النزوح بلا أمل في العودة.. متى يعترف العالم باللجوء المناخي؟
أستراليا منحت حق اللجوء المناخي لمواطني توفالو
قد يكون تقديم تأشيرات سفر لمواطني جُزر تغرق مع ارتفاع منسوب البحار بسبب التغير المناخي وسيلة تستخدمها الدول لتسجيل نقاط دبلوماسية.
هذا ما يرجّحه الخبير في الجيوسياسة البيئية الفرنسي فرانسوا جومين، عضو في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وذلك بعدما أعلنت أستراليا توفير ملاجئ لسكان جزيرة توفالو الواقعة في المحيط الهادئ والبالغ عددهم 11 ألف شخص.
وذكر جومين، في تصريحات لوكالة فرانس برس، أن قرار أستراليا منح صفة اللاجئ لمواطني توفالو يشكل تغييرا في قواعد اللعبة بالنسبة للنازحين بسبب التغير المناخي، ذلك أنه من الواضح أنها خطوة مهمة حين يتعلق الأمر بالاعتراف القانوني بأن التغير المناخي يؤدّي بشكل متزايد إلى الهجرة والنزوح في جميع أنحاء العالم، ويعني ذلك أن على سياسات اللجوء والهجرة لدينا أن تتكيّف مع هذا الوضع الجديد.
- «أبوظبي الأول» يسبق بنوك العالم.. انضمام تاريخي لميثاق COP28 للحياد المناخي
- COP28.. كل ما تريد معرفته عن أكبر مؤتمر عالمي للمناخ بدولة الإمارات
وأضاف جومين أنه لا توجد اليوم إرادة على المستوى الدولي لتغيير تعريف اللاجئ في اتفاقية جنيف ولا محاولة صياغة نص جديد حول وضع اللاجئ المناخي في القانون الدولي.
وردا على سؤال: هل يمكن لمناطق أخرى في العالم مثل أفريقيا أن تستخدم قرار أستراليا للضغط من أجل تغيير قوانين اللجوء؟ أجاب جومين بأن أكثر من 80% من اللاجئين الذين تحميهم اتفاقية جنيف تستقبلهم دول في الجنوب.
وتعلم هذه الدول أنه في حال اعتراف القانون الدولي باللاجئين المناخيين، ستُضطر هي أيضا إلى منح هؤلاء الأشخاص هذا الوضع. وأكثر ما تريده دول الجنوب هو المال لمساعدتها على تخفيف (آثار التغير المناخي) وتعويض الخسائر والأضرار التي يسببها، ومن الواضح أن هذه الخسائر والأضرار تشمل تكلفة الهجرة والنزوح، والوضع مختلف طبعًا بالنسبة للدول الجزرية لأنها لا تستقبل أشخاصا بل هي مصدر اللاجئين.
وقال جومين أعتقد أن ما سنراه على الأرجح هو سلسلة من الاتفاقيات الثنائية بين البلدان الأكثر عرضة للتهديد والبلدان التي يمكن أن تستقبل اللاجئين، كما هي الحال اليوم بين أستراليا وتوفالو، وعلى سبيل المثال أبرمت نيوزيلندا اتفاقيات توظيف مع دول جزرية صغيرة، وهناك بالفعل سلسلة كاملة من الاتفاقات الجاري تنفيذها في المنطقة، ومن الواضح أن الهجرة أصبحت على نحو متزايد ورقة مساومة في العلاقات الدولية.
وإذا كانت أستراليا تعقد صفقة اليوم مع توفالو فهذا يرجع جزئيا إلى سعيها لتعزيز نفوذها في جنوب المحيط الهادئ، حيث تتنافس مع الصين.