رسائل الود تعجز أمام جمود علاقات الجزائر والمغرب
قيادتا الجزائر والمغرب تواصلان تبادل رسائل الود والإخاء، إلا أن الواقع يشير إلى جمود تام في العلاقات وحدود مغلقة منذ 22 سنة.
لا تكف قيادتا الجزائر والمغرب على تبادل رسائل الود والإخاء بينهما، بما يوحي بأن كل الأمور على ما يرام بين البلدين، إلا أن الواقع يشير إلى جمود تام في العلاقات وحدود مغلقة منذ 22 سنة.
كعادته لم يتخلف الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عن توجيه التهنئة للعاهل المغربي الملك محمد السادس، بمناسبة ذكرى استقلال المغرب التي تصادف هذا اليوم 18 نوفمبر.
وكتب الرئيس بوتفليقة في الرسالة قائلا: "يسرني في غمرة احتفال الشعب المغربي الشقيق بذكرى استقلاله أن أعرب لكم عن تهاني الحارة مشفوعة بأصدق التمنيات لكم ولأسرتكم الملكية الشريفة دوام السعادة والصحة والهناء ولشعبكم الشقيق مزيد من التقدم والنماء والازدهار في ظل قيادتكم الحكيمة".
ولم تخل رسالة الرئيس بوتفليقة من إشارات سياسية، فقد جدد للملك المغربي ما قال إنه "حرصنا الدائم وتصميمنا الأكيد على تمتين وشائج الأخوة و التضامن التي تجمع بلدينا وتوطيدها بما يستجيب لطموحات شعبينا الشقيقين إلى التطور والسعي لإرساء علاقات أساسها الاحترام المتبادل وحسن الجوار وكذا العمل على مواصلة بناء اتحاد مغربنا العربي بما يكفل خدمة القضايا المشتركة لبلدينا الشقيقين".
وتأتي هذه الرسالة عقب أخرى وجهها الملك محمد السادس إلى الرئيس بوتفليقة بمناسبة ذكرى اندلاع الثورة الجزائرية في الفاتح من نوفمبر، اشتملت على العبارات نفسها تقريبا من دعوة لـ"مواصلة العمل سويا معكم من أجل توطيد علاقات التعاون المثمر بين بلدينا، وجعلها دعامة أساسية لبناء صرح مغربنا الكبير على أسس متينة من حسن الجوار والتضامن الفاعل، بما يحقق تطلعات شعوبنا نحو المزيد من التكامل والاندماج، في كنف الأمن والطمأنينة والاستقرار".
- استنفار أمني على الحدود المغربية الجزائرية لمنع محاولات للنزوح
- رئيس الحكومة الجزائرية: ليس لنا مشكل مع الشعب المغربي
وهاتان الرسالتان هما عينة من عشرات الرسائل التي يتبادلها قائدا البلدين في كل المناسبات الدينية والوطنية سنويا، دون أن تغير من واقع جمود العلاقات شيئا، فالحدود بين البلدين مغلقة منذ سنة 1994، ومشروع المغرب العربي لا يزال إلى اليوم موجودا على الورق فقط، بعد أن فشل قادة الدول المغاربية في بعثه بسبب الخلاف بين الجزائر والمغرب تحديدا.
ويعد مشكل الصحراء الغربية، جوهر المشكل بين الجزائر والمغرب؛ حيث يتهم المغرب جاره الجزائري تحديدا بافتعال الصراع على الصحراء الغربية التي تعدها أراضي مغربية، وترد الجزائر بأن لا علاقة لها بهذا الصراع الموجود على طاولة الأمم المتحدة منذ سنوات طويلة، لكنها لا تخفي مساندتها لجبهة البوليساريو في مطلب تقرير المصير.
وفي آخر حوار للوزير الأول الجزائري عبدالمالك سلال مع صحيفة الشرق الأوسط، ذكر أن الجزائر مستعدة لحل خلافاتها مع المغرب، مشيرا إلى أن بلاد "تدعم المسار التفاوضي بين المغرب والصحراء الغربية، وتلتزم به وتتمنى نهاية سريعة للمفاوضات وحلا نهائيا وعادلا لهذا النزاع".
غير أن الواقع، بحسب الخبراء، يشير إلى أن هذا النزاع لا يزال حله مستعصيا، بدليل التلويح بالحرب الذي يعلنه الجانبان في كل مرة، وهو ما ينذر باستمرار الأزمة بين الجزائر والمغرب طويلا، رغم رغبة شعبي البلدين وكثير من النخب السياسية، في تجاوز الخلافات السياسية وإعادة فتح الحدود.
aXA6IDMuMTQ1Ljc4LjExNyA= جزيرة ام اند امز