اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء.. اختراق استراتيجي وتضييق على الانفصال
قال خبيران إن اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء يُشكل اختراقا استراتيجيا لدبلوماسية الرباط، وتضييقا على أطروحة المليشيات الانفصالية.
وأكدا على أن هذه الخطوة، وخاصة فتح القنصلية الأمريكية في مدينة الداخلة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، تُعد إنجازا كبيرا يضاف إلى باقي الانتصارات التي سجلتها المملكة في الفترة الأخيرة.
والخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن استقلال الصحراء الغربية ليس حلا واقعياً، وأنه يدعم إقامة حكم ذاتي تحت مظلة مغربية. كما قررت الولايات المتحدة فتح قنصلية لها في مدينة الداخلة بالأقاليم الجنوبية.
وفي تغريدة عبر "تويتر"، قال ترامب إن المغرب وإسرائيل اتفقا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، مؤكدا أن الخطوة تعد إنجازا هائلا للسلام بمنطقة الشرق الأوسط.
وهو ما أكده العاهل المغربي محمد السادس، في بيان، أن بلاده تعتزم تطوير علاقات مبتكرة في المجال الاقتصادي والتكنولوجي مع إسرائيل.
وبموجب الاتفاق، سيقيم المغرب علاقات دبلوماسية كاملة، وسيستأنف الاتصالات الرسمية مع إسرائيل، ويسمح بعبور رحلات ووصول وقيام رحلات من إسرائيل وإليه لكل مواطنيه.
وبذلك تعد المغرب رابع دولة عربية تتوصل إلى الاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل في غضون الشهور الأخيرة.
وتأتي الخطوة المغربية بعد أسابيع من توقيع الإمارات منتصف سبتمبر/أيلول الماضي معاهدة سلام تاريخية مع إسرائيل، في خطوة شجاعة أسهمت في دفع البحرين والسودان إلى نهج ذات الطريق، الأمر الذي يحفظ حقوق الفلسطينيين، ويسهم في دعم الاستقرار والازدهار في المنطقة.
اختراق استراتيجي
حسن بلوان، المتخصص في العلاقات الدولية، قال لـ"العين الإخبارية" إن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء يُعتبر اختراقاً استراتيجياً للدبلوماسية المغربية.
ولفت إلى أن الحدث الأبرز عند المغرب والمغاربة اليوم هو الاعتراف التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية عن طريق مرسوم رئاسي يقضي بمغربية الصحراء.
وأكد على أن هذا الحدث يعد الأول من نوعه في تاريخ الصراع المفتعل بالأقاليم الجنوبية، بل وأكثر من ذلك فتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة وما يحمله من دلالات قوية.
تنزيل للمقتضيات الدستورية
رشيد لزرق، الأكاديمي والباحث المغربي في الشؤون السياسية، قال إن هذه الخطوة، تُعتبر تفعيلا للمقتضيات التي جاء بها دستور 2011.
وأضاف في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن الفصل 17 من الدستور المغربي يقول إن المغاربة المقيمين في الخارج يتمتعون بحقوق المواطنة الكاملة.
وبما أن اليهود من أصول مغربية، والمقيمين في إسرائيل، يعتبرون من أفراد الجالية المغربية في الخارج، فلهم كامل الحق لزيارة وطنهم، وتسهيل قضاء حوائجهم.
وأشار إلى أن تسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود من أصل مغربي والسياح الإسرائيليين من المغرب وإليه، عبر فتح الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية المغربية و الإسرائيلية، يأتي في هذا الصدد.
حل سلمي للقضية الفلسطينية
وأوضح أن هذه الخطوة ستساهم في إعطاء المغرب قوة في إيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية، بما يدعم حلا قائما على دولتين، من خلال تجسير الفجوة والإعداد للمفاوضات.
ولفت إلى أن هذه المفاوضات، تبقى بحسب المغرب هي السبيل للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل للملف، بما يحفظ الوضع الخاص للقدس الشريف، ويمكن من حرية ممارسة الشعائر لأتباع الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية، مع حماية الطابع الإسلامي لمدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى.
علاقات لم تنقطع
وأشار إلى أن ربط هذه المستجدات بتطبيع العلاقات المغربية الإسرائيلية، هو مجانب للصواب رغم تقاطعهما في التوقيت.
وأوضح أن العلاقات بين المغرب وإسرائيل لم تنقطع قط رغم غلق مكتب الاتصال سنة 2002، خاصة أن اليهود المغاربة في إسرائيل يشكلون قوة عظمى تتحكم في مفاصل البلديات والوزارات.
وأكد أن العلاقة بين البلدين لم تنقطع أبداً على مستوى الرحلات الجوية والزيارات السياحية والدينية، بالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية.
شفافية
ولفت إلى أن المغرب في بيان الديوان الملكي كان واضحا في علاقته مع جميع الأطراف، ونبه إلى أن استئناف الاتصال، لا يجب أن يكون على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
كما أن المملكة تُحافظ على علاقاتها المتينة مع السلطة الفلسطينية، وجميع أطياف الشعب الفلسطيني الشقيق، وفق بلوان.
ونوه إلى الدور المحوري الذي ما فتئت المملكة تلعبه في الملف الفلسطيني، خاصة من خلال ترؤس العاهل المغربي الملك محمد السادس للجنة القدس، وما أطلقه من مبادرات متتالية لدعم الفلسطينيين.
aXA6IDUyLjE0LjI1Mi4xNiA= جزيرة ام اند امز