صنًاع الأمل: "قلوب دافئة" لتحسين واقع الحياة في المغرب
محمد شاب مغربي يتخذ من العمل التطوعي نهجاً له في حياته ويؤسس مع مجموعة من الشباب صفحة "تارودانت العالمة تبتسم"
محمد، شاب إعلامي وناشط اجتماعي، من مدينة تارودانت بالمغرب، اتخذ من العمل التطوعي نهجاً له في حياته من خلال المشاركة في العديد من المبادرات والحملات، كما أسس مع مجموعة من الشباب صفحة "تارودانت العالمة تبتسم"، وهي صفحة اجتماعية على منصة "فيسبوك" نجحت في تنفيذ العديد من المبادرات بهدف خدمة المدينة والعمل على تنميتها وإبراز جماليتها والجوانب السياحية فيها.
من خلال هذه الصفحة ـ وفقا لما نشرته مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ضمن قصص مبادرة "صناع الأمل "في الوطن العربي ـ أطلق محمد مبادرة إنسانية لامست قلوب أبناء منطقته حملت اسم "قلوب دافئة"، نفذت للمرة الأولى في العام 2015، وهي حملة شعبية لجمع الملابس الشتائية والأغطية سواء المستعملة أو الجديدة، وذلك بغرض مساعدة الأسر الفقيرة في مدينة تارودانت ونواحيها والمناطق الجبلية القريبة من المدينة التي تعاني من التهميش والعزلة في فصل الشتاء وفي موجة البرد القارس وتساقط الثلوج، كما عملت الحملة أيضاً على جمع التبرعات المالية بهدف مساعدة المحتاجين لعمليات جراحية مستعجلة وتغطية نفقات العلاج والمتابعات الطبية.
لقيت الحملة في دورتها الأولى رواجاً وتفاعلاً كبيراً، ونجحت في مساعدة أكثر من 30 عائلة فقيرة في مدينة تارودانت، كما ساهمت في تقديم مساعدات لثلاث جمعيات خيرية واجتماعية منها الهلال الأحمر بتارودانت، الأمر الذي دفع بمحمد وزملائه إلى تنفيذ الحملة مرة أخرى في دورتها الثانية لدعم قافلة أناروز لجمعية شباب الأطلس تارودانت، حيث استفاد من خدماتها أكثر من 60 قرية في إقليم تارودانت ومناطق أخرى من المملكة. وقد استمرت الحملة لغاية منتصف ديسمبر الماضي 2016.
محمد، ومن خلال صفحة الفيسبوك، تمكن من خلق بيئة تفاعلية وحلقة وصل بين أبناء مدينة تارودانت في الداخل والخارج. وبفضلها قدم أبناء المدينة في المهجر عدة مساعدات متتبعين مسارها بكل شفافية عبر الصفحة لضمان وصولها إلى مستحقيها. واليوم يتابع الصفحة أكثر من 37 ألف شخص يتشاركون مع محمد حب المدينة وأهلها ويسهمون بشكل مباشر في تحسين حياة الناس فيها.
محمد يمثل نموذجاً للشباب الرافض للاستسلام لواقع الحياة الصعبة بكل ما تحمله من تحديات، فهو ومن معه من الشباب يحدوهم الأمل في غد أفضل لمدينتهم وعائلاتهم وأبنائهم.