أمين "حزب ميركل": مصداقيتنا باتت على المحك
التصريحات جاءت على خلفية الجدل عقب تحالف نواب الحزب في تورينجن وحزب "البديل لألمانيا" اليميني المتطرف لإسقاط حاكم الولاية اليساري.
حذر كبار المسؤولين في حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، السبت، من أزمة يشهدها الحزب الساعي إلى البقاء على مسافة واحدة من اليمين المتطرف واليسار الراديكالي.
- حزب ميركل يرفض التصويت على مرشحه لمنصب المستشار
- استطلاع: حزب ميركل خسر أصوات 2.6 مليون ألماني من قاعدته الانتخابية
والجدل قائم منذ أسابيع على خلفية الاستياء من تحالف بين نواب الحزب في تورينجن وحزب "البديل لألمانيا" اليميني المتطرف لإسقاط حاكم الولاية اليساري.
وقد دفع خرق "محرمات" تحول دون التعاون بين الأحزاب الوسطية وحزب "البديل لألمانيا" جناحي "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" إلى إجراء عملية مراجعة ذاتية.
وباتت هذه الأزمة تهدد كيان الحزب بعدما دفعت رئيسته أنيغريت كرامب- كارنباور، التي كانت تعد مرشحة المستشارة الألمانية لخلافتها، إلى التنحي من رئاسة الحزب والتخلي عن طموحاتها السياسية، بعدما أخفقت في التعامل مع هذه الأزمة.
قال القيادي الصاعد في الحزب وزير الصحة ينس سبان، السبت: "نحن نعاني أزمة ثقة".
بدوره، قال الأمين العام للحزب بول زيمياك إن "مصداقية حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي على المحك"، في إشارة إلى الانتخابات التي ستجرى العام المقبل.
وعلى الرغم من أن النسبة العددية للسكان في تورينغن لا تتخطى 2% من إجمالي التعداد السكاني في الدولة التي تعد أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، لكن واقعها السياسي الحالي يسلط الضوء على الضغوط المتزايدة التي يتعرض لها الحزب الحاكم المنضوي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ائتلاف حكومي يواجه مجموعة تحديات.
وتقرر تنظيم انتخابات جديدة في تورينغن في 4 مارس/آذار المقبل، وذلك بعد تنحي رئيس حكومة المقاطعة توماس كيمريتش المنتمي إلى حزب "الديمقراطيين الأحرار" الليبرالي، الحليف التقليدي لحزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، على خلفية فوزه بأصوات حزب ميركل إنما بدعم من "البديل لألمانيا".
ومن شأن تنحيه أن يمهد لعودة اليساري بودو راميلوف إلى رئاسة حكومة تورينجن، بعدما خسر الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي، وترؤسه حكومة أقلية يسارية إلى حين إجراء انتخابات جديدة في أبريل/نيسان المقبل، لكن زيمياك حذر، السبت، من أن دعم "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" لراميلوف سيشكل قطيعة مع المبادئ السياسية للحزب بعدم التعاون مع اليمين المتطرف واليسار المتشدد.
وقال زيمياك إن "أي شخص يصوت لصالح راميلوف لترؤس حكومة إقليمية يخالف مقررات الاتحاد الديمقراطي المسيحي".
وقد دفع الموقف الملتبس للاتحاد الديمقراطي المسيحي في تورينجن الزعيم المحلي للحزب مايك مورينج إلى الاستقالة.
واستبعد رئيس مجلس النواب الألماني وزير الداخلية السابق فولفجانج شويبله المنتمي إلى الاتحاد الديمقراطي المسيحي "إقامة أي تعاون بين الاتحاد الديمقراطي المسيحي" واليسار "الوريث القانوني لحزب الوحدة الاشتراكية"، الحزب الحاكم في ألمانيا الشرقية السابقة، وإن كان راميلوف يسارياً معتدلاً".
والجمعة، حذر وزير الداخلية هورست سيهوفر من أن التطرف اليميني يعد "أكبر خطر أمني يتهدد ألمانيا"، وذلك على خلفية إطلاق نار بدوافع عنصرية وقع الأربعاء في هاناو، إحدى ضواحي فرانكفورت، خرجت على إثره مظاهرات منددة في مختلف المناطق الألمانية.
ووضع صعود قوى من خارج يمين الوسط ويسار الوسط، الأحزاب التقليدية في ألمانيا أمام مهمة إيجاد توازن تبدو شبه مستحيلة، في حين باتت الواقع السياسي في ألمانيا مشتتاً إلى حد يجعل تشكيل أي غالبية مهمة شديدة التعقيد على الصعيدين الإقليمي والوطني.
ويبدي مناصرو اليسار استياءهم لرفض "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" التعاون مع قادتهم ومساواتهم باليمين المتطرف.
ومن المقرر أن يضع حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، الإثنين المقبل، جدولاً زمنياً للمرشحين الساعين لقيادة الحزب في مرحلة ما بعد ميركل، كما يعد استراتيجية للانتخابات في تورينجن، وهما قضيتان شديدتا التشابك.