مراقبة انتخابات فلسطين.. شفافية وبوابة لفرص العمل
من مؤشر على شفافية العملية الانتخابية، إلى فرصة عمل مؤقتة لآلاف الخريجين الجامعيين، هكذا تبدو عملية الرقابة على الانتخابات الفلسطينية.
ومع الانطلاق الفعلي لعمليات الانتخابات بتسجيل الناخبين والقوائم المرشحة، قبيل انطلاق مرحلة الدعاية ويوم الاقتراع تتسارع جهود مؤسسة المجتمع المدني لتشكيل فرق رقابة محلية.
ويأمل الشباب الفلسطيني في أن تفتح الانتخابات أمامهم بوابة عمل تنتشلهم من البطالة المتفشية.
بوابة أمل
ويبدو الشاب الفلسطيني عامر خليل سعيدا، فبعد 3 سنوات من التخرج من قسم العلوم السياسية، لاحت أول فرصة عمل له بعد انخراطه في فريق للرقابة لإحدى المؤسسات المحلية.
وقال خليل لـ"العين الإخبارية": "بدأنا تدريبا على عملية الرقابة ومتطلباتها، وأتمنى أن تكون هذه العملية بوابة أمل لي لأنخرط في الحياة العملية، ولعل الانتخابات تكون بداية لإنهاء مأساة أمثالي من العاطلين عن العمل".
ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن معدل البطالة في قطاع غزة ارتفع خلال الربع الثاني من عام 2020 إلى 49.1%، وهي ترتفع في صفوف الشباب والخريجين إلى قرابة 70%.
وتسبب الحصار والانقسام الفلسطيني منذ منتصف 2007 بتدهور خطير في الواقع الاقتصادي، فضلا عن تأثيرات 3 حروب إسرائيلية، قبل أن تفاقم قيود جائحة كورونا الواقع وتشل الحركة الاقتصادية.
استقطاب مراقبين
عبدالحليم أبوسمرة، مدير التدريب في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أكد أن مركزه استقطب 450 مراقبا من المتطوعين وجرى تدريبهم على آليات الرقابة على الانتخابات.
وذكر أبوسمرة لـ"العين الإخبارية" أن المراقبين سيوزعون على كل المحطات داخل مراكز الاقتراع بقطاع غزة، مشيرا إلى أنه مؤسسته ستعمل بالشراكة مع مؤسسة الحق بالضفة التي قدمت 500 طلب لمراقبين لها في محطات الضفة الغربية، ومركز الميزان في غزة الذي قدم لـ400 طلب لمراقبين للجنة الانتخابات.
وقال: "نحن كمؤسسات حقوقية اتفقنا على مراقبة الانتخابات ثم نصدر تقريرا موحدا حول سير العملية الانتخابية".
وأعلنت لجنة الانتخابات أنه "في إطار التحضيرات لإجراء الانتخابات الفلسطينية 2021، وحرصاً على نزاهة وشفافية العملية الانتخابية، عن بدء استقبال طلبات اعتماد هيئات الرقابة المحلية اعتباراً من الأربعاء الموافق 3 شباط ولغاية نهاية يوم الأحد الموافق 25 تموز 2021".
ويشير أبوسمرة إلى أنه لم يجر تحديد قيمة المكافأة التي سيتلقاها المشاركون في الرقابة، مؤكدا أنهم في عمليات الرقابة السابقة صرفوا مكافآت لهم، ولذلك يتشجع الشباب للمشاركة في هذه العملية.
ورأى أن المراقبة تفتح للشباب فرصة مهمة للانخراط في الحياة السياسية، وأن يكون لهم دور فاعل في هذه العملية الديمقراطية.
6 آلاف طلب
ويؤكد المتحدث باسم لجنة الانتخابات فريد طعم الله، أن حوالي 6 آلاف طلب قدمت للجنة الانتخابات لمراقبين من المؤسسات في الضفة وغزة للرقابة في 1090 مركز اقتراع.
وقال طعم الله لـ"العين الإخبارية": "نحن دورنا في اعتماد المراقبين وفق الشروط المنصوص عليها"، مشيرا إلى أن هناك مؤسسات عندها ميزانيات تقدم مكافآت للمراقبين وأخرى تعتمد التطوع وهذه أمور لا نتدخل فيها.
وبيّن أنه يشترط في المؤسسة مقدمة الطلب كهيئة رقابة محلية أن تكون غير ربحية، وأن تكون معتمدة وفق قانون الجمعيات الأهلية، وألاّ تكون مرتبطة ماليّاً أو إداريّاً أو تنظيميّاً بأي حزب سياسي أو قائمة انتخابية أو مرشّح للانتخابات، وأن تكون هيئة الرقابة المحلية مختصة بتعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد وحقوق الإنسان.