محمد بن زايد في عُمان.. زيارة تاريخية تتوج العلاقات الأخوية
تتوج زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لسلطنة عمان العلاقات الأخوية القوية المتنامية بين البلدين على مختلف الأصعدة.
ويجري الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، زيارة دولة إلى سلطنة عمان، الثلاثاء، تستمر يومين.
أهمية خاصة
وتحمل تلك الزيارة أهمية خاصة لأكثر من سبب، أبرزها أنها أول زيارة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان للسلطنة منذ توليه مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي، الأمر الذي يجعلها زيارة تاريخية.
ويعد اللقاء المرتقب بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأخيه السلطان هيثم بن طارق، هو الثاني خلال 4 شهور، بعد لقاء جمعهما خلال زيارة سلطان عمان إلى الإمارات مايو/أيار الماضي، لتقديم التعازي في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات الراحل.
زيارة تعطي دلالة أخرى على أهمية أخرى كونها تأتي بعد سلسلة زيارات متبادلة مكثفة بين مسؤولي البلدين شهدتها الفترة الماضية تنفيذا لتوجيهات قيادات البلدين بتعزيز التعاون بينهما.
وترتبط الزيارة بتوقيت مهم يتمثل في حدثين رئيسيين على المستوى العربي والخليجي، وهما القمة العربية المرتقبة في الجزائر مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، والقمة الخليجية الـ43 ديسمبر/كانون الأول المقبل، والتي تترأس دورتها القادمة سلطنة عمان، الأمر الذي يجعل المباحثات المرتقبة محطة مهمة على طريق تعزيز التضامن الخليجي والعربي.
زيارات متبادلة
وشهدت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وسلطنة عمان تطورا ملحوظا في جميع المجالات، تجلت مظاهره في الزيارات المتبادلة والمباحثات المتواصلة، والتي تزايدت وتيرتها زيادة ملحوظة خلال الفترة الماضية.
وسجلت الأيام القليلة الماضية، أكثر من 4 زيارات متبادلة لمسؤولين من البلدين، رصدتها "العين الإخبارية"، ضمن عشرات الزيارات التي جرت مؤخرا، وشهدت مشاورات ومباحثات لتعزيز التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة.
فقبل أيام جرت مباحثات إماراتية عمانية لتعزيز التعاون البرلماني خلال زيارة وفد برلماني إماراتي إلى مسقط، وذلك بعد أقل من أسبوع من تسلم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات رسالة خطية من أخيه السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطان عمان تتصل بالعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين نقلها فاتك بن فهر آل سعيد المبعوث الخاص لسلطان عمان.أيضا شهد شهر سبتمبر/ أيلول الجاري زيارة وفد من وزارة التربية والتعليم العمانية إلى الإمارات، بعد أيام من زيارة وفد من مجلس سيدات أعمال عجمان لسلطنة عمان للمشاركة في فعاليات المنتدى العربي الثاني للمرأة العاملة نهاية أغسطس/ آب الماضي.
زيارات متبادلة خلال وقت قصير تبرز قوة العلاقات المتنامية بين البلدين على مختلف الأصعدة السياسية والبرلمان والتعليمية والاقتصادية والسعي إلى تطويرها تنفيذا لتوجيهات قيادة البلدين، وترجمة للعلاقات الأخوية التاريخية بينهما.
تلك العلاقات الأخوية التاريخية القوية ظهرت جلية خلال زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق إلى الإمارات 14 مايو/أيار الماضي، لتقديم التعازي لأخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بوفاة رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
رسائل ودلالات
علاقات ثنائية مميزة ظهرت جلية في الرسالة الخطية التي أرسلها سلطان عمان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان 15 سبتمبر/ أيلول الجاري.
رسالة خطية ترتبط بالعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين الشقيقين والموضوعات ذات الاهتمام المشترك خلال استقباله في قصر الشاطئ في أبوظبي فاتك بن فهر آل سعيد المبعوث الخاص لسلطان عمان.
