خبراء لـ"العين": عقوبات واشنطن رسالة قوية لإرهاب طهران
خبراء في الشأن الإيراني يؤكدون، خلال تصريحات لبوابة "العين"، التغير الواضح والقوي في تناول الإدارة الأمريكية للملف الإيراني.
أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، فرض عقوبات جديدة على إيران تشمل 18 شخصاً وكياناً مرتبطين ببرنامج الصواريخ البالستية والحرس الثوري الإيراني.
عقوبات تلو الأخرى في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أعلنت أنها لن تتهاون مع التجاوزات الإيرانية، وصفها خبراء في الشأن الإيراني، خلال تصريحات منفصلة، لبوابة "العين" الإخبارية، بالتغير الواضح والقوي في تناول الإدارة الأمريكية للملف الإيراني.
تصعيد من نوع جديد
وقال الدكتور محمد عباس ناجي، الخبير في الشؤون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن العقوبات الأمريكية الجديدة تصعيد جديد تجاه إيران، فاعتراف ترامب بالاتفاق النووي لا يعني مرونة في التعامل مع طهران، بل ما حدث هو العكس، فالإدارة الأمريكية قامت بالتصعيد نتيجة دعم طهران للإرهاب، ودورها في زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط، ودعمها للجماعات الإرهابية في العراق وسوريا واليمن.
- سفيرة أمريكا بالأمم المتحدة: إيران انتهكت عمدا العقوبات المفروضة عليها
- عقوبات أمريكية جديدة ضد إيران.. صفعة قوية لنظام "الملالي"
حيث أكد البيان الصادر من الخارجية الأمريكية، أن العقوبات تأتي أيضاً بسبب دور إيران في زعزعة الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، بعد دعمها لمليشيات حزب الله والحوثيين في اليمن بأسلحة متطورة ما يهدد الملاحة في البحر الأحمر، موضحاً أن الأسلحة الإيرانية في اليمن استخدمت في مهاجمة السعودية.
نجاح الدبلوماسية العربية
وأضاف محمد محسن أبو النور، المحلل السياسي والباحث في الشؤون الإيرانية، أن كل المؤشرات تعطي انطباعا رئيسيا بأن العلاقات الإيرانية- الأمريكية ماضية نحو الأسوأ، خاصة أن الرئيس ترامب ووزير خارجيته أعلنا عداء شديدا تجاه النظام الإيراني.
وأكد، خلال تصريحاته لـ"العين"، أن توقيع حزمة جديدة من العقوبات على إيران يعبر عن أمرين؛ الأول أن إيران تجاوزت الخطوط الحمر في ما يعرف بـ"الاستراتيجية الكبرى" حين أعلنت عن إنشاء عدة مصانع لتطوير الصواريخ تحت الأرض ثم قامت بإطلاق 6 صواريخ بالستية من طراز "ذو الفقار" على دير الزور السورية ومواقع في العراق وهي رسالة اعتبرتها واشنطن أنها موجهة إليها في المقام الأول.
والثاني هو نجاح الدبلوماسية العربية في استخلاص مواقف أمريكية مؤيدة تماما لتضييق الخناق على إيران لكفها عن سياساتها العسكرية والمليشياتية في الإقليم، وهذا ما أكده نص البيان الذي أكد أن أسباب توقيع العقوبات هي الدعم الإيراني لجماعات مصنفة "إرهابية" وهي حزب الله والحوثيون.
رد الفعل الإيراني
أكد عمر رأفت، الباحث في الشؤون الإيرانية، أن فرض الولايات المتحدة الأمريكية، لعقوبات جديدة على إيران خطوة متوقعة من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي أكد منذ حملته الانتخابية على كبح جماح النظام الإيراني في الشرق الأوسط.
وعن رد الفعل الإيراني، أكد أنه سيكون عبارة عن إدانات لتلك العقوبات، والقول أمام العالم إن واشنطن هي من تخالف بنود الاتفاق النووي والتي كان منها تخفيف العقوبات الأمريكية وليس فرض عقوبات جديدة.
القادم أسوأ
وأكد هشام البقلي، الباحث في الشأن الإيراني، للعين، أن التعامل الأمريكي الحالي مختلف بشكل كبير عن تعامل الإدارة الأمريكية في عهد أوباما، مشيراً إلى أن أوباما تعامل بحالة من التهدئة مع إيران للتغطية على الإخفاقات التي لحقت بإدارته في العديد من الملفات الخارجية.
وأكد البقلي أن إدارة ترامب قامت بتقوية علاقتها مع الخليج والدول العربية، من أجل لجم إيران والحد من تدخلاتها في المنطقة ودعم الجماعات الإرهابية، مشيراً إلى العقوبات التي فرضت على طهران اليوم ليست الأخيرة ولكنها بداية لقادم أسوأ على طهران.