بنكيران ينفخ في مزمار الفوضى.. هل تلدغ «الأفاعي» أوهام الإخوان؟
في علاقة باتت طردية بين أمين حزب العدالة والتنمية، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في المغرب، و«الأفاعي»، استحضر عبدالإله بنكيران، سموم تلك الزواحف التي لطالما ارتبط اسمه به، لنفثها في وجه منتقديه.
فـ«الأفاعي»، التي طوقت حكومته التي كان يرأسها عام 2015، يبدو أنها طبعت على بن كيران، من صفاتها وسمومها، ما جعلته لا يرى سواها في منتقديه، فبات لا يترك مناسبة إلا ويغير جلده بما يتناسق معها، ولا واقعة تنتقده وإخوانه، إلا ولدغ القائمين عليها بسمومه التي سرعان ما يزول مفعولها.
وفي محاولة من الحزب الذي يرأسه المنهار داخليا، والخاسر انتخابياً، لتعويض خسائره، بات يلقي بسمومه في الشارع المغربي؛ فلم يجد إلا مدونة الأسرة التي دعا عاهل المغرب الملك محمد السادس لتعديلها وتجويد نصوصها، مدخلا لفرض أيديولوجياتهم المتطرفة بالعنف واللانظام.
فماذا فعل؟
في أقل من أسبوع، أصدر حزب العدالة والتنمية الإخواني أكثر من دعوة للفوضى والاحتجاج، فيما جدد أمينه العام عبد الإله بنكيران، المغرب، دعوته إلى تنظيم «مسيرة مليونية» رفضاً لمقترحات الأحزاب الحداثية والحقوقيين بشأن مدونة الأسرة، واصفاً منتقديه بـ«الأفاعي».
وفي كلمة بثتها صفحة عبد الإله بنكيران، عاد الرجل ليُجدد تلويحه ودعوته إلى الفوضى بغرض الضغط على الدولة لاعتماد توجهه وأيديولوجيته في مقتضيات قانون الأسرة الجديدة.
الزعيم الإخواني الذي كان يتحدث في لقاء مغلق، مع قيادات حزبه، ونُشر تسجيل لمداخلته، جدد تأكيده على نية التنظيم الإخواني إدخال البلاد في حالة من الفوضى، إذا لم يتم الاستجابة إلى مطالبه بشأن تعديلات المدونة، قائلا: «لو احتجنا إخراج مسيرة مليونية أو أكثر، فسنقوم بذلك (..) إذا نجحنا في ذلك سأكون سعيداً».
وعبر عن نية التنظيم الإخواني استغلال المواطنين للضغط على المُشرع المغربي لتبني أيديولوجياته، قائلا: «نحن لا نملك إلا إخراج المواطنين»، مضيفًا: «ماذا فيها إذا أخرجنا مسيرة مليونية إلى الشارع».
وفي الوقت الذي تعمل الأحزاب المغربية، والجمعيات الحقوقية والنقابات، على تقديم مقترحات علمية وحقوقية لتجويد القواعد القانونية الواردة في مدونة الأسرة، اختار بنكيران مهاجمة خصومه ووصفهم بنعوت غير مقبولة في الحقل السياسي المغربي.
وأمعن بنكيران أمام قيادات حزبه في توجيه التوصيفات «القدحية» لقيادات حزبية وحقوقية في البلاد، واصفاً إياهم تارة بـ«الأفاعي»، وأخرى بـ«الراغبين في تخريب الأسرة والمجتمع».
انتقادات وعزلة
ويعيش حزب العدالة والتنمية الإخواني في عزلة سياسية شديدة، زاد من حدتها التصريحات المتتالية للزعيم الإخواني، عبدالإله بنكيران، التي فجرت استياء واسعا خصوصا بصفوف الحقوقيين.
هذا الاستياء، جره على الحزب هجوم زعيمه الأخير على المجلس الوطني لحقوق الإنسان، واتهامه بـ«محاربة الإسلام». ناهيك عن دعوات الاحتجاج والفوضى.
والمجلس مؤسسة دستورية مستقلة، تضم حقوقيين يُمثلون جميع التوجهات الإيديولوجية في المغرب، ومع ذلك لم يتوان بنكيران بتوجيه سمومه نحوه متهماً إياه بـ«الخروج عن الأحكام الدينية والشرعية».
وتسبب هجوم بنكيران في توجيه انتقادات حادة له من طرف حقوقيين، متهمين إياه بمحاولة ممارسة الأستاذية على الحقوقيين، واختيارات المغاربة، داعين إياه إلى احترام الديمقراطية وتعدد الآراء في المجتمع المغربي.
aXA6IDMuMTUuMTg2LjU2IA== جزيرة ام اند امز