقاً على المشهد العالمي للاستثمار الأجنبي المباشر، قال آل صالح: "يجب على مجتمع الأعمال الدولي وصانعي السياسات العمل معاً لوضع استراتيجيات مبتكرة تساعد في ضخ مزيد من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الاقتصادات العالمية".
وتابع: "هذه مسألة ذات أهمية كبيرة، لا سيما في ضوء انخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، وفقاً لتقرير الاستثمار العالمي السنوي الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، الذي يشير إلى انخفاض التدفقات الاستثمارية من 1.5 تريليون دولار في عام 2017 إلى 1.3 تريليون دولار في عام 2018، وهو ما يمثل تراجعاً جديداً ظل يتواتر في السنوات الثلاث الأخيرة".
وأكد آل صالح ضرورة التصدي للتحديات العالمية الملحة، لافتاً إلى أنه في ظل استمرار العوامل الجيوسياسية والتوترات التجارية والتحول العالمي نحو سياسات أكثر حمائية، ستتأثر مما لا شك فيه تدفقات الأموال المستثمرة خلال وبعد العام الجاري.
وأشار تقرير الاستثمار الأجنبي المباشر لعام 2019 الصادر من (الأونكتاد)، إلى أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى البلدان النامية حافظت على مستويات مستقرة، مسجلةً نمواً بنسبة 2%.
وقد أدى ذلك إلى زيادة حصة الاقتصادات النامية في تدفقات الاستثمارات العالمية إلى نحو 54%، ما جعلها في صدارة العالم من حيث جذب هذه الاستثمارات، وقد جاءت هذه الزيادة في حصة الاقتصاديات النامية على حساب تدفق الاستثمارات إلى الاقتصاديات المتقدمة، في حين ارتفعت التدفقات إلى آسيا النامية، بنسبة 4% التي تعدّ أكبر متلقٍ لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.
وأضاف آل صالح: "على الرغم من التراجع العالمي في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، حافظت الإمارات على مركز الصدارة عربياً بفضل رؤية قيادتنا الحكيمة وتبني الدولة لسياسات اقتصادية متطورة، حيث ارتفعت تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى دولة الإمارات إلى 10.4 مليار دولار في عام 2018".
وتابع: " الإمارات حلت في المرتبة الأولى عربياً والـ27 عالمياً، من حيث قدرتها على جذب واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، لتتصدر المنطقة العربية مستحوذة على 36% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة إلى الدول العربية، وفي المرتبة الثانية على مستوى منطقة غرب آسيا مستحوذة على 33.4% من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى هذه المنطقة".
وقال وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية إن دولة الإمارات تتمتع بمناخ اقتصادي منفتح وبيئة عمل جاذبة، مدعومة ببنية تحتية قوية وبنية تشريعية وتكنولوجية متطورة، فضلاً عن الجهود الحكومية المتواصلة لتطوير مبادرات نوعية لتعزيز الكفاءة الاقتصادية والمالية، وتنشيط الاستثمار، وتحفيز الإنتاج المحلي، وتطوير القدرة التنافسية، وذلك لضمان المحافظة على المكانة المرموقة التي تتبوأها الدولة على خارطة الاستثمار العالمي.
وأشار آل صالح في هذا الصدد إلى قانون الاستثمار الأجنبي المباشر الصادر نهاية 2018، وما أحدثه من تحول في نظام الملكية للمستثمر الأجنبي من خلال السماح للأجانب بالتملك بنسب تصل إلى 100%، وذلك في نحو 122 نشاطاً اقتصادياً في 13 قطاعاً تشمل الطاقة المتجددة، والفضاء، والزراعة، والتصنيع، والنقل، والرعاية الصحية، والخدمات اللوجستية، والضيافة، والخدمات الغذائية، والتجارة الدولية، والفن، والتعليم والترفيه، وغيرها.
وأكد أن هذا القانون يهدف إلى تحرير وتعزيز بيئة الاستثمار وأنه يشكل خطوة حاسمة في تطوير قطاعات وصناعات جديدة، وقال إن الهدف الرئيسي لسياساتنا الجديدة هو فتح وتوسيع القطاعات الاقتصادية، واستقطاب مستثمرين جدد، وتعزيز القدرة التنافسية العالمية لاقتصادنا الوطني.
وقال: "بفضل قيادتنا الحكيمة وسياساتنا المتطورة، تحتل دولة الإمارات المرتبة 16 من بين 190 دولة في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال لعام 2020 الذي نشره البنك الدولي".
ويضم ملتقى الاستثمار السنوي 2020 تحت مظلته حزمة من الفعاليات المتنوعة التي تشمل الحلقات النقاشية والمؤتمرات والمعارض وورش العمل والمسابقات، التي تهدف إلى تمكين المشاركين وأصحاب المصلحة من الاستفادة من المميزات التي يوفرها الحدث عبر ستة محاور رئيسية.
وهذه المحاور هي؛ الاستثمار الأجنبي المباشر، والشركات الناشئة، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومدن المستقبل والمحافظ الاستثمارية الأجنبية، بالإضافة إلى مبادرة حزام واحد.. طريق واحد، التي يشارك فيها نخبة من قادة الأعمال وصناع القرار والأكاديميون وخبراء الاستثمار من جميع أنحاء العالم، بغية استشراف مسارات وفرص جديدة للاستثمار تسهم في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام في العالم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA== جزيرة ام اند امز