القائد الحكيم والأب الحنون يلتفت لكل مولود جديد باهتمام قلّ نظيره بين كل قادة العالم
سمعنا وقرأنا الكثير من وصايا القادة والأدباء، ووصايا الآباء والأمهات للأبناء، حتى إن أدب الوصايا يعد من الآداب المهمة ليس عند العرب وحدهم، بل عند جميع شعوب العالم لما تمثله الوصايا من قيمة وثراء في القيم وانعكاس لخبرات كاتبها، والحرص على صلاح الأمور وسلامة العواقب.
كما تعد الوصايا من المراجع المهمة لتهذيب النفس وتطوير الذات، وتأتي مشفوعة بمحبة وعاطفة نبيلة، قال تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» صدق الله العظيم.
كم أنت رائع وعظيم يا ابن الإمارات البار يا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حين ابتكرت فكرة (أمنتك بلادك)، والأمانة ثقيلة فكيف لو كانت بلاداً وشعباً وتراثاً وهوية؟ وكم أنت رائع في وفائك حين جعلتها باسم والدكم الشيخ زايد، طيب الله ثراه.
والوصايا عادة ما تكون للكبار على اختلاف أعمارهم، ولم نسمع بوصية استباقية لوليد ترافقه من أول يوم في حياته ويكبر وهو يحملها أمانةً في عنقه، لم نسمع بذلك إلا حين بهرنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، بلمسة إنسانية ذكية، مرهفة ومعبرة تنعش القلب والعقل معاً، وهي بصمة إماراتية مدهشة جاءت في وقتها.
تلك هي مبادرته، حفظه الله، لعيال زايد الجدد، وهي هدية تحسدهم عليها المواليد التي سبقتهم، تذكار - أمنتك بلادك - على شكل تذكار جميل يحمل صورة والدنا زايد، رحمه الله، ومع التذكار حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على أن يكتب وصية نابعة من قلبه المحب وضميره الوطني، رسالة تبارك قدومهم إلى الدنيا وهم يرفلون بالعز والسؤدد والسعادة في بلادهم دولة الإمارات المزدهرة الفارعة.
ثم يعقب المباركة بدعاءٍ حنون من قائد يتمنى لأبنائه أن يسعدوا ويلتمسوا طريق العلم والطموح والعمل والإنجازات، وصية تلازمهم طوال حياتهم أن يصنعوا مستقبلهم ووطنهم ويتمسكوا بهويتهم وقيمهم النبيلة، يوصيهم أن بلادهم الإمارات أمانة تجاه أنفسهم، وأن المسؤولية الملقاة على عاتقهم كبيرة لتحقيق أحلامهم وأن يسعوا للثقافة والعلم ويقروا عيون أهلهم.
هذا القائد الحكيم والأب الحنون يلتفت لكل مولود جديد باهتمام قلّ نظيره بين كل قادة العالم، وحتى في البلدان المتقدمة تكون الرعاية للمواليد عبر منافع مادية يضمنها القانون، لكنها صمّاء لأنها مادية فحسب أو إجرائية نوعاً ما لا تلامس شغاف الأسرة ولا تعطي الوليد إذا كبر امتياز الهدية الثمينة من قائد مهم في دولته.
هذا التذكار مع الرسالة للمواليد في عام زايد، ابتهجت به أسرة المولود خالد، المولود الأول الذي حظي وحظيت أسرته بالمبادرة الحكيمة وكانت فرحتهم فرحتين، فالتذكار يحمل صورة المغفور له بإذن الله زايد، والرسالة من ولد زايد في عام زايد، وكما كانت لخالد ستكون لكل المواليد في هذا العام، عام زايد. بل ونتمنى أن تستمر للسنوات القادمة لما فيها من معانٍ وطنيةٍ وإنسانيةٍ سامية، ولما فيها من ترابط حميم بين قيادتنا الرشيدة الحكيمة وشعبنا الذي يستحق.
أتخيل المولود خالد حين يكبر ويقرأ الرسالة، ويحفظها عن ظهر قلب وسوف يتأمل التذكار ليرى فيه صورة قدوته ومثله الأعلى الشيخ زايد رحمه الله، وسيرى في الرسالة عظمة القائد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، الذي بارك ولادته وأوصاه بنفسه وأهله ووطنه خيراً وأراد منه أن يكون ذا علمٍ وأخلاقٍ وإنجاز.
أتخيله يوم تخرّجه من الجامعة يشعر بالزهو والفخر لأنه التزم بالوصية وسار على منهج الوصية، وألمح والديه وهما فرحان بتفوقه فيقوم ليقبل يديهما، مهدياً نجاحه لهما وللبلاد.
كم أنت رائع وعظيم يا ابن الإمارات البار يا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حين ابتكرت فكرة (أمنتك بلادك) والأمانة ثقيلة فكيف لو كانت بلاداً وشعباً وتراثاً وهوية؟ وكم أنت رائع في وفائك حين جعلتها باسم والدكم الشيخ زايد، طيب الله ثراه.
هكذا هي مواقف الرجال المخلصين لبلادهم وشعبهم، وهم من يستحقون أن نكتب أسماءهم في قلوبنا بحروف من الذهب.
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة