مليشيات الحشد الشعبي تواصل خطف العراقيين وسط صمت حكومي
الفرق الخاصة التابعة لاستخبارات مليشيات الحشد الشعبي التي يرأسها أبو إيمان البهادلي تتولى خطف العراقيين، وسط غياب الأجهزة الأمنية
لم تتوقف مليشيات الحشد الشعبي منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى الآن عن عمليات اختطاف الناشطين والصحفيين والمدونين والمسعفين والمتظاهرين العراقيين امتدادا من العاصمة بغداد، وصولا إلى مدينة البصرة في ظل غياب الدور الحكومي في التصدي لهذه المليشيات المدعومة من إيران.
وشهدت بغداد ومدن جنوب العراق خلال نحو ٥٠ يوما من المظاهرات المطالبة بتغيير العملية السياسية وإنهاء النفوذ الإيراني، اختطاف أكثر من ١٠٠ ناشط ومدون وصحفي ومحامين ومسعفين ومسؤول كبير في وزارة الداخلية العراقية، بحسب إحصائيات رسمية حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادرها في وزارة الداخلية العراقية التي نفت دور الوزارة في اعتقالهم وحمّلت مليشيات الحشد الشعبي مسؤولية تنفيذ هذه العمليات.
وكشف مسؤول في الاستخبارات العراقية لـ"العين الإخبارية" مفضلا عدم الكشف عن اسمه خشية تعرضه للتصفية على يد مليشيات الحشد الشعبي، أن الفرق الخاصة التابعة لاستخبارات الحشد الشعبي التي يرأسها أبو إيمان البهادلي هي التي تتولى عمليات خطف العراقيين.
وتابع المسؤول: "تتكون استخبارات الحشد من عناصر مليشيات عصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله العراق، وبدر، وكتائب الإمام علي، والنجباء، وسرايا الخراساني، وكتائب سيد الشهداء الذين تلقوا تدريبات مكثفة على يد الحرس الثوري الإيراني، ووزعت تنفيذ العمليات على كل مليشيا من المليشيات المذكورة.
ولفت إلى أن عملية اختطاف مدير عام المعهد العالي في وزارة الداخلية اللواء ياسر عبدالجبار، التي جرت في ١٤نوفمبر/تشرين الثاني الجاري نفذتها العصائب بإشراف مباشر من مدير استخبارات الحشد البهادلي، وكذلك عملية اختطاف صبا المهداوي كانت على يد عناصر العصائب.
وأكد أن المليشيات المذكورة تنفذ يوميا عمليات اختطاف في بغداد والمحافظات الجنوبية وفي الأنبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى وقد وصلت أعداد المختطفين منذ انطلاقة المظاهرات حتى الآن إلى أكثر من ١٠٠ مختطف".
وأشار المسؤول إلى أن استخبارات الحشد تمتلك سجونا سرية تحتجز فيها المختطفين الذين تُحقق معهم لجنة مكونة من مسؤولين في الحشد وضباط من فيلق القدس جناح الحرس الثوري الإيراني الخارجي، ويتعرضون فيها لأشد أنواع التعذيب، ويهدد المختطفون قبل الإفراج عنهم بتصفيتهم وتصفية عائلاتهم فيما إذا كشفوا عن الجهة التي اختطفتهم وما تعرضوا له من تعذيب بعد الإفراج.
وبعد ضغوطات شعبية أفرجت المليشيات، الثلاثاء، عن الناشطة ماري محمد المعروفة بتقديمها المساعدات المالية للمحتجين في ساحة التحرير التي اختطفت في ١١ نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وكشفت ماري على صفحتها في أنستقرام أنها كانت محتجزة لغرض التحقيق دون أن تدخل في التفاصيل.
