المتهم الثاني في "غزو الموصل" يشكل حزبا بالعراق
سعدون الدليمي كان متوليا حقيبة وزارة الدفاع عند اجتياح داعش للموصل والانسحاب الغامض للقوات العراقية أمام التنظيم الإرهابي
أعلن النائب سعدون الدليمي، الأربعاء، تأسيس "حزب وحدة أبناء العراق"؛ تمهيداً للمشاركة في الانتخابات المقررة العام المقبل.
وخلال المؤتمر التأسيسي للحزب دعا الدليمي أهالي المناطق التي ضربها الإرهاب إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية من أجل اتخاذ جميع التدابير لتحصين هذه المناطق لضمان عدم عودة الإرهابيين إليها، وفق ما نقله عنه موقع "السومرية نيوز".
والدليمي كان وزيراً للدفاع لمرتين، ووزيراً للثقافة، وهو المتهم الثاني بعد رئيس الحكومة السابق، نوري المالكي، في التسبب في اجتياح تنظيم داعش لمدينة الموصل بشمال العراق عام 2014، وفق ما خلصت إليه لجنة تحقيق تتبع البرلمان العراقي عام 2015، وطالبت بإحالته للقضاء.
وقال الدليمي خلال المؤتمر إن "المرحلة المقبلة توجب على الجميع التزام النهج الديمقراطي السليم من خلال الابتعاد على الطائفية والعرقية".
كما دعا إلى "إبعاد القوات المسلحة والقوات الأمنية بكل صنوفها عن التسيس والتحزب".
وسعدون الدليمي حالياً نائباً عن محافظة الأنبار غرب العراق، في البرلمان عن "ائتلاف وحدة العراق".
وكان معارضاً من الخارج لنظام الرئيس الراحل صدام حسين بعد حرب الخليج الثانية، وعاد إلى العراق عام 2003 بعد الغزو الأمريكي.
وأسس مركزاً بحثياً ثم شارك في العمل السياسي ليتولى حقيبة وزارة الدفاع مرتين، إحداهما في 2005، والثانية في حكومة نوري المالكي 2011 وحتى 2014.
وخلال توليه وزارة الدفاع تفاجأ العالم بخبر اجتياح تنظيم داعش قادماً من سوريا لثلث مساحة العراق في أيام قليلة، واحتلاله لمدينة الموصل التي تعد ثاني أكبر مدن البلاد، وتخلل ذلك انسحاب "غامضة" أسبابه للقوات العراقية من أمام داعش، فيما تقاذف المسؤولون وقتها الاتهامات بالمسؤولية تارة وبتسهيل الطريق لداعش خدمة لأجندات أجنبية تارة أخرى، في إشارة إلى تركيا وإيران.
والمقرر أن تجري الانتخابات العامة في 2018، غير أن رئيس الوزراء حيدر العبادي قال أمس الثلاثاء إنه لا يفكر في الانتخابات إلا بعد "تحرير الأراضي العراقية بشكل كامل"؛ ما يفتح الباب أمام احتمالات التأجيل.
ومن المتوقع أن تفرز الانتخابات المقبلة واقعاً جديداً في العراق، خاصة بعد ظهور قوى سياسية ومسلحة جديدة، على رأسها مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران، والتي تستغل ما تصفه بانتصارها في المعارك ضد داعش في الحشد لأنصارها في دواوين الحكم والبرلمان.