هذه الشراسة التي تتحول إلى حنان وطيبة لا يمكن وصفهما، عندما يلتقي بأبناء الوطن؛ الصغير منهم والكبير،
شكراً محمد بن زايد.. شكراً محمد بن راشد.
كلمات تبادلها القائدان الكبيران، في مناسبة كبيرة وغالية على قلوب كل أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، هي مناسبة عيد الجلوس الميمون لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عندما وجه، كعادة سموه كل عام، بأن يتجاوز الاحتفال الشكل التقليدي المتعارف عليه في الاحتفالات الرسمية، ودعا إلى توجيه الشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله.
وقد تفاعل مع الدعوة كل أبناء دولة الإمارات والمقيمين على أرضها وخارجها، وسجل "الهاشتاق" الخاص بها أرقاماً قياسية خلال ساعات قليلة من توجيه الدعوة، وتصدر "الهاشتاقات" الأخرى.
قيادة دولة الإمارات على قلب رجل واحد، مهما حاول المغرضون أن يشككوا في ذلك، أو ينشروا عبر المنابر الإعلامية التي يملكونها، وجيوش وسائط التواصل الاجتماعي التي يجندونها من أجل زرع هذه الفكرة في عقول الذين ينخدعون بهذه الأكاذيب والإشاعات.
ربما تبدو المبادرة في ظاهرها واحدة من لمسات الوفاء الكثيرة التي يعرفها الجميع عن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وهي فعلاً كذلك، لكنها تحمل دلالات كبيرة وعميقة، إذا ما غصنا عميقاً فيها، لنستخرج منها رسائل كثيرة، أراد سموه أن يوصلها إلى كل محب لدولة الإمارات العربية المتحدة وأرضها وشعبها، وإلى كل حاقد وحاسد، يسعى إلى تفتيت اللحمة الوطنية لقيادة دولة الإمارات وشعبها، أو التشكيك فيها، ومحاولة نشر الأكاذيب والإشاعات وترويجها، لأهداف دنيئة لا تخفى على أحد داخل دولة الإمارات وخارجها.
وهي أهداف لن تتحقق، بإذن الله تعالى، لأنها لا تملك الأرضية التي يمكن أن تغرس فيها بذورها، ولا البيئة والمناخ اللذين يمكن أن تنتعش فيهما هذه الأكاذيب والإشاعات، فترتد إلى نحور أصحابها قبل أن تخرج من قوسها، وتنطفئ نارها قبل أن يجف زيت من يوقدها.
أول هذه الرسائل أن قيادة دولة الإمارات على قلب رجل واحد، مهما حاول المغرضون أن يشككوا في ذلك، أو ينشروا عبر المنابر الإعلامية التي يملكونها، وجيوش وسائط التواصل الاجتماعي التي يجندونها من أجل زرع هذه الفكرة في عقول الذين ينخدعون بهذه الأكاذيب والإشاعات.
أو ما زالوا يصدقون الوسائل والوسائط التي تصوغها كي تنطلق منها وتروج لها، وهم في تراجع ملحوظ؛ لأنك يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت، كما يقول الرئيس الأميركي الأسبق إبراهام لينكولن.
وكلما أوغلت هذه الوسائل والوسائط في كذبها، ورأى العالم اتفاق قيادة دولة الإمارات وتكاتفها، تقلصت المساحة التي يمكن أن تعمل فيها، وتراجع عدد الذين يصدقون ما تطلقه من أكاذيب وإشاعات لا تمت إلى ما يرونه على أرض الواقع بصلة.
وثاني هذه الرسائل أن شعب دولة الإمارات ملتف حول قيادته، يضع فيها ثقته كلها، ويؤمن بأنها تعمل لصالح الوطن، وتسعى إلى تحقيق تطلعات الشعب وآماله، وتحقق له الأمن الذي تتمنى كل شعوب الأرض أن تعيش متفيئة بظلاله، وتسخّر كل خيرات الوطن لتوفير الرفاهية له.
وتسابق الزمن كي تكون دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأولى دائماً في استخدام أحدث تقنيات العصر، وتطبيق أعلى معايير الجودة والتنافسية، لتسبق غيرها في مجالات الإدارة وتبسيط الإجراءات وتيسير الخدمات، كي ينعم شعبها والمقيمون على أرضها بالرفاهية التي يتمنونها.
ومن ينظر إلى القفزات السريعة والهائلة التي حققها قطاع الخدمات في الدولة خلال السنوات القليلة الماضية، يلمس الفرق بين دولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول، ليست المتخلفة وإنما المتقدمة، في سرعة الإجراءات وسهولة إنجاز المعاملات في كل القطاعات.
وثالث هذه الرسائل، بعد سبر هذه الثقة بين القيادة والشعب، أن تجاوب الشعب مع القيادة سريع وفوري، فما إن أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، دعوته إلى توجيه مناسبة عيد جلوس سموه الميمون، لشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حتى تفاعل الجميع معها، وانطلقوا معبرين عن حبهم لهذا القائد الذي امتلك القلوب بتواضعه، وبعشقه لتراب الوطن وسمائه، وشراسته في الدفاع عن هذا الوطن الغالي، والذهاب إلى أبعد نقطة في قطع كل يد يمكن أن تمتد إليه، أو تفكر في النيل من منجزاته، أو تسعى إلى المساس بكرامته.
هذه الشراسة التي تتحول إلى حنان وطيبة لا يمكن وصفهما، عندما يلتقي بأبناء الوطن؛ الصغير منهم والكبير، الرجل والمرأة، في محبة وتواضع قلّ أن تجد لهما مثيلاً لدى صغار المسؤولين، فما بالك بالقادة العظام؟.
ولكن يبقى أن الشكر وحده لا يكفي، فما لم يتحول هذا الشكر إلى فعل، وما لم ينعكس على أداء أبناء الإمارات في كل المجالات، فإننا نكون قد فهمنا الرسالة خطأ، فحين يطلب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن نوجه الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويرد عليه سموه شكراً بشكر، فسموهما إنما يكرّسان مبدأ التلاحم بين القيادتين، ليقولا للجميع إن التلاحم هو الطريق الوحيد لتحقيق الآمال والطموحات.
لذلك ختم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تغريدته التي شكر فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعبارة بليغة، كثف فيها هذه الفكرة، فقال: «معاً سنبرهن للعالم بأن المستحيل ممكن.. وبأن كل تضحياتنا ترخص لأجل الإمارات.. وسنصنع معاً نموذجاً يشعّ تفاؤلاً ويضع وطننا حيث نريده أن يكون بعون الله».
شكراً سموكما.. فقد تطابقت الرسائل.
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة