في العالم ١١٨٠٠ قناة فضائية تلفزيونية مفتوحة و٤٤ ألف إذاعة ومليار موقع وصفحة إنترنت و٣ مليارات مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي
في العالم ١١٨٠٠ قناة فضائية تلفزيونية مفتوحة و٤٤ ألف إذاعة ومليار موقع وصفحة إنترنت، و٣ مليارات مستخدم لوسائل التواصل الإجتماعي، و ٣ مليارات مستخدم للهاتف النقال منها ٢ مليار هاتف ذكي.
هذا السلاح في متناول الجميع، وكلنا يعلم أن للإعلام دورًا كبيرًا، وهو سلاح ذو حدين إما أن يكون سلاحاً للبناء والتنمية والثقافة وبث روح التفاؤل والأمل ونشر الحب وقيم والتسامح؛ وإما أن يكون سلاحاً مدمّرًا للبشرية.
الحرب في القرن ٢١ حرب إعلامية إلكترونية مدمرة، دمرت الكثير من الدول، ومثال على ذلك الدول التي قامت بها ثورات "الربيع العبري"، حيث قامت الثورات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي في الحشد والتحريض وتوجيه الرأي العام، والحرب النفسية وتفكيك الجبهة الداخلية .. وكلها ترتبط مع بعضها وكانت هي أكثر فتكاً ودمارًا.
كان هذا السلاح سلاحاً خطيرًا ومدمرًا؛ حيث كانت خلفه دول أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وتركيا وإيران وقطر عبر تجنيد الآلاف لهذا العمل.
لقد كان الصراع شديداً عبر شبكات الإنترنت، واشتمل الهجوم على دول الربيع العبري و كان هجوماً سياسياً كاسحاً على المعلومات، من خلال حرب معلومات مضللة وأكاذيب وافتراءات وحرب نفسية وتكتيكات وخطط وتدمير الجبهة الداخلية.
معلومات، أخبار كاذبة وتحاليل سياسية مغلوطة، من شتى المواقع والمصادر والقنوات الإعلامية المشبوهة، وفي المقابل أين الإعلام الذي يقوم بصناعة الوعي الفردي والجماهيري من خلال إدراك الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعامل معها؟
هذا السلاح الإعلامي الإلكتروني الخطير فرض وجوده وأصبح مؤثرًا، ولعب دورًا لا يمكن إغفاله في الأزمة الخليجية العربية من خلال محور الشر قطر وتركيا وإيران.
حيث اعتمدت دول محور الشر على فيروسات بشرية مدمرة وذباب إلكتروني منتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتشويه الحقائق وإثارة الأحداث وخلط السم بالعسل والحق بالباطل.
وهذا ما جعل المواطن العربي يضيع وتضيع بوصلته الصحيحة للأحداث الجارية على الساحة الخليجية والعربية.
كما نعلم أن الحرب في اليمن حرب الحسم والعزم وإعادة الأمل التي هدفها تطهير اليمن من ميلشيات الحوثي الذين هم يحاربون بالوكالة عن إيران، والحقيقة أن دول التحالف العربي تطهر اليمن من الحرس الثوري الإيراني، ومن قطر التي تساهم بشكل كبير بدعم الحوثيين بالأسلحة لاستمرار الحرب.
لاشك أن الإعلام المعادي نقل صورة غير حقيقية عما يجري في اليمن خاصة في تحرير الحديدة، وفي جزيرة سقطرى وهنا ضاعت البوصلة عند الكثيرين.
وهنا يأتي دور الإعلام لإبراز الحقائق وتوثيقها ونشرها على مدار الساعة عبر القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي ليرى الناس الحقيقة دون تزييف.
لجان إلكترونية شكلتها قطر وإيران وتركيا وإسرائيل لشن صراعات في دول المقاطعة، وخلق أزمات سياسية بين الدول خاصة في الأزمة الخليجية القطرية وآخرها هاشتاق (ارحل يا سيسي) الصادر من إسرائيل.
بعد رفض مصر لصفقة القرن حتى بعد تعديلها ونشرت هذا الهاشتاق قناة الجزيرة وروّجتها قنوات الفتنة ومواقع جماعة الإخوان الإرهابية.
حجم التضليل والخداع الذي واكب الأزمة الخليجية القطرية وأحداث الربيع العبري لايعد ولا يُحصى، وتم الترويج لأكاذيب وافتراءات من جهة، ومتلقون مستعدون لقبول هذا التوجه الإعلامي.
معلومات، أخبار كاذبة وتحاليل سياسية مغلوطة، من شتى المواقع والمصادر والقنوات الإعلامية المشبوهة، وفي المقابل أين الإعلام الذي يقوم بصناعة الوعي الفردي والجماهيري من خلال إدراك الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعامل معها؟
الإعلام صناعة سياسية وثقافية خطيرة لذا قامت وزارتا الدفاع والداخلية في كثير من الدول بإنشاء إدارة متخصصة بحرب المعلومات هذه الإدارة تقوم بنشر الأخبار المضادة، ومواجهة الأخبار الكاذبة والافتراءات التي تروّجها الدول المعادية والتنظيمات الإرهابية.
ونرى بعض الدول مثل أمريكا لديها في البنتاغون إدارة التضليل الإستراتيجي، أما روسيا فقد أنشأت قسماً إعلامياً تابعاً لرئيس الأركان لمواجهة المعلومات المضللة والمغلوطة والتصدي لها.
إن التنظيمات الإرهابية هي الأكثر استغلالاً لوسائل التواصل الاجتماعي، فهي أنشأت مواقع للتجنيد والتضليل والدعاية واجتذاب اتباع جدد.
الإعلام الصحيح عليه إدراك أهمية المعلومة ومصادرها وكل ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية وفلترة كل ماتبثه، وللعلم فإن كل أجهزة المخابرات المعادية لأمتنا العربية والإسلامية تعتمد بشكل كبير على الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي
في ضخ ونشر معلومات وسيناريوهات وحروب نفسية وأخبار كاذبة تهدف إلى تهميش شخصيات مهمة، ورفع شخصيات تافهة لا وجود لها، وفجأة ظهرت كفقاعات فارغة على الساحة الإعلامية وما أكثرهم هذه الأيام، لإشاعة قيم لتدمير الوطن العربي تحت عنوان الديمقراطية والحريات والرأي الآخر، وكلها شعارات تضليل وأكاذيب.
لذا على أمتنا العربية بأكملها أن يكون لديها إعلام متكامل قوي يمتاز بالتأثير والمصداقية؛ فالإعلام ليس مهنة من لا مهنة له، الإعلام السلاح الفتاك الخطير.
هل وصلت الرسالة ؟؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة