وزراء ثقافة وكتاب عرب يحتفون باختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب
وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي يؤكد أن مسار الشارقة في دعم الإنتاج الأدبي والفكري والثقافي أسهم في حصولها على هذا اللقب.
يحتفي عدد من وزراء الثقافة والكُتاب والروائيين والفنانين العرب باختيار الشارقة العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019، مؤكدين أن اختيارها لهذا اللقب يسجل تاريخاً للثقافة العربية، ويعكس حجم الجهد المعرفي والإبداعي الذي قادته الشارقة خلال 4 عقود من الزمن برؤية وتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وقال وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي: "اختيار الشارقة العاصمة العالمية للكتاب لهذا العام ليس فضلاً ولا منّة، وإن كان من الواجب أن نشكر منظمة اليونيسكو على هذا الاختيار ونثمنه، إلا أن الأولى أن نؤكد أن هذا المكسب جاء نتاج عمل مكثف ومسار مشرف وخطوات جبارة خطتها الشارقة على مر عقود برعاية دائمة من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة".
وأوضح أن مسار إمارة الشارقة في دعم الإنتاج الأدبي والفكري والثقافي على مدار عقود أسهم بشكل كبير في حصولها على هذا اللقب.
من جانبه، قال الدكتور عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة المصري الأسبق: "جاء إعلان اليونسكو عن اختيار الشارقة لتكون عاصمة عالمية للكتاب خلال عام 2019 تتويجاً لجهد دؤوب ومستمر بذلها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وبرؤية واضحة ترتكز على قيم المعرفة والإنسانية التي تنطلق منها حضارتنا الممتدة لقرون عديدة؛ حيث ثابر ليبني المزيد والمزيد من المؤسسات والمشاريع والمبادرات الثقافية التي تهتم بالكتاب ونشر المعرفة وبناء الحضارة".
وأضاف: "لقد كانت مشروعات المعرفة التي تبنتها الشارقة شاملة كل الأجناس والأطياف والأعمار وترقى بالقيم، فلم نجد أنها تجاهلت فئة أو عرقاً أو مرحلة عمرية كما كانت هذه المشروعات مستشرفة للمستقبل طموحة في رؤيتها يجد فيها كل مهتم ما يريد وكل صاحب رغبة وشغف ما يضعه على الطريق الصحيح في اكتساب المعرفة الحقة التي تبني وتعمل على تقدم الأمم".
وأكد وزير الثقافة الأردني الأسبق، جريس سماوي، أن اختيار مدينة الشارقة من قبل اليونسكو لتكون العاصمة العالمية للكتاب أتى حصيلة جهود عظيمة قدمتها المدينة تجاه حركة النشر والقراءة والتثاقف العالمي.
وشدد أنها دأبت على اجتراح كل ما هو ممكن لتقديم المعرفة إلى العالم العربي والتعريف بالثقافة العربية عالمياً عن طريق معرض الكتاب الأكثر شهرة عربياً وعالمياً وعن طريق الترجمة والنشر والندوات واستضافة أصحاب القلم من كل أنحاء العالم.
وعلق الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، قائلاً: "يعد اختيار الشارقة العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019 من قبل اليونسكو تكريماً مستحقاً لإمارة تقدمت الصفوف منذ عدة عقود حاملة لواء الثقافة العربية، وتصدر حاكمها المثقف العربي الكبير المشهد الدولي والإقليمي، من خلال معارض الكتاب ومؤسسات الإمارة المختلفة، لإعلاء الشأن الثقافي والاتجاه نحو الغايات العليا للفكر والثقافة ودورهما في النهوض بالأمة".
من جهته، قال الفنان المصري محمد صبحي: "ليس غريباً أن تختار اليونسكو الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لأن كل المثقفين والمفكرين والفنانين تابعوا تطور الاهتمام بالكتاب والثقافة في هذه الإمارة التي تشع فكر وتغذي العقل والوجدان، وما يهمني كمثقف في الوطن العربي أن هذه المدينة تكاد أن تكون الوحيدة التي تساوي الكتاب بلقمة العيش في وقت اختفى فيه الكتاب، وإن وجد قليلاً فلا تجد من يقرؤه".
وأشار الروائي الفلسطيني إبراهيم نصرالله إلى أن اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب يحمل تقديراً كبيراً للدور الثقافي الذي تقوم به منذ سنوات طويلة، سواء عبر معرضها، الذي هو واحد من أفضل معارض الكتب العربية، وعلى مستوى نشاطاتها وإصداراتها، خاصة تلك التي يكتبها الشباب وما يمنح لهم من جوائز، أو على مستوى دعمها الجميل للمسرح وحركة الترجمة من وإلى العربية بشفافية وصدق حقيقيين".
وأوضحت الروائية اللبنانية نجوى بركات أن اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب كان من ضمن الأخبار القليلة التي تسر قلب كل مثقف عربي، لأن في الحدث مسعى للإضاءة على المشهد الثقافي العربي بمختلف أطيافه، ولفت نظر إلى ما ينتجه على المستوى الفني والأدبي.
وقالت: "في المرة الأولى اختيرت الإسكندرية بما تحمله من تاريخ إنساني عظيم يلامس البشرية كلها، وفي المرة الثانية بيروت بما تمثله من تعددية وانفتاح وصلة وصل بين الشرق والغرب، واليوم الشارقة منارة الخليج العربي الناهض والساعي بهمة إلى طبع الثقافة العربية بطابعه".
وأكد الروائي السوري نبيل سليمان أن اختيار الشارقة عاصمة للثقافة العالمية مكافأة كبرى ليس فقط للمثقف العربي اليوم، بل لأسلاف هذا المثقف أيضاً ممن أبدعوا للثقافة العربية والإنسانية صروحها في كل ما تعنيه كلمة الثقافة بأوسع وأعمق المعاني.
فيما قال الناقد والشاعر الإماراتي سلطان العميمي: "اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب نجاح كبير ورائد لدولة الإمارات وإمارة الشارقة والمثقف العربي الذي أصبح للثقافة في عالمه العربي اعتراف دولي بالجهود المبذولة فيه، ومن ثم وضعت اليونسكو ثقتها في مركز من مراكز الإشعاع الثقافي في العالم، وهي دولة الإمارات ممثلة في إمارة الشارقة التي يقود إنجازاتها الثقافية حاكم يدرك كيف تبنى الحضارات الإنسانية ثقافياً".
وذكر الروائي التونسي الحبيب السالمي أن اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب هو فخر كبير ليس للشارقة فحسب وإنما لكل البلدان العربية، وتشريف للمثقف العربي واعتراف بقيمته ومكانة الثقافة العربية في العالم.
وأكد أن الشارقة تستحق عن جدارة أن تكون عاصمة عالمية للكتاب؛ حيث راهنت منذ عدة أعوام على الكتاب وعلى القراءة وعلى ذكاء المواطن العربي، وبذلت جهوداً كبيرة لكي يحتل الكتاب المكانة التي يستحقها، وها هي تكسب الرهان.
وقال الكاتب العراقي زهير كريم: "عندما نتحدث عن اختيار الشارقة لتكون عاصمة عالمية للكتاب نقصد الإشارة لمنجز معرفي وثقافي وتنظيمي استحق من اليونسكو أن تقول نعم لهذه المدينة التي قدمت برنامجاً ثقافياً مهماً ومبتكراً على مستوى المنطقة العربية والخليج".