"أحلام لا تطفئها الحروب".. موسيقى وشعر بين أنقاض غزة
بالموسيقى وقصائد الشعر، من على أنقاض برج سكني دمرته الحرب في غزة اختار فلسطينيون أن يوجهوا رسالة مفعمة بالإرادة والحياة.
وتجمع نخبة من أصحاب المواهب في الشعر والموسيقى، بدعوة من منتدى الأمة للتنمية على أنقاض مقره في برج هنادي الذي دمره القصف الإسرائيلي خلال عملية "حارس الأسوار".
وعزف مشاركون الموسيقى ودندنوا على العود أهازيج الثورة ومحبة الوطن وغنوا للحياة والمحبة، فيما ألقى شعراء قصائد لهم تفيض بحب الوطن وتتمسك بالأمل والحياة.
وعلى ألحان حزينة، تبارى مشاركون شباب في عرض قصائدهم التي حاكت ما عايشه الفلسطينيون في 11 يوما من التصعيد وتطلعاتهم للحرية والاستقلال والأمن.
وارتدى أعضاء فرقة موسيقية ملابس سوداء وتوشحوا بالكوفية وأخذوا مواقعهم على أنقاض البرج المدمر ليعزفوا أشجى الألحان في حب الوطن، واحتلت جدارية كبيرة جانبا من المبنى المدمر كتب عليها "أحلامنا أكبر من أن تطفئها الحروب".
وقال الشاعر الصغير الطفل رمضان أبو جزر: "نشارك لنوجه رسالة إنسانية، تم قصف البرج الذي يضم مكتبنا لتحويلنا إلى جهلاء ولكن غزة لن تكسر ولن تفسد موهبتنا".
واعتبر أن "الحلو فينا (الفلسطينيين) أنه احنا لمّا ننضرب بتزيد ثقافتنا وقوتنا".
فاطمة العسكري مسؤولة مكتبة الأمة في المنتدى منظم الفعالية أوضحت لـ"العين الإخبارية" أنهم قرروا إقامة هذه الفعالية على أنقاض المكتب في البرج المدمر؛ للتأكيد على استمرارهم في أداء رسالتهم.
وقالت: "مهما أزلمتم مبانينا رسالتنا الإنسانية والثقافية باقية، وروايتنا ستبقى قائمة"، مشيرة إلى أن المنتدى سيواصل عمره رغم التدمير الذي تعرض له.
أما الشاعرة سمية وادي فقالت: "جئنا لنقول كلمتنا.. صامدون.. وسنعلي أصوات قصائدنا على أنقاض هذا المبنى رغم الدمار".
وتابعت: "قصائدنا أفكار ليست حجارة ومبنى وإنما فكرة حاضرة في قلوب أبنائها".
وشددت على أن "رسالة الشعر ستبقى حاضرة ومواهب فلسطين موجودة وسترتفع فوق هذا الركام ليسمعها العالم أجمع".
من جهته، أشار أحمد محيسن، رئيس الهيئة العامة للثقافة، إلى أن هذه الفعالية أقيمت على أنقاض برج هنادي الذي كان يضم مؤسسات مدنية منها منتدى الأمة الذي كان يحتضن المواهب في الشعر والموسيقى.
وقال: "رغم الدمار لن نتوقف وسنستمر في رسالتنا الإنسانية قبل الحرب وبعدها".