اللقاء حمل أيضا تصريحات إماراتية هامة تؤكد أن تعميق العلاقات مع سلطنة عمان أولوية رئيسية لدى القيادة الإماراتية.
وعبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء عن اعتزاز دولة الإمارات بعلاقاتها مع شقيقتها سلطنة عمان وتطلعها نحو مزيد من التطور والنماء لهذه العلاقات.
واستعرض الجانبان العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها ودفعها إلى الأمام في مختلف المجالات.
وامتثالا لتوجيهات القيادتين الرشيدتين بدولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان واستكمالا للجهود المبذولة لتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، عقدت "لجنة المتابعة المنبثقة عن اللجنة العليا الإماراتية - العمانية المشتركة" اجتماعها الدوري في 7 يونيو / حزيران الماضي في أبوظبي.
وخلال هذا الاجتماع تمت مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين والتوافق بشأنها والتي ستسهم في خدمة ورفاهية مواطني البلدين.
جاء الاجتماع بعد نحو 3 شهور من استقبال السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، 24 مارس/ آذار الماضي، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني؛ حيث تم خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية التاريخية المتجذرة بين البلدين ومواصلة التعاون والتنسيق المشترك بينهما، بما يحقق مصالحهما المتبادلة وتطلعات شعبيهما الشقيقين نحو التنمية المستدامة والازدهار.
وأوائل الشهر نفسه، جرت مباحثات بين البلدين لتعزيز التعاون العسكري بينهما خلال زيارة اللواء الركن سعيد راشد علي الشحي قائد القوات البرية الإماراتية للسلطنة.
وشهد عام 2021 مباحثات بين وزير الخارجية والتعاون الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ونظيره العماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وذلك لتعزيز التعاون، إحداها عقدها في 4 ديسمبر/ كانون الأول الماضي في أبوظبي، وذلك بعد نحو أسبوعين من مباحثات جرت في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بدولة الإمارات، وقبلها في 14 فبراير/شباط الماضي في مسقط.
كما أجرى أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لسلطان عمان، زيارة لدولة الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استمرت يومين، أجرى خلالها مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقام برعاية احتفالات الجناح العماني في معرض "إكسبو 2020 دبي" بمناسبة اليوم الوطني الحادي والخمسين للسلطنة.
تعزيز التعاون البرلماني
وعلى صعيد التعاون البرلماني بين البلدين، جرت مباحثات إماراتية عمانية لتعزيز التعاون بين البلدين قبل يومين في العاصمة مسقط.
جاء ذلك خلال استقبال الشيخ خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى في سلطنة عمان، حمد أحمد الرحومي النائب الأول لرئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي على هامش مشاركته في الاجتماع الدوري السادس عشر لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مسقط 21 سبتمبر/ أيلول الجاري.
لقاء أكد خلاله الطرفان على قوة العلاقات التاريخية وروابط الأخوة التي تجمع دولة الإمارات وشقيقتها سلطنة عمان، وأهمية تمتين علاقات التعاون المشترك على مختلف الأصعدة لاسيما في العمل البرلماني، وتكثيف الزيارات وتبادل الخبرات التي تنعكس على تطوير العمل التشريعي والرقابي والسياسي ويحقق المصالح المشتركة ويعزز مكتسبات مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
علاقات تاريخية
زيارات تتوج العلاقات التاريخية بين البلدين التي تشهد تطورا ملحوظا بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وأخيه سلطان عمان السلطان هيثم بن طارق.
وتجمع البلدين الشقيقين علاقات اجتماعية وثقافية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً، وكان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والسلطان قابوس بن سعيد قد عقدا لقاءً تاريخياً في العام 1968.
وتواصل زخم هذه العلاقات بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.
وشكلت الزيارة التاريخية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية "الهوية" بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة.
ولا تزال العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان تمضي إلى آفاق أرحب بتوجيهات ودعم من قيادات البلدين.