باحثة نفسية تحذر: التدليل يصيب الأطفال بمتلازمة "الإمبراطور الصغير"
أخصائيون في علم النفس يقولون إن التدليل المفرط لأبناء الطبقة المتوسطة يضرهم على المدى البعيد.
إذا كنت من أولئك الذين يجدون صعوبة كبيرة في أن يقولوا لأطفالهم "لا"، فعليك أن تعلم أنك تسهم بذلك في تعزيز السلوك السيئ لديهم.
- الهند تخفض عقوبة زواج الأطفال من الإعدام إلى السجن 7 سنوات
- بالصور.. عمالة الأطفال بإيران "قنبلة" موقوتة تشعلها قمائن الطوب
الدكتورة أماندا جومر، الباحثة النفسية المتخصصة في تنمية الطفل، قالت إنه بالنسبة للعديد من المعلمين، لا ينبع السلوك السيئ في الفصول من التلاميذ أنفسهم، وإنما من الآباء.
وأضافت لصحيفة "إندبندنت" البريطانية أنه من المرجح أن تكون تجاوزات الأطفال نتيجة لما يسمى بـ"تدليل الآباء"، في إشارة إلى الآباء الذين يفرطون في الاهتمام بأبنائهم ويستجيبون لجميع متطلباتهم؛ مما يؤجج لديهم متلازمة "الإمبراطور الصغير".
وتابعت: "هؤلاء الأطفال يصارعون في الفصول لأنهم لا يتحملون عدم كونهم رقماً واحداً؛ لذلك يصرون على محاولة جذب الاهتمام الذي تربوا على الاعتقاد بأنهم يملكونه بأكمله".
وقالت جومر إن المعلمين يشعرون بإحباط بالغ نتيجة تلك السلوكيات، لافتة إلى أن أرقام وزارة التعليم البريطانية الأخيرة تشير إلى استبعاد 35 طفلاً يومياً من مدارس إنجلترا بسبب السلوكيات السيئة.
وأوضحت أن أقل من خمس عدد الأطفال الذين تم طردهم كانوا بالمدارس الابتدائية، من بينهم بعض الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات، وهذا الرقم زاد لأكثر من الضعف في الأربع سنوات الأخيرة.
وأشارت إلى أن الزيادة الملحوظة في حالات الطرد يمكن ربطها بمزيج من السلوك السيئ ونقص المهارات الشخصية الناتج عن سوء التربية.
وأضافت: "تخيل هؤلاء الصغار عاجزين للغاية لدرجة أنهم يحتاجون مساعدة عند ذهابهم إلى الحمام أو عند ارتداء أحذيتهم، لكنهم لا يخشون أبداً توجيه كلمة لمعلميهم، وكثير من هؤلاء الأطفال لم يسمعوا أبداً كلمة في المنزل".
ورجحت دراسات سابقة أن الآباء الذين يمارسون قدراً كبيراً من السيطرة على أبنائهم يمكن أن يتسببوا في ضرر نفسي لهم عند الكبر.
وأوضحت الباحثة النفسية الدكتورة أماندا جومر أن الأطفال يحتاجون إلى قواعد وحدود وفرص للشعور بالبرد والجوع والسقوط؛ حتى يتعلموا من أخطائهم، مؤكدة أنه إذا تم حرمانهم من الخبرات الأساسية في الحياة بالمنزل؛ فهذا يجعل تعلمهم تحدياً أكبر بكثير بالنسبة لمعلميهم.