الطعن بـ«قانون الأسرة».. سيف التطرف الإخواني يتكسر على درع حقوقيي المغرب
ينفثون سمومهم في كل من لا يؤيدهم الرأي ويشوهون كل من يعارضهم عبر استغلال الدين لفرض أيديولوجيتهم المتطرفة ومحاولة كسر عزلتهم المتزايدة.
هؤلاء هم إخوان المغرب، الفرع الذي يطلق «نيرانه» في كل الاتجاهات محاولا لفت الانتباه عبر التشويه وبث الفتنة والفوضى، والهدف أجندة سياسية مسمومة.
ففي الوقت الذي يُجمع فيه المغاربة، ملكاً وشعبا، على ضرورة تعديل مدونة (قانون) الأسرة، وتجويد أحكامها ونصوصها القانونية، بما يخدم مصلحة الأسرة والطفل، يخرج حزب "العدالة والتنمية" الإخواني، بخطاب "نشاز" همه الوحيد إثارة الفوضى.
وفجرت التصريحات المتتالية للزعيم الإخواني، عبدالإله بنكيران، استياء واسعا خصوصا بصفوف الحقوقيين، وذلك بعد هجومه الأخير على المجلس الوطني لحقوق الإنسان، واتهامه بـ"محاربة الإسلام".
معارك مستمرة
المجلس مؤسسة دستورية مستقلة، تضم حقوقيين يُمثلون جميع التوجهات الإيديولوجية في المغرب، ومع ذلك لم يتوان بنكيران بتوجيه سمومه نحوه متهماً إياه بـ"الخروج عن الأحكام الدينية والشرعية".
ولم يكتف بنكيران بذلك، بل طالت "نيرانه" أحزاباً وطنية تاريخية وعريقة، مثل حزبي "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، و"التقدم والاشتراكية".
وكعادته، رفع بنكيران، زعيم الحزب الإخواني المنهار داخلياً، مزاعم "الخروج من الملة"، ليتهم كُل من يُخالف أيديولوجيته بـ"محاربة الإسلام وأحكام الشريعة".
وتجاوز الزعيم الإخواني ذلك، بالتلويح بإثارة الفوضى وضرب النظام العام، عبر تهديده بإخراج مريدي حزبه المنهار، في ما قال إنه "مسيرة مليونية".
حزب «بائس»
سلمى الطود، رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بطنجة (شمال)، وعضو المجلس المغربي لحقوق الإنسان، تعتبر أن ما يقوم به بنكيران لا يعدو أن يكون سوى "محاولة يائسة لتجييش ما تبقى من السذج من المحسوبين على الحزب البائس”.
وانتقدت الطود، في تدوينة لها عبر صفحتها بموقع فيسبوك، الهجوم الذي شنه الحزب الإخواني على مطالب الحركة الحقوقية بشأن مدونة الأسرة، وعلى رأسها المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
وقالت إن "أسلوب التأليب والتجييش قد ولى زمنه وانتفت سياقاته"، مضيفة أن "الخبث بلغ مداه ضد المرأة المغربية بالهجوم الشرس على المؤسسة التي تضع المساواة وعدم التمييز قيمة تعمل على نشرها وترسيخها في المجتمع المغربي".
استغلال
أما المفكر الحقوقي المغربي، أحمد عصيد، فيؤكد أن "خرجات عبد الإله بنكيران لا علاقة لها والنقاش الدائر حول إصلاح مدونة الأسرة".
ويقول عصيد، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن ما يقوم به الزعيم الإخواني هو محاولة لمُواراة الفشل الانتخابي الذريع الذي مُني به الحزب، وهو أيضا محاولة فاشلة لرد الاعتبار للحزب".
ولفت إلى أن "حزب العدالة والتنمية يستغل قضيتين أساسيتين ويركب عليهما لدغدغة المشاعر، وحصد التعاطف، وهما القضية الفلسطينية، وموضوع الأسرة".
وبحسب المفكر، فإن "الهجوم الذي يقوم به الرجل وأنصاره على المجتمع المدني والحقوقي يستهدف لفت الأنظار ودغدغة العواطف، أملاً في حصد بعض التأييد الشعبي".
وخلص إلى أن "استغلال هذه القضية لن ينفع، لأن إصلاح مدونة الأسرة تقرر على أعلى مستوى بعد تقييم عشرين سنة من تطبيق المدونة، وتبين وجود ظلم كبير للمرأة".
تاريخ أسود
وليست هذه المرة الأولى التي يُثير فيها عبد لإله بنكيران حفيظة الحُقوقيين ويُهاجمهم، بل له "تاريخ" من "الحروب الكلامية" مع حقوقيي البلاد، بشتى توجهاتهم، وخاصة الحركات النسائية.
وأحدث التصريحات الصادرة عن الزعيم الإخواني "قزمت" الزواج، وجعلته يدور حول رحى "الجنس" فقط، إذ قال في تجمع حزبي: "لايوجد في الزواج شيء غير ممارسة الجنس".
وهذه التصريحات اعتبرتها الجمعيات الحقوقية، ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، مُجانبة للصواب، ومُسيئة للأسرة بشكل عام، والمرأة على وجه الخصوص.
استياء يأتي خصوصا أنها ليست الأولى في تاريخ الرجل الحافل بالإساءات والإهانات الموجهة للنساء، حيث سبق أن يشبههن بـ"الديكورات والمصابيح"، وسخر منهن في أكثر من مرة.
aXA6IDE4LjIxOC4xMDguMjQg جزيرة ام اند امز