وسبق إطلاق سراح ماري الإفراج عن الناشطة والمسعفة صبا المهداوي التي اختطفتها استخبارات الحشد الشعبي في ٣ نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أثناء عودتها من ساحة التحرير إلى منزلها، وأطلق سراحها في ١٣ نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عاشت نحو عشرة أيام في سجون هذه المليشيات، لم تدلِ حتى الآن بأي تفاصيل عما واجهته خلال الخطف وعن الجهة التي اختطفتها، فقط اكتفت عائلتها بتأكيد نبأ الإفراج عنها.
لكن الناشطة ذكرى عبد، أوضحت لـ"العين الإخبارية" أن "المختطفين أو وسطاءهم أعادوا صبا إلى ذويها محطمة الجسد وملفوفة ببطانية، وقد رموها أمام باب البيت".
وأردفت عبد: "مليشيات الشر والأحزاب التابعة للحكومة وأذرعها هي التي تقف خلف هذه الاختطافات، ففي كل فترة وبالأخص عندما تكون هناك اعتراضات أو مواجهات أو مظاهرات، ترسل زمر الشر أذنابها ليعبثوا بأمن المجتمع وزرع الرعب في قلوب المواطنين بسبلهم المختلفة وطرقهم الخبيثة التي لا تنتمي للإنسانية بشيء بل هي كل الوحشية والخسة في الانتقام".
وحذرت اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة الكرامة من مندسين تابعين لمليشيات عصائب أهل الحق وسرايا الخراساني والمليشيات الأخرى دخلوا ساحة التحرير في بغداد وساحات التظاهر والاعتصام في المدن الأخرى مهمتهم إثارة الشغب وتصوير وجوه المتظاهرين والناشطين وإرسالها إلى استخبارات مليشيات الحشد لاختطافهم بعد خروجهم ساحات التظاهر أو أثناء وجودهم في منازلهم.
ثامر كامل متظاهر عراقي لم يعد إلى منزله منذ ٢٥ أكتوبر/تشرين الأول الماضي خوفا من تعرضه للاختطاف على يد المليشيات، ويمضي وقته في ساحة التحرير ما بين التظاهر على الخط الأول في ساحة الخلاني، وما بين الوجود وسط التحرير منتظرا مع غيره من المعتصمين استجابة الحكومة العراقية لمطالباتهم.
وتابع كامل لـ"العين الإخبارية": "لن أعود إلى البيت إلا بعد تحقيق النصر على النفوذ الإيراني، نريد وطنا عراقيا يحكمه العراقيون وتكون خيراته لنا وليس لإيران وأذرعها".
في غضون ذلك كشف السياسي العراقي انتفاض قنبر رئيس حزب المستقبل عن أن أبومهدي المهندس نائب رئيس هيئة مليشيات الحشد الشعبي كلف سائق النائب أراس حبيب كريم بتشكيل عصابة لمهاجمة المتظاهرين في ساحة التحرير.
وقال قنبر في منشور على صفحته في فيسبوك: "أمر أبومهندي المهندس، الإيراني عباس داود موسى الملقب بعباس قرطبة سائق الإرهابي النائب أراس حبيب كريم، بتشكيل عصابة من شباب شارع الكفاح وباب الشيخ رشتهم بالأموال لتصوير المتظاهرين وتسجيل أسمائهم وعناوينهم وضربهم لاحقا؛ لأن الثوار الموجودين في منطقة السنك قريبون من منطقتي الكفاح وباب الشيخ".
وطالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، الثلاثاء، القائد العام للقوات المسلحة بإلزام الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية وجهازي الأمن الوطني والمخابرات والأجهزة المختصة الأخرى باتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف مسلسل الاختطاف الذي طال الناشطين والإعلاميين والكفاءات وعددا من المحامين والكشف عن الجهات المجهولة التي تقوم بها تحديا لسلطة الدولة والقانون.
وشددت المفوضية في بيان لها على أن الأجهزة الأمنية المعنية يجب أن تتحمل مسؤولياتها وتنفذ واجباتها في التحري والكشف عن مصير المخطوفين وإطلاق سراحهم فوراً وإحالة المتورطين للقضاء لينالوا جزاءهم.
aXA6IDMuMjIuNDIuMTg5IA== جزيرة ام اند امز