شواطئ المتوسط تستقبل «كرات نبتون».. والسر ما زال مجهولاً

على الشواطئ المتوسطية، انتشرت ظاهرة غريبة، وهي كرات صغيرة، تُعرف باسم "كرات نبتون".
بالرغم من الاسم، فإن هذه الكرات، التي يكون بعضها شبه كروي تماماً، والبعض الآخر يشبه كرة الرجبي، ليس لها أي علاقة بالكوكب الثامن، إلا أنها سُمّيت على اسم إله البحر الروماني، رمز السيطرة على الرياح والعواصف.
وأظهرت الأبحاث الإسبانية أن هذه الكرات تتكون من أعشاب بحرية تُدعى بوسيدونيا أوشيانيكا، والمعروفة باسم عشب نبتون. تنمو هذه الأعشاب على قاع البحر، وعندما تتساقط أوراقها، تتجمع لتكوّن كرات تشبه "كرات القطن تحت الماء"، وأثناء تكوّنها، تلتقط هذه الكرات قطع البلاستيك المختلفة، بما في ذلك أغطية الزجاجات، أكياس التسوق، الخيوط، وحتى المناديل الصحية والمفارش المبللة، لتُغسل لاحقاً على الشواطئ.
ووفقاً للبروفيسورة آنا سانشيز-فيدال من جامعة برشلونة، فإن شكل هذه الكرات يجعلها فعالة في التقاط البلاستيك من المياه الساحلية، بما في ذلك الجزيئات الدقيقة التي لا تُرى بالعين المجردة. وقد أظهرت دراستها المنشورة عام 2021 أن الكرات تحتوي على كثافات عالية من البلاستيك، تصل إلى 1,500 قطعة لكل كيلوغرام من الألياف المجمعة.
وتلعب" بوسيدونيا أوشيانيكا" دوراً مهماً في النظام البيئي البحري، فهي تحسن جودة المياه، وتمتص ثاني أكسيد الكربون، تُنتج الأكسجين، وتوفر مأوى لمئات أنواع الأسماك، فضلاً عن حماية الشواطئ من التآكل ومواجهة تأثير العواصف البحرية.
لكن الطبيعة الساحرة لهذه الكرات تواجه تحديات بشرية أخرى. فقد كشفت صور وفيديوهات مأساوية عن طيور اللقلق الأبيض في أوروبا وهي عالقة في خيوط البلاستيك والأكياس والمخلفات البشرية داخل أعشاشها، ما أدى إلى وفاة فراخها بسبب الاختناق أو فقدان الأطراف أو الابتلاع. وأكد العلماء في جامعة شرق أنجلترا أن هذه الطيور تحوّل البلاستيك المهمل إلى مصيدة موتية داخل أعشاشها.
وتوضح هذه الظواهر مجتمعة أن البحر والنظام البيئي الطبيعي يحاولان مواجهة التلوث البشري، لكن الخطر مستمر، مشيرةً إلى ضرورة تقليل المخلفات البلاستيكية وحماية الأعشاب البحرية والطيور على حد سواء.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY3IA==
جزيرة ام اند امز