خبير يوضح أسباب تصاعد الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وألمانيا
تصاعدت الأزمة الدبلوماسية بين المملكة المغربية وجمهورية ألمانيا، عقب استدعاء الرباط سفيرتها من برلين للتشاور.
وبعد شهرين من قرار المغرب تجميد جميع الاتصالات مع السفارة الألمانية والمؤسسات التابعة لها، خرجت الرباط بموقف رسمي، يُعلق على التعاطي الألماني السلبي مع ملف الصحراء المغربية.
الخطوة الرسمية التي أقدمت عليها الرباط تمثلت في استدعاء سفيرتها لدى برلين للتشاور، لكنها حملت، بحسب حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، العديد من الرسائل بين السطور.
تطور طبيعي
وقبل شهرين، تم تداول وثيقة للخارجية المغربية، توصي فيها المصالح الحكومية المغربية بـ"تعليق كل علاقة اتصال أو تعاون مع السفارة الألمانية في الرباط ومع كل المؤسسات الألمانية التابعة لها"، والتي كانت بمثابة أولى شرارات الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، يقول بلوان.
- بوريطة: حل النزاع حول الصحراء المغربية مرهون بالحوار مع الجزائر
- استثمارات جديدة في الصحراء المغربية.. ثمار الدبلوماسية الرزينة
خطوة استدعاء السفيرة المغربية لدى ألمانيا، تعد تطورا طبيعيا لمسار الأزمة، خاصة بعد استنفاذ المملكة جميع الطرق الدبلوماسية لثني ألمانيا عن مساعيها العدائية ضد المغرب خاصة فيما يتعلق بملف الصحراء، وبالتالي فغياب التفاعل الإيجابي من جهة ألمانيا، يجعل هذه الخطوة طبيعية ومُنتظرة.
وتابع الخبير المغربي أن "هذا الإجراء جاء بفعل تراكمات كثيرة اعتبرها المغرب عدائية ضده وضده وحدته الترابية ودوره الاقليمي، وهو ما كان سببا لتجميد العلاقة مع سفارة المانيا في الرباط سابقا".
وأردف بالقول إن هذه الخطوة المغربية بمثابة وضع للنقاط على الحروف، والحديث بشكل مباشر مع تسمية جميع الأمور بمُسمياتها، وذلك بلغة دبلوماسية واضحة ومفهومة غير قابلة للتأويل.
وخلص بلوان إلى أن استمرار ألمانيا في نهج تصرفات عدائية تجاه مصالح المغرب الحيوية في الصحراء وفي المنطقة وحتى في الاتحاد الاوربي، وأيضاً استمرارها في خدمة خصوم واعداء المغرب، جعل اتخاذ هذه الخطوة أمراً لا محيد عنه.
أجندات عدائية
وبقراءة سريعة في المواقف الألمانية المتعددة، يرى الخبير المغربي أنها تخدم أجندات تُعادي الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وكما يعلم الجميع أن هذه القضية توليها الرباط أهمية على أعلى المستويات، ولا يمكنها التنازل عليها بأي شكل من الأشكال.
كما أن التصرفات الألمانية تعوق جهود تفعيل القرار الأمريكي في الصحراء المغربية، بحكم الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وأوروبا في عهد ادارة بايدن، كما أن التأثير الألماني على الاتحاد الأوروبي يقف في وجه اعتراف العديد من الدول الأوروبية بمغربية الصحراء.
ورغم الحزم الذي طبع هذه الخطوة الدبلوماسية المغربية، ورغم اللغة التي طبعت البلاغ الواضح والصريح، فإن الأمور لم ترق إلى حد سحب السفيرة أو قطع العلاقات الدبلوماسية، لافتا الخبير المغربي إلى أن ألمانيا مطالبة بإعادة النظر في تصرفاتها العدائية، ضد حليف استراتيجي موثوق ويعول عليه بحجم المغرب.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA= جزيرة ام اند امز