الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر تعقد اجتماعا وزاريا هو الثاني من نوعه بالرياض الأربعاء.
أكد خبراء استراتيجيون لـ"العين الإخبارية" أن التهديدات الإيرانية المتزايدة للملاحة البحرية، وكذلك التدخلات التركية ستكون المحور الرئيسي في مناقشات الاجتماع الوزاري للدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر، في العاصمة السعودية الرياض، غداً الأربعاء.
- محافظ الحديدة: الحوثي أداة تحركها إيران لتهديد الملاحة الدولية
- إيران.. انتهاكات متواصلة لحرية الملاحة البحرية
ويعد الاجتماع الوزاري، هو الثاني من نوعه، لبحث تفعيل التعاون المشترك بين هذه الدول، ومناقشة التحديات الأمنية التي تواجه الملاحة في أحد أهم شرايين التجارة العالمية.
واستضافت القاهرة الاجتماع الأول منتصف ديسمبر/كانون الأول العام الماضي على مستوى كبار مسؤولي دول السعودية والأردن وجيبوتي وإريتريا واليمن والسودان.
وتم خلال الاجتماع الاتفاق على المبادئ الأساسية للتعاون بين الدول المتشاطئة للبحر الأحمر كخطوة أولى على سبيل وضع أسس التعاون المشترك في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
ويأتي الاجتماع فيما تواجه تلك الدول تهديدات مشتركة للملاحة في مياه البحر الأحمر من جانب مليشيا الحوثي التي تسيطر على الساحل الغربي اليمني بدعم إيراني عسكري.
وقال الخبير الاستراتيجي المصري اللواء بحري محمد إبراهيم خليل لـ"العين الإخبارية" إن "البحر الأحمر يحتوي على مدخلين مهمين في مسار التجارة العالمية هما باب المندب وقناة السويس، ويتعرض حالياً لتحديات أمنية عالية ومتزايدة، تستوجب أن يكون هناك تنسيق رفيع بين الدول المتشاطئة فيه سواء العربية والأفريقية، لمواجهة تلك التحديات".
وأوضح اللواء خليل أن "مكافحة القرصنة في الساحل الصومالي كانت أبرز التحديات في السنوات الخمس الماضية، حيث كان القراصنة المدعومون من مخابرات بعض الدول يهددون الملاحة في البحر الأحمر لصالح دول بعينها، فيما أصبح الآن الوجود الإيراني في الساحل الغربي لليمن، هو التحدي الأبرز، الذي يتطلب الالتفات إليه".
وتعرضت ناقلتا نفط عملاقتان تابعتان للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري، في يوليو/تموز الماضي، لهجوم من قبل مليشيا الحوثي في البحر الأحمر، بعد عبورهما مضيق باب المندب.
وسبق أن ذكر التحالف العربي لـ"دعم الشرعية في اليمن"، الذي تقوده السعودية، أنه أحبط هجمات للحوثيين في البحر الأحمر.
وتشارك قوات من التحالف في حماية باب المندب، الذي يشكل أهمية استراتيجية كونه المنفذ الوحيد أمام السفن المتجهة لقناة السويس أو القادمة منها. كما يسعى التحالف للسيطرة على "الحديدة" أكبر موانئ اليمن لضمان استمرار البضائع والمساعدات، وفك الحصار الخانق الذي تفرضه مليشيا الحوثي على المدن اليمنية.
وقال الخبير الاستراتيجي إن "هناك صراعاً دائماً على السيطرة على الممر الملاحي والتحكم فيه من جانب القوى الإقليمية الكبرى"، مشيرا إلى أن "التنسيق بين تلك الدول أمر مهم لمواجهتها".
من جهته، أكد السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن هناك ثلاثة تحديات للدول المتشاطئة في البحر الأحمر، هي: (استراتيجي وأمني واقتصادي).
وأشار في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن "دولة مثل تركيا، غير المتشاطئة به، تسعى على سبيل المثال، إلى إقامة قاعدة عسكرية في البحر الأحمر وغيرها من الأطماع الدولية".
وأضاف السفير بدر أن "على تلك الدول بحث رؤية مشتركة إزاء تحديات الإقليم، لتعزيز سيادة دول البحر الأحمر على شؤونها الداخلية ومياهها الإقليمية، وتنسيق المواقف المشتركة في المحافل الدولية المختلفة، في ظل انتشار ظاهرة الإرهاب في منطقة البحر الأحمر".
ونوه مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إلى التدخل الإيراني عبر الحوثيين في اليمن، مؤكداً أن "وجود دول من خارج المنطقة يتطلب وجود ترتيبات أمنية مشتركة لصياغة أمن البحر الأحمر".
وتابع: "التعاون الاقتصادي أيضاً أمر مهم بين تلك الدول لتحقيق التكامل والربط بين خطوط النقل وتطوير الموانئ البحرية، لزيادة حجم التبادل التجاري عبر المناطق الحرة في الدول المتشاطئة، بحيث تشكل منطقة البحر الأحمر تكتلاً متماسكاً قادراً على التعامل مع القوى الإقليمية الكبرى والتكتلات العملاقة، بما يحقق تأمين حرية الملاحة بالبحر الأحمر".